رشاد برسوم الطبيب الإنسان!
الأحد، 23 فبراير 2020 06:44 م
سعمت عنه كثيرا من العالم الدكتور محمد غنيم رائد زراعة الكلى في مصر والشرق الأوسط، إلى أن تشرفت بلقائه أمس ووجدت فيه صورة الطبيب التي نشاهدها في أفلام الزمن الجميل حيث جمال الجوهر والمظهر مع بشاشة الوجه وطيب الخلق والتواضع الرفيع.
أنه العالم الجليل الأستاذ الدكتور رشاد برسوم أحد عمالقة الطب المصري والطبيب الإنسان ومنظومة القيم والاخلاق التي تسير على الأرض، والذي يؤمن بأن "من حق الطبيب أن يكون غنيا لانه يعالج آلام المرضى ولكن ليس من حقه أن يكون غنيا جدا لان أمواله مصدرها آلام المرضى".
برسوم مواليد عام 1941 وبعد حصوله على الثانوية العامة من محافظة أسيوط أضطر إلى الابتعاد عن أسرته حيث كلية الطب الوحيدة في القاهرة وهنا احتضنه أستاذه ومعلمه د على البدري الذي عوضه فراق الأسرة وتبناه حتى استكمال دراساته العليا وتعيينه معيدا بالقصر العيني، وبعد حصوله على الدكتوراه عام 1969 سافر فى بعثة دراسية بجامعة باريس ثم انتقل إلى معهد الكلى بلندن حيث حصل على عضوية الكلية الملكية البريطانية فى تخصص الكلى عام 1972 وبعد عودته تدرج فى المناصب الجامعية حتى تولى رئاسة وحدة أمراض الكلى ثم أسس وترأس مركز قصر العينى لأمراض الكلى ومركز الملك فهد لأمراض الكلى والمسالك البولية ثم أصبح رئيسا لأقسام الباطنة بالكلية.
أسس الاتحاد الأفريقى لأمراض الكلى وترأس دورته الأولى كما ترأس الجمعية المصرية والعربية وأصبح نائب رئيس الجمعية الدولية للأعضاء الصناعية، ثم أصبح سكرتيرا عاما للجمعية الدولية لأمراض الكلى.
حصل د. رشاد على جائزة الدولة التقديرية عام 2009 وجائزة النيل عام 2015 وهي أعلى وسام علمي مصري ثم وسام العلوم والفنون والجائزة الدولية للجمعية الأمريكية لأمراض الكلى، وكذا جائزة روسكو روبنسون العالمية للتميز فى التعليم وغيرها.
وعلى صعيد التعليم الطبى شارك برسوم فى العديد من اللجان القومية بوزارتى التعليم العالى والصحة كما رأس لجنة قطاع الدراسات الطبية بالمجلس الأعلى للجامعات، وعضوا باللجنة العليا لزراعة الاعضاء حيث أثمرت مجهوداته مع زملائه تحديثا شاملا فى طرق التعليم والتدريب الطبى وتحديث الدراسات العليا والدرجات العلمية.
وبالإضافة إلى ذلك فقد انتخب زميلا وممتحنا بالكليات الملكية البريطانية للأطباء وممثلا دوليا لها ورئيسا للجنة امتحانها الإكلينيكى بالقاهرة كما عمل أستاذا زائرا بجامعات داون ستيت وكاليفورنيا بأمريكا وجامعات لندن وأدنبرة وجلاسجو وشيفلد ونيو كاسل بالمملكة المتحدة، وكذا جامعات باريس وستوكهولم ونابولى بالإضافة إلى معظم الدول العربية والكثير من الدول الأفريقية.
الدكتور رشاد تعلم القيم والاخلاق والرحمة بالمريض على أيدي عظماء الطب ويرى أن الأجيال الحالية من شباب الأطباء مظلومة بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة مع انخفاض الأجور، لكنه مازال متفائلا للثوب الأبيض مهما حدثت تجاوزات أخلاقية من بعض الأطباء.
يرى أيضا أنه يجب على الدولة تحديد أسعار العلاج في المستشفيات الخاصة ومراقبتها لضمان عدم مغالاتها في تقديم الخدمة ويتمنى نجاح منظومة التأمين الصحي الجديدة حتى يكون المظلة التي تحمي الفقراء وتعالجهم بكرامة.
تحية احترام وتقدير لهذا العالم الجليل الذي مازال تتعلم من الأجيال القيم والاخلاق مع العلم والعمل وتحيا مصر