«رب ضارة نافعة».. كورونا يهزم مخاوف التحول للاستراتيجية الرقمية
السبت، 04 أبريل 2020 02:00 م
فى لحظة وجد العالم نفسه مضطرا للإعتماد للإعتماد علي استخدام الإنترنت بشكل رئيسي باعتباره الوسيلة الوحيدة التي يمكن إتمام العمل بها والترفيه من خلاله في ظل مطالبة الجميع بالتزام المنازل للحد من انتشار وباء كورونا ما أحدث تغييرا فى الصورة الذهنية المتخذة عن هذا العالم الافتراضي ونزع بعض المخاوف تجاهه في الاعتماد عليه كوسيلة للعمل عن بعد.
الكاتب الصحفي خالد صلاح، رئيس تحرير اليوم السابع قال في مقاله: "الفيروس قادنا إلى ثورة فى سلوك المؤسسات والشركات من خلال العمل من المنزل والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة فى الاتصالات والاجتماعات بالفيديو، نحن يمكن أن نحول المحنة إلى منحة، من خلال تطوير هذه الثورة وترسيخها مؤسسياً بما يوفر على العمال والموظفين والشركات «طبعاً»، مصروفات هائلة فى انتقالات ومقار ونفقات متعددة".
وتابع: هذا الفيروس أجبرنا قهراً على أن نلتزم سلوكاً انعزالياً قاسياً، هذا صحيح، لكن هذه الظروف علمتنا مهارات رقمية جديدة وتجربتنا فى «اليوم السابع» مدهشة، التواصل بين فريق العمل الميدانى والزملاء من المنازل صار أكثر من ذى قبل، قيادات التحرير يعقدون اجتماعات الفيديو على نحو منتظم ومثمر للغاية، المحررون فى المنازل يشعرون بمسؤولية كبيرة لكن يبقى هنا قرار استراتيجى آخر وثورة تنفيذية أخرى يجب أن تُقبل عليها الحكومة المصرية... وهى توجيه استثمارات أكبر وأضخم فى البنية التحتية للإنترنت، وتوسيع القدرات والسعات للشبكة فى البيوت والشركات والأندية والمدارس والجوامع والكنائس، ووسائل النقل، وفى كل مكان فى البلاد".
وأكد النائب أحمد بدوي، رئيس لجنة الاتصالات والتكنولوجيا بمجلس النواب، أنه على الرغم مما نعاني منه بسبب فيروس كورونا إلا أنه يعد أول تجربة حقيقية لتطبيق منظومة التحول الرقمي في مصر من خلال عقد معظم اجتماعات العمل عبر الفيديو كونفرانس واعتماد الحكومة عليها في اجتماعات مع الوزراء والمحافظات، كما أن البريد أصبح يعتمد علي هذه المنظومة.
ولفت رئيس لجنة الاتصالات بالبرلمان،إلي أنه قد حان الآوان لتعيد كافة القطاعات الحكومية النظر في كيفية الاستفادة من منظومة الرقمنة والاعتماد علي الإنترنت كوسيلة لاستغناء عنها.
وشدد أن الدولة كادت أن تنتهي من التوصيلات الخاصة بالألياف الضوئية "كابلات النحاس" وهي التي ستساعد وتقوى خدمة الإنترنت وسرعته، موضحا أنه في ظل الأزمة التي نسير فيها الآن والتزام المصريين المنازل أصبح الشعب كله علي السوشيال ميديا، قائلا " وفق دراسة أعدتها فهناك أكثر من 60 مليون أكونت يتراود الانترنت مواقع التواصل والسوشيال ميديا يوميا ومصر كلها علي السوشيال ميديا كما أن عدد التعاقدات زاد بالملايين في شركات الاتصالات المختلفة والقياس للتعليم عن بعد فقط فكل مدرسة لا يقل عن 300 طالب.
ولفت إلي أنه من المتوقع أن تكون هناك زيادة في إيرادات وزارة الاتصالات بناء علي هذه التعاقدات، كما أن الوزارة نفسها وفرت عروض للمصريين لتحفيزهم علي التزام المنازل.
واعتبر "بدوي" أن الدولة ستتحول إلي حكومة إلكترونية بسبب هذه التجربة، مؤكدا أنه إيجابية كورونا في هذا الأمر هو إثبات لدي الجميع أنه يمكن الاعتماد علي الإنترنت بشكل رئيسي، ونزع مخاوف بعض الجهات الحكومية من الاعتماد عليها في دولاب العمل، قائلا " الاعتماد علي المنظومة الرقمية يتوفر ملايين للدولة في الموازنة العامة فعلي سبيل الاجتماعات فقط لمجلس المحافظين والتنقل للعاصمة يكلف الدولة مبالغ كبيرة للقاء المسئولين بالمحافظات وعقد اجتماعات مكتبية وإقامة ".
وأشار رئيس لجنة الاتصالات بالبرلمان، إلي أن الحكومة عليها أن تنظر بشكل كامل في كيفية التحول للرقمنة والاستفادة من هذه التجربة بشكل سريع وتقوية البنية التحتية للانترنت في أقرب وقت، مشيرا إلي أنه سيعد دراسة لتقديمها للحكومة في أقرب وقت بشأن هذه التجربة كاملة.
وفي سياق متصل قال النائب محمد بدراوى، عضو مجلس النواب بلجنة الشئون الاقتصادية أن كورونا أجبر الجميع علي تجربة الاعتماد علي الإنترنت بشكل رئيسي معتبرا أنها قد تكون بداية أو تمهيد لمنظومة التحول الرقمي التي وضعتها الحكومة مؤخرا.
ويؤكد "بدراوى" أن التحول الرقمي منظومة متكاملة ليس متعلق فقط في ظرف استثنائي مثل الذى نمر به في الوقت الحالي، مشددا أن ما يحدث في الوقت الراهن يمثل تجربة بإلزام المواطنين في العمل من خلال الإنترنت وهو ما يمكن أن تساعد بعد ذلك في تقبل الفكرة، مشيرا إلى أن هذه المنظومة عند تطبيقها بشكل كامل لابد أن تكون سرعة الإنترنت مضاعفة عما هي عليه الآن والاعتماد عليه في كل المعاملات.
وأشار إلي أن الاعتماد علي هذه الآلية تتطلب ثقافة وتدريب كامل للعاملين بالدولة، قائلا "البنك المركزي عندما اتخذ قرار بأن يكون السحب والإيداع إلكتروني من الممكن أن يساعد".
وشدد أن منظومة التحول الرقمي ملف كبير يحتاج لتدريب الموظفين بنفس المستوى سيأخذ وقت طويل تصل ل 10 سنوات.
من جانبه قال عصام الفقي، أمين سر لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان أن تجربة الاعتماد علي الإنترنت سادت في الوقت الحالي واعتمدت عليها الحكومة في اجتماعاتها الأخيرة وأيضا الكثير من القطاعات الخاصة لإتمام عملهم.