فرحة كبيرة سنوية ينتظرها الفلاح خلال حصاد البطاطس، بعد أن يكسو الأرض الزراعية اللون الأصفر، حيث تمتلئ الحقول بالفلاحين الذين يقومون بجني المحصول باستخدام المواشى والمحراث البلدى الذى يستخدم فى استخراج البطاطس من الأرض.
وتعد "البطاطس" رابع أهم المحاصيل في العالم، بعد الأرز والقمح والذرة، بسبب قيمتها الغذائية الكبيرة علاوة علي سهولة زراعتها، وقدرتها على الصمود في وجه الحروب والتخفى تحت الأرض بعيدا عن أعين جامعى الثمار.
وداخل احدي الحقول بنطاق دائرة كفر شكر بالقليوبية، انتشر العمال من الرجال والسيدات لتقليع البطاطس وجمعها وتعبئتها ونقلها إلى مكان مخصص للتعبئة والفرز، لتوريدها للتجار وتوزيعها على الأسواق.
وشهدت محافظة القليوبية انطلاق موسم حصاد العروة الشتوية للبطاطس، وسط حالة من الفرحة من المزارعين بالمحصول الجديد، الذى ينتظره الفلاحون ليكون عونا لهم في أمورهم الحياتية، حيث أن غالبيتهم يؤجلون مستلزماتهم لموسم الحصاد، أو يسحبون مستلزماتهم بالآجل حتى حلول موسم الحصاد.
فعلى الرغم مما شهده هذا العام من أمطار تسببت في خسائر لعدد كبير منهم، نتيجة الكميات الكبيرة التي تلقتها مصر خلال الموجة الشتوية السيئة الأخيرة، والتي تسببت في خسائر كبيرة للمحصول نتيجة هذه المياه الزائدة عن الحد المسموح به في الزراعة.
من جانبه قال المهندس حسن زايد وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية، أن المحافظة بها 1618 فدان منزرعة بمحصول البطاطس، وتم البدء في موسم الحصاد بها، حيث بلغت إجمالي المساحات التي تم حصادها حتى اليوم 100 فدان، مشيرا إلى أنه يتم المرور الدورى من قبل الجمعيات التعاونية لمتابعة أعمال الحصاد ومتابعة جودة المحصول.
وأشار "زايد"، إلى أنه تم عقد عدة اجتماعات مع كبار المزارعين بالمحافظة ومجموعة من الشركات المستوردة في بداية الموسم لضبط الأسعار من خلال تدخل الأجهزة الرقابة لمتابعة وصول التقاوى للفلاح بأسعار فى المتناول، موضحا أنه تم التنسيق مع مجموعة من الشركات لتوفير أنواع التقاوى المطلوبة لزراعة البطاطس.
وقال نعيم أيوب أحد المزارعين بكفر شكر بالقليوبية، إن محصول الموسم الجاري كان جيدا جدا، وذات إنتاجية عالية، إلا أن موجة الطقس الأخيرة التي مرت بها البلاد، والتي هطل على إثرها كميات كبيرة من الأمطار خلفت آثارا سلبية على الجميع وعلى المنتج، لتقل الانتاجية هذا العام، إلا أن هناك بعض الزراعات لم تضر كثيرا نتيجة لعطشها وقت هطول الأمطار فكانت بمثابة ري لها.
وأضاف "أيوب" الفلاح لا يحصل إلا على ما قدم للمحصول من خدمات طوال العام وهامش ربح ضعيف، في حين أن التاجر هو الرابح الأكبر من زراعة البطاطس لأنه لا يتحمل إلا تكلفة النقل، فيكون المكسب له كاملا، خاصة وأن سعر الكيلو للبطاطس من الأرض للتجار 2.40 جنيها.
فيما قال السيد فرج، أحد المزارعين لمحصول البطاطس، أن فترة زراعة محصول البطاطس تتخطي الـ 120 يوما، حتى تحصل على منتج ناضج وجيد يمكن المنافسة به وتصديره للخارج، مشيرا إلى أن المحصول هو بمثابة عيد للفلاح وثمرة تعب طوال فترة الزراعة، لأن زراعة البطاطس بحاجة إلى عناية شديدة ومتواصل من الفلاح.