في عيد الأم.. مهرجان التحريم برعاية السلفيين

السبت، 21 مارس 2020 10:57 ص
في عيد الأم.. مهرجان التحريم برعاية السلفيين
السلفيون

على الرغم من تحليل الاحتفال بعيد الحب أو شم النسيم أو المولد النبوى، إلا أنه كعادة السلفيين فإنهم يحرمون على الناس عشيتهم، ويعتبرون كل المناسبات بدعة لا يجوز الاحتفال بها، ويأتى اليوم عيد الأم، الذى يشهد أيضا تحريم من جانب السلفيين واعتباره بدعة، وهو ما يخالف دار الإفتاء التى أكدت أن الاحتفال به جائز شرعا.

من أبرز من حرموا الاحتفال بهذا العيد كان الداعية السلفى، أبى إسحاق الحوينى، الذى قال فى وقت سابق أن الاحتفال بعيد الأم، من البدع التى لم تكن معروفة فى عهد السلف الصالح، مشيرًا إلى أن جميع الأعياد التى تخالف الأعياد الشرعية، بدع وربما يكون منشؤها من غير المسلمين، حيث جاء ذلك خلال رد الحوينى على سؤال ورد إليه عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعى "فيسبوك" يقول صاحبه "ما حكم الاحتفال بما يسمى عيدالأم ؟"
 
ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية أيضا كان من بينهم السلفيين الذين حرموا الاحتفال بعيد الأم، حيث أجاب "برهامى" على سؤال عن حكم الاحتفال بفتوى نصها كالتالى: "بر الأم من الواجبات العينية، ولا يعرف عند المسلمين هذا العيد، فهو من البدع المستوردة من الكفار، وقد نهينا عن التشبه بهم، وفى الحديث: (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ)". 
 
قبلها أيضا أفتى أبو يحيى الحوينى، نجل الداعية الإسلامى أبو إسحاق الحوينى بعدم جواز الاحتفال بعيد الأم باعتباره بدعة لا يجوز الاحتفال بها، وقال نجل الحوينى فى فتوى له نشرها عبر صفحته الرسمية "فيس بوك": "إن كل الأعياد التى تخالف الأعياد الشرعية كلها أعياد بدعٍ حادثة لم تكن معروفة فى عهد السلف الصالح، وربما يكون منشأوها من غير المسلمين أيضاً، فيكون فيها مع البدعة مشابهة أعداء الله سبحانه وتعالى".
 
وتابع: "الأعياد الشرعية معروفة عند أهل الإسلام، وهى عيد الفطر، وعيد الأضحى، وعيد الأسبوع "يوم الجمعة" وليس فى الإسلام أعياد سوى هذه الأعياد الثلاثة، وكل أعيادٍ أحدثت سوى ذلك فإنها مردودة على محدثيها وباطلة فى شريعة الله سبحانه وتعالى، لقول النبى صلى الله عليه وسلم: "من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، أى مردود عليه غير مقبول عند الله، وفى لفظ: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".
 
وأبرز فتاوى التحريم كانت من سامح عبد الحميد الداعية السلفى، الذى قال فيه أن الاحتفال بعيد الأم حرام، لأنه بدعة وتقليد للغرب، وأن الإسلام لم ينص على هذا العيد وبالتالى لا يجوز للمسلمين أن يحتفلوا به أو المشاركة فيه، مضيفا أن الاحتفال بعيد الأم تقليد أعمى للغرب، والأم أعظم من أن نجعل لها يومًا فى السنة، فالاهتمام بها يكون فى كل لحظة، حتى بعد مماتها لا ننساها، بل ندعو لها ونتصدق عنها وننفذ وصيتها ونتواصل مع أقاربها وصديقاتها.
 
 
وزعم أن الاحتفال به بدعة لا تجوز، لأن عيد الأم من البدع التى لم تكن معروفة فى عهد السلف الصالح، وبدايتها كانت من غير المسلمين، فيكون فيها مع البدعة مشابهة أعداء الله سبحانه وتعالى، مضيفًا :"الأعياد الشرعية معروفة عند أهل الإسلام، وهى عيد الفطر، وعيد الأضحى، وعيد الأسبوع "يوم الجمعة" وليس فى الإسلام أعياد سوى هذه الأعياد الثلاثة، وكل أعياد أحدثت سوى ذلك فإنها مردودة على محدثيها وباطلة فى شريعة الله سبحانه وتعالى، لقول النبى صلى الله عليه وسلم: "من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، أى مردود عليه غير مقبول عند الله .
 
فتوى السلفيين ترد عليها دار الإفتاء المصرية، التى أكدت فى فتوى سابقة نشرتها عبر موقعها الإلكترونى، أن الاحتفال بيوم الأم أمرٌ جائز شرعًا لا مانع منه ولا حرج فيه، والبدعة المردودة إنما هى ما أُحدث على خلاف الشرع، أما ما شهد الشرع لأصله فإنه لا يكون مردودًا، ولا إثم على فاعله.
 
جاءت فتوى دار الإفتاء المصرية ردًّا على سؤال لأحد المواطنين بمناسبة الاحتفال بـ"يوم الأم" قال فيه: ما حكم الاحتفال بيوم الأم؟ هل هو بدعة؟ وأكدت الفتوى: أن من مظاهر تكريم الأم الاحتفاء بها وحسن برها والإحسان إليها، وليس فى الشرع ما يمنع من أن تكون هناك مناسبة لذلك يعبر فيها الأبناء عن برهم بأمهاتهم؛ فإن هذا أمر تنظيمى لا حرج فيه، ولا صلة له بمسألة البدعة التى يدندن حولها كثير من الناس؛ فإن البدعة المردودة هى ما أُحدث على خلاف الشرع؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ». متفق عليه من حديث أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها، ومفهومه أن من أَحدث فيه ما هو منه فهو مقبول غير مردود.
 
وأضافت الأمانة العامة للفتوى فى فتواها: وقد أقر النبى صلى الله عليه وآله وسلم العرب على احتفالاتهم بذكرياتهم الوطنية وانتصاراتهم القومية التى كانوا يَتَغَنَّوْنَ فيها بمآثر قبائلهم وأيام انتصاراتهم، كما فى حديث "الصحيحين" عن عائشة رضى الله عنها قالت: "دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَعِنْدِى جَارِيَتَانِ، تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثٍ"، وجاء فى السنة: "أَنَّ النَّبِى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ زَارَ قَبْرَ أُمِّهِ- السيدة آمنة- فِى أَلْفِ مُقَنَّعٍ، فَمَا رُئِى أَكْثَرُ بَاكِيًا مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ" رواه الحاكم وصححه، وأصله فى "مسلم".
 
وأكدت الفتوى أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم يجعل الأم أولى الناس بحسن الصحبة، بل ويجعلها مقدمةً على الأب فى ذلك؛ فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَبُوكَ» متفق عليه.
 
وأوضحت الفتوى أن معنى الأمومة عند المسلمين هو معنى رفيع له دلالته الواضحة فى تراثهم اللغوي؛ فالأم فى اللغة العربية تُطلق على الأصل، وعلى المسكن، وعلى الرئيس، وعلى خادم القوم الذى يلى طعامهم وخدمتهم، وهذا المعنى الأخير مَرْوِى عن الإمام الشافعى رضى الله عنه وهو من أهل اللغة، قال ابن دُرَيد: وكل شيء انضمت إليه أشياء من سائر ما يليه فإن العرب تسمى ذلك الشيء "أُمًّا".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق