بشروا ولا تنفروا فلكل أجل كتاب
الأحد، 08 مارس 2020 02:48 م![بشروا ولا تنفروا فلكل أجل كتاب بشروا ولا تنفروا فلكل أجل كتاب](https://img.soutalomma.com/Large/201707220924102410.jpg)
شيرين سيف الدين
مع حالة الذعر والقلق التي تنتاب العالم أجمع بسبب فيروس "كورونا"، وحالة التخبط في قرارات حكومات الدول المختلفة، لفت نظري عدة نقاط وراودتني عدة أسئلة وودت أن أشاركها مع القراء:
هل شرط بعض الدول إجراء تحليل الخلو من الفيروس قبل السفر إليها منطقي؟.. من وجهة نظري أنه غير منطقي بالمرة، أليس من السهل أن يصاب من أجرى التحليل بالمرض بعد اجراءه بالعدوى أو بعد استلام التحليل فورا، حيث إن الفيروس ينتقل في ثانية عن طريق الرزاز والتلامس، فأمر التحليل يجوز مع تحليل فيروس "سي" مثلا، لكن مع مرض سريع الانتشار فما هو إلا شرط تعجيزي وعبثي.
النقطة الثانية وهي انتشار دعوة لمنع السياح من القدوم إلى مصر وتعليق النشاطات السياحية لمنع انتشار المرض ودخوله مصر من الخارج، والسؤال هنا ما هو الحال بالنسبة للمصريين القادمين من الخارج أيضا، هل نمنعهم أم نسمح لهم؟.. وما هو الفرق من وجهة نظر أصحاب تلك الدعوة؟.. وهل فَكَر أصحاب الدعوة في نتائج تنفيذها على الحالة الاقتصادية للبلد، وبالتالي عليهم شخصيا أم أنهم يرغبون في أن يبدؤوا من جديد في "الولولة" بسبب الغلاء والفقر والكساد والحالة الاقتصادية المنهارة؟، وغالبا فعناء مرض ( الكورونا ) الشبيه بالأنفلونزا بحسب شرح الأطباء سيكون أخف وطأة من العناء الذي ينتج عن تنفيذ دعوتهم فالكورونا إن أصابت البعض ، فالفقر سيصيب الكل كما أن نسبة الشفاء من المرض كبيرة أما الشفاء من الانهيار الاقتصادي فسيصبح شبه مستحيل .
النقطة الثالثة والخاصة بالدعوة إلى تعليق الدراسة وإغلاق المدارس ، فأنا أتعجب كلما ذهبت للنادي أو لأحد المولات التجارية أو المتنزهات مغلقة كانت أو مفتوحة أو سينمات وغيرها ، حيث تكتظ جميعها بالأسر والأطفال والجميع يسير بدون كمامات ولا قفازات وحولهم من يسعل ومن يعطس دون اكتراث ، نهايك عن المطاعم الممتلئة بالبشر يأكلون من أيادي غير معلوم مدى نظافتها ، ويستخدمون أواني استخدمها الغير والله أعلم بمدى تعقيمها، ويراودني سؤال هل يقتصر نقل العدوى على المدارس والطلبة ، ولماذا لا يعتكف المنادون بتلك الأفكار في منازلهم ولا يخرجون هم وأبناءهم إلا للضرورة إذا كانوا مقتنعين بفكرة انتشار المرض بشكل كبير في مصر ويتصورون أن هناك تعتيم متعمد على الأعداد الحقيقية ؟ أو على أقل تقدير يرتدون قمامات وقفازات ويتوقفون عن الأكل خارج المنازل، ولماذا لم يتوقفوا عن إرسال أبناءهم للمدارس و(بناقص) سنة ، فهل يعقل أن تكون سنة دراسية أهم من صحة وحياة أبنائهم ؟ أم أننا شعب مطيع ينتظر أوامر الدولة في منعه من الخروج من المنزل ولو كلفه الأمر حياته أم أن الداعين لتلك الأفكار يرددونها دون اقتناع؟
النقطة الرابعة والأخيرة والسؤال الأهم هو أين هي الدول المتقدمة والتي استنسخت النعجة دوللي وفكرت يوما في استنساخ انسان ؟ وهي تقف عاجزة حتى الآن عن اكتشاف علاج ومصل لفيروس ؟ أم أنها لعبة سياسية ضد بعض الدول ، واقتصادية تلعبها الدول الكبرى بالتعاون مع مافيا الأدوية والشركات المهيمنة على صناعة الدواء ؟ فلنا أن نتخيل بعد كل هذا الرعب في نفوس البشر كم المكاسب الاقتصادية التي ستحصدها تلك الشركات يوم إعلانها عن اكتشاف مصل ودواء معالج ؟ وإن لم تكن لعبة وبالفعل تلك الدول عاجزة عن إيجاد حل إذا فقد كشفت نفسها بأنها ( فشنك ) وليست بالقدرات الخارقة التي ادعتها لسنوات طويلة.
وفي النهاية أتمنى من الجميع الأخذ بالأسباب واتباع اجراءات الوقاية ولكن بهدوء نفسي وثقة في الله الذي علمنا أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا وأن لكل أجل كتاب.. تفاءلوا بالخير تجدوه ، وبشروا ولا تنفروا .