أضحك الجميع وكانت نهايته مأساوية.. محطات في حياة عبد الفتاح القصري
الأحد، 08 مارس 2020 11:23 مولاء عكاشة
يوافق اليوم الأحد ٨ مارس ذكرى وفاة عملاق كوميديا الزمن الجميل، المعلم حنفي شيخ الصيادين، والذي كانت نهايته مأساوية، فعند سماعك تفاصيلها، لن تصدق أن بطل هذه الحكاية، الفنان عبد الفتاح القصري، الذي أضحكنا وأمتعنا بجميع أدواره في الأفلام والمسرحيات التي شارك فيها، وحتى هذه اللحظة تظل أعمال الراحل الخالدة أيقونة كوميدية مميزة في السينما المصرية والعربية.
بقامته القصيرة وروح الدعابة التي كان يمتلكها وتظهر في طريقة كلامه المميزة والمضحكة، وعينيه التي أصابها الحول، أطل علينا الراحل في شخصية المعلم ابن البلد الجدع وزعيم العصابة، والزوج المغلوب على أمره، فعشقه الصغير والكبير، وأصبح ملك الكوميديا البسيطة غير المبتذلة في السينما المصرية.
ولد القصري بحي الحسين بالقاهرة لأسرة ثرية تعمل في تجارة الذهب، والتحق بمدرسة الفرير الفرنسية وبها تعلم اللغة الإنجليزية والفرنسية وأجادهما، إلى أن طلب من والده ترك المدرسة والتفرغ للعمل معه.
ووافق والده، وترك القصري المدرسة، لكنه أهمل في عمله وانشغل بحضور العروض المسرحية بشكل يومي، ومع الوقت تحول الحب إلى رغبة شديدة في الدخول إلى عالم الفن والتمثيل، والتي كانت على عكس رغبة والده، وعندما قرر الوالد حرمان الأبن من نصيبة في الميراث اذا لم يعدل عن هذه الفكرة، لم يكترث القصري لهذا وأكمل طريقه.
وبالفعل قدم مع زملائه عدد من العروض المسرحية في فرق الهواة والمسارح الشعبية دون مقابل، ثم انضم الى فرقة جورج أبيض وفي إحدى العروض المسرحية كان يقدم مشهد تراجيديا إلا أن الجمهور ظل يضحك، الأمر الذي اغضب جورج ابيض كثيرا، فقال له عبد الفتاح "بحب اضحك الناس هو انا لازم أبكيهم"، ليصفعه ابيض على وجهه ويطرده من المسرح، ولكن لم يعلم القصري وقتها ان هذه الصفعة هي بداية دخوله الفن وعالم الشهرة، فعندما علم نجيب الريحاني بما دار في هذا اليوم، امر مدير مسرحه أ ن يبحث عن هذا الشاب الذي صفعه جورج أبيض حتى يجده، وبعدها انضم القصري لفرقة الريحاني عام ١٩٦٢ لتكن الانطلاقة الحقيقية له، وقدم بعدها عدد من المسرحيات، وكان أول عمل سينمائي له فيلم "المعلم بحبح "عام ١٩٣٥.
وفي أحد المسرحيات التي قدمها مع إسماعيل يسن، على خشبة المسرح صرخ وردد “مش شايف حاجة" ظن وقتها الجمهور انها ضمن جمل السيناريو، وأمتلأ الضحك أركان المسرح، لكن رفيق مشواره الفني، أدرك حقيقة الموقف وأخذه على الفور خلف الستار وذهب به إلى مستشفى الدمرداش، وتأكد أن الفقري أصيب بالعمي نتيجة لارتفاع شديد في ضغط الدم.
عندما علمت زوجته الرابعة بالخبر، والتي كانت تصغره بنحو ٢٠ سنة، قررت الانفصال عنه والزواج من شاب في نفس سنها كان يعطف عليه القصري، وقيل إنها طلبت منه أن يشهد على عقد الزواج مقابل ان تتركه يعيش في غرفة صغيرة، بعدما سلبت منه كل شيء، حتى إنها منعت الناس من زيارته واخفته عن الجميع، وظل الراحل وحيدا في هذه الغرفة البائسة في حالة من الذل والمهان حتى فقد الذاكرة.
وفي إحدى الايام قررت الفنانة نجوى سالم زيارته، حينها تفاجئت بما وصل إليه الراحل، وعلى الفور نقلته إلى مستشفى القصر العيني، كما قامت الفنانة هند رستم بحملة تبرعات من النجوم لصالح القصري.
ورحل عبد الفتاح القصري في مثل هذا اليوم عام 196 ومشى في جنازته 4 أشخاص فقط بالإضافة لشقيقته والفنانة نجوى سالم.