توكل كرمان تريد زيارة بنغازي الليبية.. لماذا بعد إعلان المبادرة المصرية لحل الأزمة الليبية؟
الأحد، 07 يونيو 2020 09:00 ص
بعد ساعات من إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي، عن تفاصيل المبادرة المصرية لحل الأزمة الليبية "إعلان القاهرة"، خرجت توكل كرمان بمجموعة من التدوينات للحديث عن ليبيا،؟ وكأن عشقها لمدنها ظهر فجأة.
التوقيت غريب، لكنه حمل رسائل ضمنية عن مخططات جماعة الإخوان الإرهابية، في ليبيا، وكتبت الإخوانية كرمان عبر صفحتها: "لابد من بنغازي وإن طال السفر واشوقاه لعاصمة ثورة فبراير الليبية".
لم تكتف كرمان بذلك، بل نشرت مجموعة من التدوينات، جميعها يخص ليبيا، بداية من منشور لها الجمعة، قالت فيه: "أفكر إلى طرابلس لكنني مشتاقة أكثر لبنغازي عاصمة ثورة فبراير الليبية، عسى أن يكون قريبا".
وما أن حدثت حالة من الجدل على موقع التدوينات تويتر، كتبت رسالة أخرى: "أيوه أنا مع الثورات، أمس واليوم وغدا، ليس في اليمن فقط وليس في الوطن العربي فحسب، أنا مع الربيع العالمي القادم لا محالة".
واعتبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي رسائل كرمان المتتالية، إشارة لاستمرار التدخل التركي في ليبيا وتوسيع أهدافه ومناطق، وتعزيز سيطرة الميليشيات الإرهابية على كامل التراب الليبي، وهي دعوة صريحة لتوسيع دائرة الحرب والدمار في ليبيا.
لماذا بنغازي؟ السؤال تجيب عنه تقرير صحفية تحدثت عن مخطط إخواني، بضم الشرق الليبي وإعلان ليبيا دولة جديدة لمركز التنظيم في شمال أفريقيا. يقول المفكر الليبي صلاح الحداد، عضو مجلس شورى التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، في السابق- حتى عام 2002- إن الخطة الإخوانية قائمة بالأساس على السطو على ليبيا وشمال إفريقيا، بدأت منذ عام 2006.
وقال أردوغان خلال الحفل أن طرابلس ستكون عاصمة الدولة الإخوانية في شمال إفريقيا، وفق الحداد، والذي أكد أن خطة الجماعة ازدادت وضوحاً مع وصول الجيش الليبي إلى مشارف العاصمة طرابلس، وقتها كشر التنظيم عن أنيابه وأفصح عن خطته الدولية علناً للعالم أجمع، وهدد بحرق شمال أفريقيا.
المتتبع للوضع الليبي، يرى أن الإخوان حولوا شرق ليبيا إلى إمارة متطرفة ترفرف عليها رايات داعش السوداء، وقد كانوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق نصر كاسح على كل شرق ليبيا والوصول إلى الحدود المصرية، للدخول مع الجيش المصري في اشتباكات ومناوشات عسكرية، كتلك التي تحدث في سيناء، لولا تصدي الجيش الليبي لهم بقيادة المشير خليفة حفتر عام 2014، بإمكانيات بسيطة، إلى أن تم دحرهم من شرق البلاد وجنوبها، وصولا إلى أجزاء كبيرة من غربها.
ويرى مراقبون ومختصون في شؤون حركات الإسلام السياسي، أن ظهور داعش في الشرق الليبي دونا عن غيره، كان وراءه هدف، كذلك تصريحات كرمان، وسر توقيتها في ظل تحركات لتهدئة الأوضاع في ليبيا.
ويؤكد الخبراء، أن مصالح جماعة الإخوان المسلمين هي المحرك الرئيس للتحركات التركية وتصريحات كرمان وغيرها، هدف رئيس لتدفع أنقرة بثقلها وراء حكومة الوفاق، ضمن خطة تسمى "خطة الإخوان السرية في ليبيا وشمال أفريقيا"، ينفذها أردوغان.
وتابعوا أن أحداث فبراير 2011 كانت نقطة بداية التمكين الفعلي، بالسيطرة على مفاصل الحكم في ليبيا ومن أهمها المناصب الوزارية والقيادية في المؤسسات السيادية، مثل البنك المركزي والمؤسسة الليبية للاستثمار والمصرف الخارجي، والمؤسسة الوطنية للنفط، ومؤسسة البريد والاتصالات، بالإضافة إلى تشكيل مليشيات الدروع في فبراير 2011 لإطباق السيطرة على ليبيا بجيش إخواني من الإرهابيين، وللحيلولة دون قيام الجيش الوطني النظامي بمهامه، وبالتالي كان سقوط الإخوان في مصر، في ثورة 30 يونيو، طعنة قوية للتنظيم الإرهابي، وبالتالي كانت هناك حالة هياج في التنظيم، فسارع عناصره في ليبيا لاغتيال عسكريين وشرطة وقضاة وإعلاميين وناشطين مدنيين في مدينة بنغازي خشية تكرار التجربة المصرية في ليبيا.
والسبت، أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي، عن مبادرة أطلق عليها "إعلان القاهرة" لحل الأزمة الليبية، خلال مؤتمر صحفي مع المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي والمستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي.
وتتضمن المبادرة وقف النار وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها، كذلك عدة بنود شملت التأكيد على وحدة وسيادة الدولة الليبية، واحترام كافة الجهود والمبادرات الدولية ذات الصلة، مع التزام كافة الأطراف بوقف النار اعتباراً من الساعة السادسة صباح بعد غد الاثنين 8 يونيو.
ونصت المبادرة على الارتكاز على مخرجات مؤتمر برلين، والتي ينتج عنها حل سياسي وأمني واقتصادي شامل، واستكمال أعمال مسار اللجنة العسكرية 5+5 بجنيف، برعاية الأمم المتحدة، مع إلزام المنظمات الدولية بإخراج المرتزقة الأجانب والإرهابيين، من كافة الأراضي الليبية، وتسليم الميليشيات أسلحتها، حتى يتمكن الجيش الليبي بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، في تحقيق الأمن والاستقرار في ربوع البلاد.