"بئر العبد" شهادة توثيق للاختيار
السبت، 02 مايو 2020 03:43 م
ما حققته مصر من نجاحات كبيرة وعظيمة فى حربها على الإرهاب، وعناصرها التكفيرية من كل التنظيمات بكافة مسمياتها "منفردة"، نيابة عن العالم وعلى مدى عقود ماضية، وعبر توجيه ضرباتها الاستباقية المتعددة والموجعة للقضاء وبشكل نهائى على أحلامهم المريضة، للتمركز أو التموضع فى عدة نقاط فى سيناء، وهو أمر لم ولن يسمح به الجيش المصرى على مدى تاريخه، وخاض من أجلها حروب دفاعا عن سيناء وأرضها وعدم التفريط بذرة من رمالها، وبما يؤكد أن مصر غير قابلة للانكسار على الأطلاق والتاريخ خير شاهد.
وبالرغم من الحرب الدائرة والمستمرة على أرض سيناء مع عدو "غير معلوم"، ويتلقى دعما اقليميا، إلا أن مصر أيضا أبهرت العالم بقدرتها الفائقة فى مكافحة الإرهاب بمختلف تنظيماته المتعددة والمتنوعة الأهداف والأسماء، وتفكيك الكثير من خلاياها العنقودية من عناصر وجماعات اخوان الشيطان، وعلى مدى ست سنوات سحقت خلالها معظم كوادره وقياداته سواء التى تم القضاء عليها، أو التى سقطت فى أيدى الأجهزة الأمنية، وصدرت بشأنهم أحكام بالإعدام، وكان أبرزهم "حبارة" و" عشماوى" وغيرهم ، وتدمير قواعدهم وتمركزاهم على طول مساحة مصر.
المؤكد أن الإرهاب سيبقى، وسيظل ليطل برأسه القبيح “شئنا أم أبينا"، ومن الممكن أن يطول أمده وإلى حين، كما ستبقى المواجهة والحرب والملاحقة لفلول عناصره التكفيرية مستمرة ومتواصلة، وبمزيد من القوة الغاشمة للخلاص من هذا الوباء الأسود، والانتقام لأبطالنا من الشهداء الذين ضحوا بدمائهم الذكية الطاهرة دفاعا عن الدولة والوطن والأرض وبمن عليها.
ومن يتصور أو يتوهم أن من قاموا بتنفيذ العملية الإرهابية الجبانة فى جنوب" بئر العبد" بشمال سيناء وفى شهر رمضان، وراح ضحيتها شهداء أبرار من أبطال مصر، أنها قد أتت أكلها، فهو مخطئ بالضرورة حتى لو كانت العملية والقائمين عليها هى لمجرد اثبات الوجود على الساحة، والمؤكد أن مصر تدرك جيدا أن حربها على الإرهاب مستمرة، وواجه شعبها العديد من الموجات الإرهابية والكراهية والعنف فى مختلف مراحلها التاريخية، وحققت مصر أيضا نجاحات أمنية وضربات استباقية غير مسبوقة، وأنها حرب لم ولن تتوقف حتى يتم القضاء على فلول تلك العناصر الإرهابية.
من قاموا بالتنفيذ أو التخطيط أو التمويل، تناسوا أن توقيت عمليتهم القذرة لم تأتى فى صالحهم كما كانوا يشتهون، بل كانت شهادة معتمدة منهم للرأى العام المصرى تؤكد مدى خستهم وخيانتهم وجبنهم، وتزامنت مع مسلسل" الاختيار" لتوثق كل ما جاء فيه من مشاهد واقعية لطبيعة العمليات الإرهابية وكيفية مواجهتها، وليصحح وبحق الصورة الذهنية المغلوطة عن سيناء وأهلها، وما تردد عنها من معلومات خاطئة ومضللة عن أبنائها الشرفاء وما تحتويه من نمازج وطنية ساهمت تاريخيا فى كل الحروب التى خاضتها مصر ولازالت تساهم بعطائها ودعمها للدولة فى حربها ضد الإرهاب.
عملية "بئر العبد" أيضا، جددت وذكرت الملايين بحقيقة ومدى عجزهم وحسرتهم بتنظيم مهلهل مهترأ من الداخل والخارج لإخوان الدولار، ولمن يدفع أكثر، وليشهد كذبهم على الملأ فى "الاختيار" بالتذكير بخطاياهم واجرامهم وتجارتهم الرابحة فى تضليل البسطاء وسرقتهم وخيانتهم، سواء عبر العديد من المشاهد أو فى المواجهات الأمنية، والتى يقوم بها أبطال الجيش المصرى فى حربهم المستمرة على الإرهاب لسحق عناصرها الضالة والمضللة وتدمير منظومتها الإرهابية بتضحيات الشهداء من أبناء الجيش دفاعا عن الوطن والأرض بمن عليها.
كما أن "بئر العبد"، جاءت ردا بشكل واضح من توقيتها أيضا على ما حققه "الاختيار"، من تأثير غير مسبوق فى اعادة تشكيل الوجدان الشعبى المصرى وتفاعله مع الأحداث، ورد الفعل المصرى المضاد المزلزل من تأجيج لمشاعر الغضب والكراهية العارمة على كافة المستويات الشعبية والسياسية والثقافية والإعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي، وما حملته من دعوات الملايين بالتأكيد أن مصر ستظل بشعبها وجيشها وشرطتها صلده وصلبة ولديها قدرة فائقة على امتصاص والرد باستخدام القوة الغاشمة لأباده وتجفيف منابع الإرهاب على حدود مصر "الغربية والشرقية"، بوصفها مصادر التمويل والدعم اللوجستي من سيارات وأسلحة وأموال لتلك الجماعات التكفيرية بكل مسمياتها، والمارقة عن الدين وكل القيم الأخلاقية والإنسانية.