أزمة جديدة تواجه العالم بعد اكتشاف طرق أخرى لانتقال فيروس كورونا من شخص لآخر، فى الوقت الذى اعتبرت فيه منظمة الأمم المتحدة هذا الفيروس المستجد بأنه أسوأ أزمة يمر بها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، وفى هذا السياق، ذكرت شبكة سكاى نيوز الإخبارية، أنه منذ اليوم الأول لظهور فيروس كورونا المستجد، كان الشغل الشاغل للأطباء معرفة طرق العدوى بهذا المرض من أجل محاولة تحجيمه واحتوائه.
وأشارت الشبكة الإخبارية، إلى أن دراسة أمريكية حديثة كشفت عن معلومات جديدة بخصوص انتقال الفيروس عبر الهواء، وسط تأكيد منظمات صحية عدة أن كورونا يسافر عبر الرذاذ الناجم عن العطس أو السعال، حيث توصلت الدراسة التى أعدها علماء أميركيون، إلى أن فيروس كورونا يمكن أن ينتشر عن طريق الهواء، لكن الأخطر أنه يبقى فى الغرف التى يعالج فيها المرضى لفترة طويلة بعد مغادرتهم، وفقا ذكرت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية.
كما توصلت الدراسة إلى ما هو أكثر من ذلك، وهو أن آثار فيروس كورونا تم اكتشافها أيضا فى ممرات المستشفيات خارج غرف المرضى، حيث لا يتوقف الموظفون عن الدخول والخروج من الغرف، حيث استندت الدراسة فى نتائجها إلى عينات تم أخذها من 11 غرفة للمرضى بفيروس كورونا، بعد أن تم عزلهم عقب التشخيص بالفيروس، وجد الباحثون جزيئات فيروسية فى الهواء، سواء داخل الغرف أو فى الممرات، وقت وجودهم أو بعد مغادرتهم.
وفيما يتعلق بموقف الأمم المتحدة من كورونا، ذكر موقع العربية، أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، اعتبر أن أزمة كورونا هى أسوأ أزمة عالمية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية قبل 75 عاماً، معرباً عن قلقه من أن تتسبب تداعياتها بتأجيج النزاعات والحروب فى العالم، قائلا فى تصريحات إعلامية له فيروس كورونا الذى ظهر فى الصين فى نهاية العام الماضى واستحال وباء عالمياً هو أسوأ أزمة عالمية منذ تأسيس الأمم المتحدة فى 1945.
ولفت الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن السبب فى هذا التوصيف هو أن هذه الأزمة يجتمع فيها عنصران الأول هو أنها مرض يمثل تهديداً للجميع فى العالم، والثانى هو أن تأثيرها الاقتصادى سيؤدّى إلى ركود لعلّنا لم نر مثيلاً له فى الماضى القريب، مشيرا إلى أن اجتماع هذين العنصرين وخطر حصول اضطرابات عميقة وأعمال عنف متزايدة ونزاعات متصاعدة هى أمور تجعلنا نعتقد أن هذه هى بالفعل الأزمة الأكثر صعوبة التى نواجهها منذ الحرب العالمية الثانية".
ولفت أنطونيو جوتيريس، إلى أن هذه الأزمة تستدعى من البشرية جمعاء التضامن ووضع الخلافات جانبا، متابعا: نحتاج إلى استجابة أقوى وأكثر فعالية لا يمكن أن تتحقق إلا إذا تضامنّا جميعاً ونسينا الألاعيب السياسية ووعينا أن البشرية بأسرها على المحكّ، ومشيرا إلى أن الأسرة الدولية لا تزال بعيدة كل البعد عن تحقيق التضامن المطلوب لأن كل التدابير التى اتّخذت حتى اليوم لمواجهة الوباء قامت بها دول متطوّرة لحماية مواطنيها واقتصاداتها.
وتابع الأمين العام للأمم المتحدة: نحن بعيدون عن وجود حزمة عالمية لمساعدة الدول النامية على القضاء على المرض وفى نفس الوقت معالجة عواقبه الوخيمة على سكّانها، على الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم، وعلى الشركات الصغيرة التى تواجه خطر الاندثار، وعلى أولئك الذين يعيشون خارج الاقتصاد الرسمى والذين لم تعد لديهم أى فرصة للبقاء، ونتحرّك ببطء فى الاتجاه الصحيح، لكننا بحاجة لأن نحثّ الخطى وبحاجة لأن نقوم بالمزيد إذا أردنا هزيمة الفيروس وإذا أردنا دعم الأشخاص المحتاجين.