أسوان تعد واحدة من أجمل مدن مصر والعالم، فهى قبلة السياحة الدولية والمحلية نظرا لما حباها الله من جمال للطبيعة، ومناظر خلابة تسحر أعين الناظرين وتشد الزائرين إليها وتجعل فى قلوبهم حنين العودة إليها مرة أخرى.
ومع هذا المستوى من الجمال الربانى والوضع السياحى الهام لدرة المدن النيلية، يتحتم على المسئولين التنفيذيين أن يضعوا أسوان فى وضعها الطبيعى، ويحافظوا على رونقها الداخلى.
ومن هذه الخطوات الضرورية الواجب تنفيذها هى التخلص من وسائل النقل غير الآدمية بداخل المدينة السياحية، وأبرزها سيارات "الكبود" الأجرة أو "الصندوق" والتى تمثل خطورة بالغة على المواطنين خاصة فى هذه الأيام التى تشهد انتشار فيروس كورونا المستجد وقد تساعد وسيلة النقل هذه على تفشى المرض.
فرج كمال، سائق، يصف المشهد فى مدينة أسوان لـ"اليوم السابع"، قائلا: تعد سيارات الكبود منتشرة بكثافة فى مدينة أسوان باستثناء طريق كورنيش النيل، وفيما عدا ذلك فهى الأكثر انتشارا فى أسوان رغم خطورة هذه الوسيلة فى النقل، وتتمثل خطورتها فى كونها عبارة عن سيارة ربع نقل يصنع أصحابها لها صندوقا حديديا لتغطية الجزء الخلفى من السيارة مع تركيب مقاعد ممتدة بدون فواصل على هيئة "مسطبة" ويجلس بداخلها الركاب بجوار بعضهم البعض.
وأضاف "فرج"، أن هذا النوع من السيارات يتعرض باستمرار للحوادث، وبالتالى يتعرض مستقليه للإصابة أو الوفاة نتيجة هذه الحوادث المرورية بسبب الحديد المغطى لهذه السيارات، ومع ذلك تنتشر هذه السيارات بشكل كبير داخل مدينة أسوان ومنها خطوط: "أسوان المحمودية، وأسوان أبو الريش، وأسوان الكرور، وأسوان النفق" وغير ذلك من الخطوط التى تنتشر فيها سيارات الكبود.
وتابع مؤمن الكوبانى، من أبناء قرية الكوبانية شمال غرب مدينة أسوان، بأن سيارات الكبود تعد هى وسيلة النقل التى تربط القرية بمدينة أسوان، وتنتشر أيضا بكثرة فى قرى محافظة أسوان وفى المدن أيضا، ويلجأ المواطنون أحيانا خاصة الطلاب والشباب إلى استقلال السيارة الكبود من فوقها فى السطح، وذلك فى حال ازدحام السيارة من الداخل واستعجال هؤلاء الشباب فى استقلال وسيلة المواصلات، ومع ذلك لا يمانع أصحاب وقائدى هذه السيارات من ذلك الأمر بسبب ما يجنيه هؤلاء من مقابل مادى فى حالة تحميل أعداد أكبر من مستقلى السيارة.
ومن جانبه، قال اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، إنه أعطى توجيهاته لمسئولى المرور والمواقف بالبدء فى تنفيذ إلغاء حركة سير سيارات الكبود على طريق السادات كمرحلة أولى مع بداية شهر يوليو المقبل، فى إطار المخطط العام الذى سيتم تنفيذه لإضفاء الشكل الجمالى والحضارى لعاصمة الشباب الإفريقى بما يليق بمكانتها السياحية والعالمية والتى من ضمنها مشروعات تطوير السوق السياحى القديم وميدان المحطة وحديقة درة النيل، بالإضافة إلى توفير وسائل نقل آمنة بتفريغ المدينة من المظاهر غير الحضارية ومنها سيارات الربع نقل "الكبود".
وتابع محافظ أسوان، بأنه يسبق ذلك إعطاء مهلة من الآن أمام السائقين وأصحاب هذه السيارات لتوفيق أوضاعهم من خلال تحويل ترخيصها إلى سيارات الميكروباص السرفيس بنفس أرقام اللوحات المعدنية وفقاً لقواعد قانون المرور ولائحته التنفيذية حيث سيكون لهذه السيارات الأولوية للعمل على نفس الخطوط والتى سيحدد لها لون موحد باستيكر طبقا لخط السير، أما فى حالة التأخر فى عملية الإحلال والتجديد من أى سائق أو مالك سيتم تحويل خط سيره للعمل داخل النجوع والقرى بناءاً على ما يتم إقراره دون الرجوع له.
وأكد اللواء عطية، أن المحافظة ستقوم بالتنسيق مع البنوك الوطنية وجهات التمويل المختلفة بتقديم كافة التيسيرات والتسهيلات البنكية وبأقل فائدة ممكنة لتخفيف الأعباء المعيشية على السائقين وأصحاب سيارات الكبود، وخاصة أنه ستتم عملية الإحلال والتجديد لكافة خطوط السير دون استثناء داخل مدينة أسوان وباقى المدن السياحية.
وأشار إلى أن إحلال سيارات الكبود بأخرى من سيارات الميكروباص أصبح ضرورياً فى ظل الحفاظ على العادات والتقاليد التى يتميز بها المجتمع الأسوانى، حيث أن ركوب المواطنين لها يؤذى الكثيرين ولاسيما السيدات وكبار السن لأنها غير آدمية وتمثل خطورة على سلامتهم، مؤكداً على أنه من المخطط مع نهاية تنفيذ مشروعات التطوير والتجميل إحكام السيطرة على عربات التوك توك بتحديد خطوط سير لها بعيداً عن الشوارع الرئيسية مع التزام عربات الحنطور بالعمل وفقاً لآلية متطورة لإعادة الانضباط والوجه الحضارى والسياحى لمحافظة أسوان.