تسبب فيروس كورونا المستجد فى معاناة قطاع السيارات فى جميع أنحاء العالم، فقد أثر انتشار الفيروس على المبيعات والصناعة.
وفق الإحصائيات، وفى أقل من 4 أشهر، أغلقت طوارئ كورونا محركات صناعة السيارات التى تسجل انخفاض فى المبيعات بنسبة 14% فى العالم بدلا من 2.5% كما كان متوقعا فى فبراير
ويعتقد الخبراء أنه أكبر تهديد لقطاع السيارات منذ الحرب العالمية الثانية،وفى أوروبا، تراجعت مبيعات السيارات الأوروبية بنسبة 55.1 % جراء إغلاق الوكلاء أبوابهم بسبب إجراءات العزل التي فرضت في مواجهة انتشار وباء كوفيد-19 في معظم الدول، وأفادت جمعية الشركات الأوروبية لصناعة السيارات، أن نحو 567 ألف سيارة جديدة وضعت على طرقات المدن في الاتحاد الأوروبي.
وشهدت الأسواق الأربعة الرئيسية تراجعاً هائلاً في عدد السيارات التي تم بيعها، نسبته 85.4% في إيطاليا و72.2% في فرنسا و69.3%، وفي ألمانيا التي كان فيها الضرر محدوداً بنسبة 37.7%، حسبما قالت صحيفة "بولسامانيا" الإسبانية.
ويرى المصنعون والتجار مستقبلهم في خطر،فهناك مزيج من عدم اليقين بشأن المجهول والقلق بشأن عواقب الفيروس على القطاع والعاملين.
وفقًا للبيانات الصادرة عن رابطة بناة السيارات الأوروبية (ACEA) ، من بين الشركات المصنعة الأكثر تأثرًا مجموعة فولكس فاجن الألمانية ، رقم واحد في أوروبا ، والتي تضم سكودا وأودي وسيات وبورشه ، التي عانت من انخفاض المبيعات بنسبة 46.2 % في مارس.
وسجلت شركة فيات كرايسلر الإيطالية أسوأ نتيجة في أوروبا ، مع انخفاض المبيعات بنسبة 76.6 %، وتراجعت الشركات الفرنسية ، الموجودة في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا ، أكثر من المتوسط الأوروبي.
بالاضافة إلى ذلك، سجل قطاع السيارات فى الصين انخفاضا بنسبة 10%، وترتفع التوقعات بالنسبة للولايات المتحدة من انخفاض بنسبة 1.2% إلى انخفاض بنسبة 15% هذا العام، فى قطاع السيارات، ومبيعات اليابان تنخفض بنسبة 8%.
وتعد فرنسا مجموعة من التدابير لدعم صناعة السيارات بعد الفوضى التى سببها طوارئ كورونا، وذلك من خلال قرض طارئ وافقت عليه المفوضية الأوروبية بقيمة 5 مليار يورو لإطلاق رينو ومحاولة انقاذها.
وأذنت المفوضية الأوروبية بقرض بقيمة 5 مليار يورو لشركة رينو التى تملكها الدولة الفرنسية بنسبة 15% والتى كانت سجلت بالفعل خسائر 5 مليار يورو خلال الربع الأول من عام 2020، وانخفاض بنسبة 19.2% ، وفقا لصحيفة "موتور باثيون" الإسبانية.
وفي الوقت نفسه ، ستعلن فرنسا في غضون أيام قليلة خطتها لتعزيز شراء السيارات والانتقال إلى نموذج أكثر استدامة. وقال وزير الاقتصاد والمالية برونو لو مير "هذا يعني دعم شراء المركبات النظيفة، فنحن بحاجة إلى استخدام هذه الأزمة كأداة لتسريع انتقال بيئتنا وتشجيع الفرنسيين على شراء السيارات التي لا تزال باهظة الثمن اليوم".
وأشارت الصحيفة إلى أن تحالف نيسان ورينو وميتشوبيشى عن خطة متوسطة الأجل مشتركة لمواجهة الازمة فى القطاع وربما إعادة تنظيم نظام الإنتاج فى التحالف، بحيث تعمل شركتا تصنيع السيارات، اللتان كانتا تمثلان نحو 10% من سوق السيارات العالمية، على التكيف مع الواقع الجديد.
تمتلك رينو أربعة مصانع في إسبانيا، واحد في بالنسيا واثنان في بلد الوليد وواحد في إشبيلية. في إسبانيا ، يتم تصنيع أكثر من 10٪ من الإنتاج السنوي للمجموعة ، وأكثر من 33٪ من علب التروس وما يقرب من 40٪ من المحركات.
وفى أمريكا اللاتينية، عانت الكثير من الدول منها جواتيمالا ، من تراجع مبيعات السيارات الجديدة بنسبة 53% فى أبريل مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، حيث أن صناعة السيارات أصيبت بالشلل التام فى هذا البلد الامريكى لاتينى فى ظل انهيار الصناعة بشكل عام بسبب طوارئ كورونا.
ويشرح تشارلز هيس ، المدير العام لمؤسسة CABI Data Analytics أنه "بسبب إغلاق الأنشطة في أبريل من قبل كوفيد19 ، تأثر قطاع السيارات بشدة. ويمثل الانخفاض بنسبة 53 % فقط بيع وكالة جديدة ".
لكنه أكد أن الانخفاض في مبيعات السيارات تسبب في تضرر المركبات من نوع picop ، لأن هذه النماذج هي الأكثر طلبًا في الأقسام، مشيرا إلى أن "الطائرة انخفضت بنسبة 69 % مقارنة بشهر أبريل من العام الماضي".
وفى المكسيك ، أفادت البيانات الصادرة عن هيئة الإحصاء الوطني، بأن مبيعات السيارات في الشهر الماضي، تراجعت بنسبة نحو 65% مقارنة بنفس الشهر من 2019.
وأوضحت هذه البيانات أن مبيعات السيارات في المكسيك وصلت إلى أكثر من 104 آلاف سيارة في فبراير الماضي، وإلى نحو 87 ألفا و500 سيارة في مارس الماضي، ثم إلى 34 ألفا و903 سيارات فقط في أبريل الماضي، وفقا لصحيفة "لا ريبوبليكا" الكولومبية.
وقرع رئيس الاتحاد الصناعي في تورينو، الإيطالية، داريو جالينا، ناقوس الخطر، قائلاً إن "صناعة السيارات تنهار، وتلزم حوافز لتحريك المبيعات"، وفي مقابلة مع صحيفة "إل صولي 24 أوري" اليوم الثلاثاء، أشار ، الى "الحاجة إلى رؤية استراتيجية، إيطالية وأوروبية بشأن قطاع السيارات، إلى جانب إجراءات عاجلة لإحياء مصير قطاع سقط في ثقب أسود".
وكتب جالينا رسالة مع رئيس الرابطة الوطنية لسلاسل صناعة السيارات (Anfia) باولو سكودييري إلى رئيس الوزراء الإيطالى جوزيبي كونتي،مسلطا الضوء على أن "هناك خطتين يجب أخذهما بالاعتبار، فنحن قلقون من أن يتقاطع التحول التكنولوجي للقطاع مع أزمة السوق هذه المرتبطة بوباء كوفيد 19 مع آثار كارثية على السوق والتوظيف".
واشار النقابي الإيطالى الى أنه "طالبنا منذ بعض الوقت مع (Anfia) بمخطط لسياسات صناعية مخصصة لقطاع انتاج السيارات، فضلا عن المطالبة باهتمام خاص من قبل السلطة التنفيذية للتحديات الصناعية التي يواجهها هذا القطاع".
وذكر جالينا أن "صناعة السيارات استأنفت العمل في 6 مايو الماضي دون تفعيل إجراءات كبيرة، لكن بالإضافة إلى الحاجة إلى رؤية استراتيجية للقطاع، هناك حاجة لإجراءات عاجلة لإنهاض القطاع بعمل محدد وبتكاليف محدودة بالنسبة للدولة".