سوق الغذاء العالمي يعاني بسبب كورونا.. وهذه بعض التداعيات
الأربعاء، 15 أبريل 2020 07:00 ص
خلق فيروس كورونا حالة من الذعر لدى سكان كثير من الدول، وهو ما انعكس بدوره على سوق الغذاء في العالم، حيث ظهرت كثير من الأسواق خالية من الطعام في كثير من الدول.
وازدادت الأمور سوءاً في دول تفشي المرض، مع إغلاق كثير من المطاعم، وغيرها من المقاصد التجارية التي تقدم الأطعمة والمشروبات، ما عاد بالسلب على أغذية أخرى تستخدم بشكل مستمر.
وفي ظل الإجراءات الاحترازية بكثير من الدول من تفشي الفيروس، حذر منتجو الأغذية من أن الفائض لديهم من المخزون قد يكون مصيره الهدر. ونستعرض فيما يلي أبرز الأطعمة المتأثرة بتداعيات كورونا وتأثيرها على إمدادات الأغذية في أنحاء العالم.
ولا تقتصر المشكلة على الولايات الأمريكية فقط، ففي بريطانيا، طلب المزارعون مساعدة الحكومة في حل المشكلة. يقول رئيس جمعية مزارع إنتاج الحليب البريطانية، بيتر ألفيز، إن هناك حوالي خمسة ملايين لتر عرضة للتلف كل أسبوع، محذراً من أن المزارعين، الذين تراجعت قيمة إنتاجهم أو يضطرون إلى هدر الفائض، مهددون بعواقب اقتصادية وخيمة في هذا الوقت العصيب.
محاصيل مهدرة
وأثر الإغلاق في جميع مجالات الزراعة، حيث حاول بعض المنتجين الاعتماد على عرض منتجاتهم على المتسوقين العاديين مباشرة، لكن التغير الذي طرأ على الطلب وفائض المخزون لا يزالان مشكلة في هذا القطاع.
م
وفي الولايات المتحدة، هشم أحد منتجي الدجاج، 750000 بيضة لم تفقس بعد، كل أسبوع، وفق نيويورك تايمز، والتي نقلت أيضاً مع مزارع للبصل اضطر إلى ترك معظم محصوله يتعفن، لأنه غير قادر على إعادة توزيعه بكميات كبيرة، وليس لديه إمكانية لتخزينه.
وحذر مزارعو الشاي في الهند من أن إجراءات الإغلاق أدت بالفعل إلى اضطرارهم إلى التخلص من أول دفعة من محصول شاي درجيلينغ الثمين، كما يخشون من أن يكون هذا أيضا هو مصير الدفعة الثانية.
نقص العمالة
يواجه المزارعون في أماكن كثيرة مشاكل بسبب فائض العرض وصعوبة الاعتماد على زبائن التجزئة، مشكلات بسبب نقص العمالة. وتعد قواعد العزل الذاتي والتباعد الاجتماعي من أبرز المشكلات، تؤدي إلى التباطؤ في جهود جني المحاصيل في أماكن كثيرة، كما أن إجراءات الإغلاق تتسبب في تعطيل تدفق العمالة عالميا في أنحاء كثيرة في هذا المجال.
واضطرت ألمانيا الأسبوع الماضي إلى التغاضي عن إجراءات الإغلاق للسماح لآلاف العمال الرومانيين والبولنديين الذين نقلوا جوا للمساعدة في جني محصول الربيع، خاصة الفراولة والهليون.
كما دشنت حملة في بريطانيا تحت اسم «اطعموا الأمة» لتشجيع العاملين بالمنازل على ملء أي فراغ في العمالة لتفادي إهدار أي أغذية.
تغير عادات التسوق
أدى الوباء إلى إحداث بعض التغييرات في ما نشتريه. فقد شهدت بريطانيا في الأسابيع الأخيرة، على سبيل المثال: ارتفاعا في الطلب على الطحين، حيث اضطر الناس إلى البقاء في منازلهم واللجوء إلى خَبز ما يحتاجونه من خُبز.
ولوحظ في فرنسا زيادة في الطلب على شراء الأغذية التي لا تستخدم مواد كيميائية في إنتاجها، بعد انتشار الخوف من فيروس كورونا الذي ضرب البلاد.
ويأتي هذا في الوقت الذي دعا وزير الزراعة الفرنسي المسؤولين المحليين إلى تأييد فكرة إعادة فتح أسواق الأغذية في أنحاء البلاد. وكانت تلك الأسواق قد أغلقت بسبب الخوف على سلامة الناس، ولكنها أخذت تعود تدريجيا، بعد ضمان الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي.
فائض غذائي
مع إغلاق الحانات في بريطانيا، فمعظم المعروض الحالي من البيرة قد يهدر، مع استمرار تطبيق قواعد الحكومة التي تعني إمكانية تواصل الإغلاق لفترة غير معلومة.
وأثرت كورنا على بعض أنواع البيرة، التي يجب تناولها قبل تاريخ صلاحية محدد لا يتجاوز أسابيع، ويعني هذا أن آلاف البراميل في أقبية الحانات قد لا يعود صالحا للشرب بحلول موعد إنهاء الإغلاق. ويحذر أصحاب أعمال في ذلك المجال من خسارات كبيرة قد تلحق بأعمالهم.
لكن الأمر ليس بهذا السوء لجميع الناس. إذ إن بعض قطاعات الصناعات الغذائية مازالت تستفيد من تغيير عاداتنا الشرائية. فقد ارتفعت مبيعات عصير البرتقال في الولايات المتحدة، بنسبة بلغت 38 في المئة عما كانت عليه العام الماضي، بعد أن أخذت تتدنى تدريجيا، وزادت الأسعار الآجلة لعصير البرتقال خلال الأسابيع الأخيرة.
ونقلت تقارير غربية، عن أحد خبراء السوق الأمريكين، قوله إن «انتشار كوفيد-19 أثر في العرض والطلب بالنسبة إلى عصير البرتقال»، مضيفا أن الجانب الذي يجذب الناس من حيث الطلب هو خاصية تعزيز المناعة، في الوقت الذي لا توجد مستودعات كافية للتخزين، مع توقف رحلات الطيران، التي كانت تنقل المنتج إلى الأسواق.
وزيادة الطلب أمر جيد بالنسبة إلى مزارعي البرتقال، خاصة في فلوريدا والبرازيل، اللتين توفران إمدادات علامات تجارية كبيرة مثل شركة «تروبيكانا».