أهمها وأخطرها سوسة النخيل الحمراء.. الكِلاب المُدرّبة تتعقّب آفات إصابة ثِمار النخيل (فيديو وصور)
الإثنين، 17 فبراير 2020 09:00 ص
تُمثّل زراعة النخيل في مصر، ثروة قومية، لأكثر من ميزة نسبية، وفائدة تُقدّمها للتُربة وللمواطن المصرى، على حدٍ سواء، ومن أهمها على الإطلاق، إنتاج التمور، وكذلك عسل التمور أو البلح، مع منتجات أخرى كثيرة، كما يعمل النخيل، على تثبيت التربة على الطرق والجسور وحواف الترع والمصارف، ويُقدّم ظِلاله لعابرى السبيل والمزارعين والفلاحين، في حقولهم وغيطانهم وزراعاتهم.
عِلاوة على أن النخيل ارتبط منذ القِدم، بالحضارة المصرية، ثم العربية بعد ذلك، كما خلّد القرآن الكريم ذكره، في آياته المُباركات، ثم أنزلتها السُنّة المُطهرة، منزلة عالية، نتيجة عدم سقوط ورقها، في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، القائل: (إنّ من الشجر شجرة، لايسقط ورقها، وإنّها مثل المُسلم، فحدّثونى عنها).
وعلى الرغم من الرعاية والعناية، التي تتلقاها زراعة النخيل في مصر، إلاّ أن هناك حشرة تُهددها، في مصر والوطن العربى، بل والعالم أجمع، وهى سوسة النخيل الحمراء، حيث تُعدّ من أكثر الآفات والحشرات، فتكاً بزراعة النخيل وإنتاجية التمور، كما تبذل الحكومة، مُمثّلة في وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، جهوداً كبيرة ومتواصلة، للقضاء على هذه الحشرة أو الآفة.
زراعة النخيل في مصر
ونظراً لقيمة ومكانة، ثروتنا القومية من النخيل، فقد تعدّدت الدراسات والبحوث، التي ترصد هذه الثروة الكبيرة، وكذلك تقارير وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، ومنها وأهمها "أطلس نخيل البلح والتمور في مصر"، والذى أصدرته منظمة الأغذية والزراعة العالمية، "الفاو".
وقام بتأليفه كلٌ من، الدكتور شريف الشرباصي، الخبير الوطني لإنتاج التمور، بمكتب منظمة الأغذية والزراعة، للأمم المتحدة في مصر، والدكتور رضا محمد رزق، خبير الموارد الوراثية النباتية، والتنوع البيولوجي، بمركز البحوث الزراعية، والمنظمة العربية للتنمية الزراعة، جامعة الدول العربية، إلى جانب موسوعة أخرى، للمهندس جمعه طوغان، خبير الزراعة والرى، بعنوان (نخيل مصر).
وكلها ترصد أهمية وقيمة زراعة النخيل، وإنتاج التمور في مصر، وأخطار سُوسة النخيل الحمراء على المحصول، والذى تُقدّر إنتاجيته بـــ7.1 مليـون طـن تمور، مـن حوالى 15 مليـون نخلـة، إضافة إلى الاتجاه لزراعـة 5 مليـون نخلـة، بمنطقة توشـكى ومحافظـة الـوادي، والذى من المنتظر أن تُغيّر خريطـة أسـواق التمـور العالميـة، خـلال الأعـوام القليلـة المقبلـة.
ومن جهة التقارير، التي ترصد عدد ومساحة النخيل، فإنها تُقدّرها في العالم بحوالي 100 مليون نخلة، منها 70 مليون نخلة في الوطن العربي فقط، بنسبة 70% من عدد نخيل العالم، وأوضح التقرير أن مصر، تأتي في مقدمة دول العالم المُنتجة للتمور، بإجمالي 2 مليون و298 ألف طن، بزيادة 100% عن الإنتاج في عام 1993، وكشف التقرير أن مصر تنتج ما يعادل 16.6% من إجمالي إنتاج العالم، وحوالى 24.2% من إنتاج الدول العربية، يليها السعودية والإمارات والعراق، بينما لا تتجاوز صادراتنا 3% من صادرات التمور.
مكافحة سوسة النخيل الحمراء
وعلى طريقة تنمية وتطوير، وحماية ثروتنا من النخيل، وزيادة إنتاجنا من التمور، فقد أصدرت الحملة القومية، لمكافحة سوسة النخيل الحمراء، بمعهد بحوث وقاية النباتات، نشرة إرشادية، تتضمّن وصايا ونصائح للمزارعين، تساعدهم فى مكافحة الآفات، التى تصيب ثمار النخيل، وتتضمن التوصيات إرشادات عامة، لمكافحة آفات الثمار، ومنها:
● رش رأس النخلة، خلال الشتاء، للتخلص من الآفات الموجودة بها، في حالة فترة السكون أو البيات الشتوى، وكذلك التخلص من الحشائش الموجودة بالمزرعة، حيث تعتبر مأوى لحلم الغبار خلال فترة الشتاء.
● مع استخدام المصائد الضوئية، لجذب آفات ثمار النخيل، لخفض تعداد الآفات، ومعرفة ميعاد ظهورها، حتى يمكن اختيار الميعاد المناسب، لتدخل الكيماوى أو المكافحة الحيوية.
● وكذلك عدم استخدام كيزان المذكرة المصابة، بدودة البلح الكبرى، حتى لاتنتقل الإصابة إلى الإناث أثناء عملية التلقيح، وأيضا التخلص من أغلفة الكيزان المذكرة والمؤنثة، لأنها تعتبر مأوى لهذه الحشرة.
● وفى حالة وجود إصابات، بدودة البلح الكبرى، أو دودة البلح الصغرى ( الحميرة)، يتم الرش بعد العقد مباشرة، أو استخدام المكافحة الحيوية.
● ومن أجل الوقاية من حلم الغبار، فى المناطق، التى ظهرت بها الإصابة، من العام الماضى، يتم الرش بالكبريت الميكرونى، مرتين على الأقل، وبين الرشة والأخرى 21 يوماً، بداية من شهر يونيو، وفى حالة ظهورالإصابة، يتم استخدام المبيدات الأكاروسية الموصى بها، وبين الرشة والأخرى 21 يوماً.
● كما يتم تكيس الثمار، مع بداية التلوين، للوقاية من الآفات، وخصوصاً دودة أبودقيق الرمان، وقبل إجراء التكيس للثمار، يتم إجراء رش وقائى للثمار إذا لم يتم استخدام مكافحة الحيوية .
● وفى نهاية الموسم، يتم جمع ثمار البلح، الموجودة في إبط الأوراق، والمتساقطة على الأرض، وكذلك جمع كل أنواع الثمار الأخرى المتساقطة، والتى يمكن أن تصيبها الحشرات، مثل الموالح والعنب والرمان، لأنها تعتبر مصدر للإصابة في العام المقبل.
● عدم تخزين الثمار لمدة طويلة في المزرعة، تحت ظروف غير جيدة .
● عدم تخزين التمور في مخازن لا تستوفى شروط التخزين الجيد.
● تغطية الثمار بعد الجمع مباشرة، عند تركها فترة فى الحقل قبل النقل للمخزن، وخاصة ليلاً لأن معظم آفات الثمار تنشيط ليلاً .
● التعبئة في صناديق نظيفة، يتم تطيهرها قبل التعبئة.
● ترك ممرات في المخازن، وترك مسافة بين ارتفاع الصناديق والسقف، لا تقل عن متر لسهولة انتشار الغازات، التي تُستخدم في مكافحة آفات المخازن، وسهولة أخذ العينات، لمعرفة نسبة الإصابة ومتابعتها فى الثمار، خلال فترة التخزين .
● جمع التمور الناضجة على النخيل، بعد النضج مباشرة، وعدم تركها بدون جمع لمدة طويلة، حيث تتعرّض بذلك للإصابة.
الكلاب المُدرّبة تكشف سوسة النخيل الحمراء
من ناحيته، أكد الدكتور، عزالدين جاد الله، مدير المعمل المركزي للأبحاث وتطوير النخيل، بمركز البحوث الزراعية، أنه في إطار الجهود، التي يبذلها المعمل، لمكافحة سوسة النخيل الحمراء في مصر، تم تنفيذ تجربة "للكشف المبكر عن الإصابة بسوسة النخيل الحمراء، بواسطة الكلاب المُدرّبة"، في خطوة للتعاون المشترك، بين المعمل المركزي للأبحاث، وتطوير نخيل البلح، وإحدى الشركات المُتخصصة في تدريب الكلاب.
وتابع: حيث وفر المعمل المركزي للنخيل، لهذه الشركة كل مراحل نمو الحشرة، بداية من مرحلة البيض إلى الحشرة الكاملة، وكذلك نواتج تغذية اليرقات على جذع النخيل من الداخل، مع توفير الأعراض، التي تظهر على النخلة نتيجة الإصابة، وكل مايلزم لتطبيع الكلاب عليها، لتجعلها قادرة على التعرف على النخيل المُصاب، وقد تم تدريب الكلاب، بمعرفة الشركة، وبأسلوب علمى متخصص، ( Bug vabe ) على هذه العينات، في البداية مخبرياً، و بعدها بدأت التجارب الحقلية على النخيل في الطبيعة، على مدار عام كامل من العمل الجاد، وفي تعاوم تام بين شريكي التجربة.
وأضاف "جاد الله" أنه في نهاية التجربة، ولعرض نتائجها، تم تنفيذ يوم حقلي، في مزرعة بإحدى الشركات بالمنصورية، بتاريخ 11 /2 / 2020، وبمشاركة المهتمين بمكافحة سوسة النخيل الحمراء، من خبراء مركز البحوث الزراعية، والمركز القومي للبحوث، والشركات الزراعية المهتمة، وجهاز الخدمات العامة للقوات المسلحة، حيث شرح شريكي التجربة، أمام الحضور ماتم تنفيذه، على مدار عام كامل، وهو ما أدى إلى تأهيل الكلاب، بعد تدريبها، على التعرف على النخيل المصابة بالسوسة الحمراء.
كما تم تنفيذ بيان حقلي عملي، أمام جموع المشاركين، والذي ظهر من خلاله، كفاءة الكلاب المُدرّبة، في اكتشاف النخيل المصاب بسوسة النخيل الحمراء، وفي مختلف درجات الإصابة، وخاصة الإصابات، التي لم يظهر لها أعراض واضحة على النخيل، ويصعب على الإنسان اكتشافها، ومن خلال نتائج اليوم الحقلي، يوصي المعمل المركزي للنخيل، بأهمية تطبيق تقنية الاكتشاف المُبكّر للإصابة بسوسة النخيل الحمراء، باستخدام الكلاب المُدرّبة، والتوسع في تطبيقها لأهميتها.