المصريون فى الخارج سعداء بها.. صادراتنا الزراعية فى أوربا والعالم تتجاوز 5,4 مليون طن
الثلاثاء، 21 أبريل 2020 11:00 م
عندما خفق قلب المصرية وفاء البدرى، التى تعيش فى ألمانيا، بمجرد أن شاهدت البطاطس المصرية فى السوبرماركت وأسواق برلين، وقالت:"المصريون سعداء جداً ببيع خضار وفاكهة مصرية في السوبر ماركت الألمانية زي إيديكا وليدل"، كان هذا هو الشعور الطبيعى لكل مصرى، دفعته ظروف العمل أو الدراسة للسفر والابتعاد عن المحروسة، غير أنه يتحين الفرص من آنٍ لآخر، ليرى سلعاً أو منتجات أو خدمات مصرية، يشعر معها أنه فى ذلك قد وجد ريح مصر وترابها، وأطفأ جذوة الشوق فى قلبه إلى مصر ولو إلى حين، هذا التعبير التلقائى، عن شعور هذه المصرية وغيرها من المصريين، العاشقين لتراب المحروسة، يُخفى وراءه تعبيرات ومصطلحات ومسميات اقتصادية، تشمل العمل والجد والاجتهاد فى الزراعة والتصدير بكفآءة عالية، حتى تكون صادراتنا، هى عنوان وسفير فوق العادة إلى الدنيا كلها يتحدث عن مصر.
السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى
أرض الخير منذ القِدم
منذ فجر التاريخ، كانت مصر، وكانت حضارتها، وفى القلب منها الزراعة، وفى هذا المجال هى الرائدة فى الزراعة والحصاد والتصدير، بل والمنحة والمِنّة وإغاثة الباحثين عن الطعام والغذاء، من كل بلاد الدنيا، منذ آلاف السنين، حتى تحول ذلك إلى تصدير ورقابة وتحاليل، وشهادات أيزو بكل أنواعها فى العصر الحديث، إذن هذه هى خِصالها وهذه هى طباعها، بدون شهادة من المؤسسات الدولية علمية كانت أو اقتصادية أو حتى صحيّة، لأنها حازة على شهادة، لم يحصل ولن يحصل عليها غيرها، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، عندما قضى المولى تبارك وتعالى، فى كتابه الحكيم وهو أصدق القائلين، وفى سورة "يوسف"..( ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين)، وهو أمرٌ يخصّ مصر وحدها دون بلاد الدنيا، بل سجّلت آيات القرآن الكريم، حقوق الملكية الفكرية وبراءة الاختراع، لمحاصيل مصرية، يحاول العالم حالياً، فى ظل صراع شركات إنتاج التقاوى والبذور وتجارتها، التى تتعدى مئات المليارات من الدولارات، أن ينسبها لنفسه ولعلمه ولتقدمه ولمراكز أبحاثه، فى حين أنها ماركات عالمية مُسجّلة مصريّاً، بشهادة من المولى تبارك وتعالى، قبل شهادة الأرض المصرية، والفلاح الذى علّم الدنيا الزراعة والحصاد، قبل أن تستيقظ الدنيا من سُباتها، ولنقرأ قوله تعالى" وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا"، وهى أغلب الأطعمة الأساسية، والسلع والمنتجات الزراعية فى مصر حتى الآن.
تصدير الموالح
صادرات زراعية تتجاوز 5,4 مليون طن
وكان من حُسن التقدير، أن مصر حافظت على هذه الريادة، فى العصر الحديث، اتصالاً بالماضى وحضارته، عن طريق زيادة الرقعة الزراعية، وإدخال زراعات ومحاصيل استراتيجية وتصديرية، ضمن خططها وبرامجها قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل، منذ استقلالها عام 1952، ومن حوالى 3 إلى 4 مليون فدان فقط ، إلى قفزة بلغت بالمساحة الزراعية حالياً لـ 10,5 مليون فدان، يشغل القمح منها حوالى 3,4 مليون فدان، ثم تأتى بعد ذلك المحاصيل الاستراتيجية الأخرى، وهى الأرز والذرة بأنواعها والشعير والفول والعدس والقطن والمحاصيل الزيتية، مثل الفول السودانى ودوار الشمس والسمسم، علاوة على المحاصيل التصديرية، ومنها الموالح والبطاطس والبصل، وهو ما نوّهت عنه وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، عندما أعلنت عن ارتفاع حجم الصادرات الزراعية لمختلف دول العالم، لتصل إلى أكثر من 5 ملايين طن حتى الآن.
تصدير البطاطس
ووفقا لتقرير رسمي، تلقاه السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، من الدكتور أحمد العطار رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي، بلغ إجمالي الصادرات الزراعية، خلال الفترة من أول ينايرعام 2019 وحتى 25 ديسمبر من نفس العام 5 ملايين و400 ألفا و152 طنا بزيادة 202 ألف و927 طنا خلال نفس الفترة من العام الماضي.
تصدير البصل
وضمت القائمة أهم الصادرات الزراعية عن هذه الفترة وهى الموالح، والبطاطس، والبصل، والعنب، والرمان، والثوم، والمانجو، والفراولة، والفاصوليا، والجوافة، والخيار، والفلفل، والباذنجان، وتصل هذه الصادرات إلى دول الاتحاد الأوربى، والدول العربية بالخليج، كما تصل لأفريقيا وآسيا والولايات المتحدة الأمريكية.
الدكتور أحمد العطار رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي
وأشار التقرير إلى تفوق الصادرات الزراعية المصرية من الموالح، والتي تأتي في المركز الأول، بعدما بلغت مليونا و772 ألفا و281 طنا، فضلا عن 687 ألفا و842 طنا تم تصديرها من البطاطس لتحتل المركز الثاني في الصادرات الزراعية بعد الموالح، بينما تم تصدير 602 ألف و16 طن بصل، محتلا المركز الثالث في الصادرات، واحتل الرمان المركز الرابع في الصادرات الزراعية بإجمالي 120 ألف و213 طنا، في حين بلغ إجمالي ما تم تصديره من محصول العنب 113 ألفا و319 طنا، ومن المانجو 36 ألفا و611 طنا.
زيادة الصادرات يرفع معدلات النمو الاقتصادي
وعن قيمة ومكانة الصادرات الزراعية المصرية، قال حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، إن زيادة حجم الصادرات الزراعية المصرية لأول مرة إلى 5,4 ملايين طن هذا العام، هو خطوة جيدة تسهم في زيادة معدلات النمو الاقتصادي للدولة وزيادة العملة الصعبة، ويرجع ذلك إلى جهود الحجر الزراعي من خلال الرقابة الشديدة على مواصفات المنتجات وفقًأ للمعايير الدولية.
حسين عبد الرحمن أبو صدام
وأضاف أبو صدام، في تصريحات صحفية، أن هناك عوامل وراء زيادة الصادرات بالخارج ترجع إلى التغيرات المناخية التي تشهدها بعض الدول كالهند والصين، والتي ساهمت بشكل كبير في استيرادها لبعض الأصناف من مصر منها البصل، فضلا عن مشروعات الصوب الزراعية التي تقوم بها الدولة، والتي أدت لزيادة المنتج الزراعي وهو ما ساهم في وجود فائض كبير يسمح بالتصدير، فضلا عن اتفاقية التجارة الحرة بين دول إفريقيا التي ساهمت في فتح أسواق.