هل هناك علاقة بين وفيات كورونا وتلوث الهواء؟.. دراسة تجيب

يعمل العلماء وخبراء الصحة بشكل مطرد على حالات الفيروس التاجي، وفحص الأصل والمضاعفات والمحفزات وتطوير لقاح وما إلى ذلك، و تساعد الدراسات المكثفة على توفير فهم أعمق لطبيعة الفيروس التاجي الجديد، وإبلاغ الجمهور بتطوره، وبالتالي خلق الوعي حول هذه القضية.

و يتم إجراء العديد من الدراسات لفهم طبيعة الفيروس التاجي، والذي بدوره يمكن أن يساعد خبراء الصحة في الوقاية من المرض وعلاجه، أشارت إحدى الدراسات الحديثة التي أجراها باحثون من جامعة آرهوس في الدنمارك وجامعة سيينا في إيطاليا إلى وجود صلة بين تلوث الهواء و COVID-19، كما أكد موقع "boldsky".

تلوث الهواء ومعدلات الوفاة في كوفيد 19

أكدت الدراسة التي نشرت في مجلة التلوث البيئي أن هناك صلة واضحة بين تلوث الهواء ومعدلات الوفاة من COVID-19 مع انتشار مرض الفيروس التاجي بسرعة كبيرة، فإن الباحثين ليس لديهم الوقت الكافي لتحديد ما يؤثر على سرعة انتقاله وكيف يمكن أن يكون مميتًا.

اعتبارًا من الفهم الحالي، تم فهم عوامل مثل الظروف الصحية الأساسية وعمر الشخص وجنسه على أنها عوامل قد تؤثر على حدة COVID-19 

وكانت العلاقة بين مرض الفيروس التاجي وتلوث الهواء شيئًا لم يتم استكشافه، مما دفع الباحثين في إيطاليا إلى دراسة المنطقة لفهم الروابط المحتملة بين الاثنين.

و ركزت الدراسة فقط على مستويات تلوث الهواء في إيطاليا وبدأت بناء على فهم أن الأرقام الرسمية من الحكومة الإيطالية أظهرت تباينًا كبيرًا في فتك الفيروس، اعتمادًا على المناطق الجغرافية، وأظهرت الأرقام الرسمية أن المناطق الشمالية من إيطاليا شهدت معدل وفاة بنسبة 12 % في حين أبلغت بقية البلاد عن معدل وفاة بلغ حوالي 4.5 %.

وربط الباحثون هذه الاختلافات مع معدل الوفيات من مرض فيروس التاجي، مشيرين إلى أن هذه "الاختلافات قد تكون بسبب الطريقة التي تسجل بها كل منطقة الوفيات والإصابات أو حقيقة أن هاتين المنطقتين بها عدد كبير من السكان نسبيًا".

و بدعم من البيانات من القمر الصناعي NASA Aura ومؤشر جودة الهواء التابع لوكالة البيئة الأوروبية، تمكنت مجموعة من الباحثين من تطوير صورة واضحة ودقيقة لتلوث الهواء النسبي في مناطق جغرافية مختلفة فيما يتعلق بحالات COVID-19.

تلوث الهواء والحصانة وكوفيد -19

ويشير التقرير إلى دراسة العلاقة بين تلوث الهواء والوفيات الناجمة عن مرض الفيروس التاجي، أكدت أنه لا يذكر أن أحدهما يسبب الآخر، بالإضافة إلى العامل الوحيد لتلوث الهواء، هناك عوامل أخرى قد تربط بين تلوث الهواء والفتاكة الناجمة عن مرض الفيروس التاجي.

وقد أشارت الدراسات إلى أن الأمراض التي تؤدي إلى متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، مثل مرض الفيروس التاجي، تهاجم الجهاز المناعي، مما يتسبب في زيادة نشاط الجهاز المناعي وبالتالي ينتج عنه التهاب.

وقد أشير أيضًا إلى أن طول تعرض الشخص لتلوث الهواء له أيضًا تأثير على الالتهاب الذي يحدث في الجسم، ويؤثر تلوث الهواء الأهداب في الرئتين، والعضيات المجهرية والشبيهة بالشعر والتي تعمل كدفاع ضد العدوى المحمولة جوا، ويمكن أن يؤدي الضرر الناجم عن تلوث الهواء إلى تفاقم العدوى، وبالتالي المخاطرة بحالة الأشخاص المصابين بالفيروس التاجي.

و يعتقد الباحثون أن تلوث الهواء قد يساهم في ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن COVID-19، ومع ذلك هناك حاجة لإجراء مزيد من البحوث لتحديد أهمية تلوث الهواء لفهم العوامل الأخرى التي قد تؤثر على وفيات فيروس كورونا أيضًا، و اقتصرت الدراسة الحالية على الدراسة في إيطاليا ويجب دراستها من منظور عالمي لتأكيد أي ادعاءات.