في سابقة تحدث لأول مرة بتاريخ إسرائيل، يمثل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، أمام هيئة قضائية، وهو يؤدي منصبَه، متهمًا بجرائم جنائية تنسب له أعمال الفساد اليوم الأحد، إذ تبدأ أمام هيئة مكونة من ثلاثة قضاة في المحكمة المركزية بالقدس المحتلة، حيث يواجه نتانياهو 3 قضايا جنائية منفَصِلة، تحمل كل منها رقْمًا خاصًّا بها. هذه معلومات مختصَرة من لائحة الاتهام، وفقا لما ذكرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.
وخلال عامي 2018 و2019، وعلى مدار عشرات التحقيقات مع «نتنياهو»، أثبتت الشرطة الإسرائيلية فساد «نتنياهو» فى قضيتين من أصل 4 قضايا، حيث أوصت الشرطة بتقديم «نتنياهو» للمحاكمة فى القضية المعروفة إعلاميا بـ 1000 وهى المتعلقة بحصوله على هدايا متمثلة فى سيجار فاخر وشمبانيا باهظة الثمن ورحالات إلى دول أوربية مقابل تقديم تسهيلات لرجال أعمال إسرائيليين تتمثل فى منحهم تأشيرات للسفر إلى الولايات المتحدة.
وبحسب «يديعوت أحرونوت»، فإن القضية الثانية التى أوصت الشرطة فيها محاكمة «نتنياهو» تحمل رقم 2000 حول ممارسة نفوذه على صحيفتى يديعوت أحرونوت وإسرائيل اليوم، وإجرائه مساومات بهدف انحياز السياسة التحريرية للصحيفتين لمصلحته، من أجل كسب شعبية أوسع خلال انتخابات الكنيست فى عام 2015.
فى حين رفضت المحكمة العليا التماسا ضد نشر توصيات الشرطة فى ملفات التحقيق بعد إيعاز المستشار القانونى للحكومة الإسرائيلية إلى الشرطة بتأجيل النشر إلى أجل غير مسمى، فى حين رد نتنياهو على توصيات الشرطة اتهامه بالحصول على رشاوى بأنها متحيزة ومتطرفة وغير معقولة.
وفى منتصف نوفمبر الماضى، كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أن الشرطة الإسرائيلية ستحيل ملف اتهام رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بالرشوة إلى النيابة فى قضية رقم 4000، والمتهم فيها نتنياهو بمنح امتيازات ضريبية لشركة الاتصالات «بيزيك» مقابل أن يحظى بتغطية صحفية إيجابية فى الموقع الإخبارى «واللا»، الذى تمتلكه الشركة بهدف رفع شعبيته لدى الإسرائيليين.
وقالت الصحيفة، إن الشرطة نقلت ملف فساد نتنياهو للنيابة بعدما أثبتت الرشوة من رجل الأعمال الإسرائيلى «تشيلى الوفيتش»، الذى قرر نتنياهو تكليف وزارة المالية بمنحه إعفاءات ضريبية كبيرة تقدر بمئات الآلاف من الشيكلات. أما القضية (3000) المعروفة بقضية الغواصات الألمانية، وتتمثل فى عملية شراء غواصات إسرائيلية تبلغ قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات من شركة Thyssenkrupp الألمانية، حيث اشترت إسرائيل خمس غواصات من الشركة.
وأدى توصية الشرطة بمحاكمة «نتنياهو»، إلى دعوات متزايدة لنتنياهو بالاستقالة بين أعضاء أحزاب المعارضة، وخرج عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع في الشهور الأخيرة مطالبين باستقالته، لكن مؤيديه يحشدون الدعم له. فى حين اتهم نتنياهو وسائل الإعلام بتدبير حملة للإطاحة بالائتلاف الحاكم الأكثر محافظة فى تاريخ إسرائيل، وفى 2008 استقال رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت بسبب مزاعم تتعلق بالفساد.