«كورونا يقتلهم دون أن يصيبهم».. كيف أثرت الجائحة على صحة المجتمعات رغم عدم تعرضهم للمرض
الإثنين، 01 يونيو 2020 02:00 مكتب| أحمد قنديل
في ظل انتشار الوباء، دقت أجراس المدينة حدادًا على أرواح ضحاياه، وانهمرت دموع العامة حزنًا على ما وصلوا له، وانفطرت القلوب أسفًا على الأوضاع المشهودة، فرغم التشديدات الصحية منذ اليوم الأول لانتشار الوباء تحسبًا لأن يصيبهم، لكن المرض تفشى بينهم وقتلهم، ولكن ليس بسبب الوباء بل بسيب تداعياته، ما كان مفاجأة لا حسبان لها.
لا شك أن العالم يعيش حالة من القلق والتأهب القصوى بسبب جائجة انتشار فيروس كورونا "كوفيد 19"، وهو ما دفع حكومات العالم كله لاتخاذ أقصى الإجراءات الوقائية صحيا وقانونيا للحد من انتشار الوباء، وكان من أبرز هذه الإجراءات إقرار عزل منزلي وإيقاف العديد من الأنشطة التي تتضمن تجمعات فضلًا عن تأهب المؤسسات الصحية المعنية لاتخاذ التدابير اللازمة، ولكن غالبا ما يكون الحرص الزائد موازيا لقصور بالغ، ولعل الحرص الشديد من قبل عدد من الدول على الحد من كورونا كان له تداعيات خاصة بالأمراض الأخرى.
ووفقا لما ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية" شدد أطباء على أن الغالبية العظمى من وفيات جائحة كورونا لن تكون ناتجة عن الإصابة به، على قدر التعرض للآثارالجانبية السلبية التي تركها على الأنظمة الصحية، مشيرين إلى أن تركيز الدول المكثف على "فيروس كورونا" باعتباره عدوهم الوحيد أدى إلى تفاقم المشكلات الصحية الأخرى.
يشار إلى أن هناك العديد من الدول أجلت الكثير من التطعيمات المرتبطة بالأمراض الأخرى وغسل الكلى وبعض الجراحات وفحوصات السرطان، والفحوصات الروتينية الأخرى، وذلك رجوعا لإعطائهم أولوية لمكافحة فيروس كورونا المستجد.
ويحذر مراقبون، الأنظمة الصحية في الدول النامية من تعطيل متابعة الأمراض الخطيرة قي ظل مواجهة الوباء، مشددين على خطورة الأمر وسط توقعات بزيادة الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروسات أخرى مثل عوز المناعة البشري والكوليرا والملاريا وغيرها، حيث يمكن أن تتجاوز بكثير الوفيات الناجمة عن مرض "كوفيد – 19" نفسه.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية كانت أعلنت بأن ما لا يقل عن 80 مليون طفل معرضون للإصابة بأخطار بالدفتيريا وشلل الأطفال والحصبة، بعد أن عطل الوباء برامج التحصينات في 68 دولة على الأقل.