وتفيد بإيه يا ندم؟.. الحويني ومحمد حسان يعترفان بأخطائهم في الوقت الضائع

طوال الجلسة ركز الحوينى عما اعتبره أخطاء علمية، اعترف أنه لم يكن من المفترض أن ينشر شيئا فى سنوات الأولى التى أمضاها طالبا للعلم، لكن حظ النفس هو ما دفعه لذلك، قال بوضوح: «النشر شهوة لما يطلع اسمك على كتاب والناس يتداولوه وتبقى معروف ما هى دى حظ النفس عندنا كلنا».

 

هذه الاعترافات ليست مقطوعة الصلة باعتراف آخر مهم جدا لنفس الرجل لكن فى جلسة أخرى، قال فيه صراحة إنهم جنوا على الناس بجهل وبغير علم، حيث قال وكان يجلس منفردا بعيدا عن أتباعه: «كل سُنة كنا نعرفها نعتقد أنها واجبة، ومكناش نعرف الفرق بين الواجب والمستحب وإن فيه درجات فى الأحكام.. فعرفت أنه عندما لم ندر تدرج الأحكام كيف جنينا على الناس، لم نكن ندرى درجات الأحكام فأفسدنا كثيرا بحماس الشباب».

 

بالعودة إلى التسجيل المتداول خلال الساعات الأخيرة يجب الإشارة إلى أنه لسنوات طويلة كانت شهرة الحوينى عند أتباعه قائمة على أنه تلميذا للشيخ الألبانى عالم الحديث المشهور، وأنه أثنى عليه وامتدحه، روج السلفيون هذه الأكذوبة حتى صارت حقيقة عند البعض، وصار البعض الآخر يتعامل مع الحوينى بوصفه خليفة الألبانى، وخلعوا عليه ألقابا مثل «أعلم أهل الأرض»، لكن الحوينى بلسانه هدم كل هذه الأكاذيب فى ثوانٍ معدودة فى اعتراف تأخر لسنوات طويلة، وخرج فى ذلة لسان.

 

تحدث الحوينى عن علاقته بالألبانى وأشار إلى أن الأخير أثنى عليه فعلا، لكنه لم يره قط، كل ما حدث-والرواية للحوينى- أنه تعرف على شخص من نابلس، وللصدفة كان متجها إلى الأردن حيث يقيم الألبانى، وطلب منه الحوينى أن يعطى نسخة من كتاب ألفه عن شروح الإمام النسائى للشيخ حتى يحكم عليه، وبعدها بسنوات طويلة وقع فى يد الحوينى تسجيلا صوتيا للألبانى كان يسأل فيه عن شروح للإمام النسائى فقال: «لا أعلم فيه شرحا لكن وقع إلى كتاب لبعض طلبة العلم اسمه حجازى وهو كتاب جيد بالنسبة لما يصنف فى هذا العصر».

 

لمن لا يعلم فإن حجازى هو الاسم الحقيقى لأبى إسحق الحوينى، ومن الواضح أنه استغل هذه الكلمات للألبانى أسوأ استغلال فيقول: «اعتبرت دى نقطة الانطلاق بالنسبة لى وبعدين فتحت نفسى بقى» وأضاف: «تمنيت لو أنى صبرت على نفسى لحد ما استويت شوية وكان عملى أجود».

 

أشار تحديدا إلى كتب ألفها فى نقد الحديث وكان الهدف منها فقط حب الظهور والشهرة وحظ النفس، وأنه كان من الجرأة لدرجة أنه كان يتحدث عن الأئمة الكبار كما لو كانوا أصدقاءه، وأضاف: «لازم أجود بقى أبين إن أنا إمام وعالم ومحقق وفاهم ومتين وكده»، واصفا أخطاءه بالقبيحة والتى يخجل منها، ثم تحدث طويلا عن ضعف الوسائل العلمية وأن المخطوطات لم تكن متاحة فى أيامهم، وأن العلم أتاهم بعد أن كبروا و«عجزوا»، هكذا تحدث الحوينى معتذرا عن الجهل بالعلم، لكنه لم يمتلك الشجاعة ليتحدث عن فتاواه الكارثية التى بنيت على هذا الجهل.

 

آخرون سبقوا الحوينى إلى هذا الاعتذار، كان أهمهم محمد حسان ذو الشهرة الواسعة، وأهم ما فى اعتذاره أنه كان واضحا لا يقبل اللبس، حيث قال نصا: «أقر وأعترف اننا كدعاة إلى الله تبارك وتعالى طيلة السنوات الماضية وقع منا بعض الأخطاء فى الخطاب الدعوى وأسمعنا الناس بعض الكلمات التى لا يليق أبدا أن تكون مرتبطة بمنهج أرق الدعاة وسيد الدعاة صلى الله عليه وسلم».

 

لم تمح  اعترافات مشايخ ودعاة السلفية الكبار فى الوقت الحالى ما فعلوه فى المجتمعات بأفكار وفتاوى متشددة، ضللت الشباب وأدت بهم إلى طريق مسدود، على مدار السنوات الماضية، كان أصحاب الجلباب واللحى ممن يسمون أنفسهم «كبار الدعاة السلفية» على رأسهم أبو إسحق الحوينى، ومحمد حسان، ومحمد حسين يعقوب، يطلقون سمومهم بين أبناء الوطن، ليحرموا هذا وذاك، ظلوا بخطبهم وفتاويهم ينشرونها بين الشباب، لتكون بداية لهم فى الانضمام للتنظيمات الإرهابية.

 

اعترافاتهم بالأخطاء لم تكن كافية على ما فعلوه هؤلاء، لأنهم أفسدوا المجتمعات بسياساتهم وفتاويهم وخطبهم القائمة على التمييز بين أبناء الوطن وتصنيفهم موالين وغير موالين، سعوا من خلال فتاويهم إلى هدم النسيج الاجتماعى، وتحريم التعايش، كى تعيش البلاد فى تخلف مستمر، الأيام كشفت لنا حقيقة شخصيات ضالة أضلت عددا كبيرا من الناس، منهم الشباب الذين كانوا يريدون استهدافه مما كانوا يبثونه فى المجتمع. 

 

فتاوى عديدة وتحريم مستمر، حيث رفع دعاة السلفية السيوف أمام كل شخص، من خلال التحريم والتكفير المطلق فى كل الأمر، ففى فتوى شهيرة أطلقها أبو اسحق الحوينى، الداعية السلفى، بحرمانية الاختلاط فى الجامعات، مستدلا أن دراسة الفتيات فى الكليات التى فيها اختلاط حرام، وجميع الفتيات الكائنات داخل  الكليات المختلطة آثمات، وهذا كلام نهائى لا نقد فيه، فنحن لسنا فى حاجة إلى النسوان فى هذا الكلام، فالرجال لديها المواهب.

 

لم يكتف «الحوينى» فقط بتحريم الاختلاط فى الجامعات بل حرم الداعية السلفى الدراسة بكلية الحقوق؛ مستدلا إلى ذلك بأنها تُدرس قوانين وضعية من صنع الإنسان، ولا تكترث بالقوانين الإلهية؛ لذا حرم كلية الحقوق، ثم حاول العدول عن ما قاله بعد حالة الجدل التى شهدتها فتواه.

 

لم يكن الأمر قاصر فقط على فتاوى الحوينى، فنافسه فى نفس الأمر الداعية محمد حسان، والذى أفتى بإباحة بيع الآثار، معتبرا ذلك أنه ملك للإنسان، حيث أكد أن الإنسان إذا وجد أثار فى أرضه أو منزله أو أى مكان يملكه فهى ملكه، فيعد هذا رزق وكنز من عند الله ومن حقه أن يبيعها ويصرفها، وتكون أموالها حلال له، لافتا إلى أنه إذا وجد أى آثار مجسدة فى صورة أشخاص فلابد من أن يطمسها الإنسان.

 

لم تخل فتاوى هؤلاء من الجدل والإثارة المستمرة، منها وجوب ارتداء المرأة للنقاب على كل امرأة مسلمة؛ بل زاد الأمر سوءًا حينما شبه وجه المرأة بفرجها، قائلًا إن غطاء الوجه لا يقل أهمية عن غطاء الفرج، كما حرم هؤلاء عمل المرأة، معتبرين أن المرأة يجب أن تكون فى منزلها لتربية أولادها وأنه لا يمكن أن توفر فرصة عمل لامرأة وتأخذ وظيفة رجل.

 

عشرات بل مئات من الفتاوى التى أصدرها مشايخ السلفية وعلى رأسهم أبو اسحق الحوينى، يحرم فيها الكثير من الأمور الحياتية للمواطنين والتعايش، بالنسبة لتهنئة الأقباط فيرى الحوينى، أن الله «حرم عليك المودة، وأباح البر»، أى أنك يجب عليك أن تفعل الخير معه، ولكن لا تحبه، ضاربا مثلا على ذلك بأن امرأة سقت كلبا فهذا بر، «ملوش علاقة بالمودة»، مشددا أيضا على حرمة تهنئة «غير المسلم من الكافرين فى أى عيد من أعيادهم لأن هذا من أعمال المودة».

 

تلك الفتاوى والخطب، كانت محورا رئيسيا تستند عليه الجماعات الإرهابية والتنظيمات المسلحة والمتطرفة لهؤلاء الدعاة السلفية، حيث ذكر عادل حبارة أحد الإرهابين، فى أوراق التحقيقات أنه كان دائم السماع لخطب ودورس الشيخ محمد حسان، فكان الداعية السلفى يمثل له بذرة التطرف التى تربى وتأسس عليها.

 

فتاوى لم يعتذر عنها  الحوينى 

 

أفتى أبو إسحق الحوينى، الداعية السلفى، بحرمانية الاختلاط فى الجامعات، قائلا إن دراسة الفتيات فى الكليات التى فيها اختلاط حرام، وجميع الفتيات الكائنات داخل  الكليات المختلطة آثمات، وهذا كلام نهائى لا فيه نقد، فنحن لسنا فى حاجة إلى النسوان فى هذا الكلام، فالرجال لديها المواهب.

 

ودعا «الحوينى»فى فتواه والتى أعاد نشرها موقعه الرسمى، بمناسبة بداية العام الدراسى إلى تأسيس أقسام للفتيات منفصلة عن الطلاب، كما دعا إلى تأسيس كليات طب خاصة بالفتيات، ومواصلات خاصة لهن، قائلا: «عايز تعمل أى حاجة أعلمها للنساء فقط، فما المانع أن تمهد السبل وتعمل المواصلات الخاصة التى تحمل النساء فقط مثلا، وتأمن المساءلة، فهذا هو الحكم الشرعى قبله من قبله ورده من رده».

 

تحريم التدريس بكلية الحقوق

 

حرم الداعية السلفى أبو إسحق الحوينى، الدراسة بكلية الحقوق؛ لأنها تُدرس قوانين وضعية من صنع الإنسان، ولا تكترث بالقوانين الإلهية؛ لذا حرم كلية الحقوق، ثم حاول العدول عن ما قاله بعد حالة الجدل التى شهدتها فتواه.

 

قراءة الفاتحة على الميت بدعة

 

اعتبر الداعية السلفى، أبو إسحق الحوينى، قراءة القرآن الكريم على الميت بدعة لم ترد فى الشرع.

 

وقال «الحوينى» عبر الصفحة الرسمية له بموقع التواصل الاجتماعى«فيس بوك» فى فتوى سابقة له: عبارة «اقرأ الفاتحة على المرحوم»، هى من الأخطاء الشائعة لدى المسلمين، موضحا أن هذا لم يثبت على النبى، صلى الله عليه وسلم، وليس لها أصل فى الشرع، وإنما المشروع القراءة بين الأحياء ليستفيدوا.

 

ووفقا لفتوى منشورة عبر نفس الصفحة، قال «الحوينى»: «القراءة على الميت عند قبره أو بعد وفاته قبل دخول القبر، أو القراءة له فى أى مكان لم يثبت فى الشرع ولا أصل له فى السنة، وما ينفع الأموات هو الصدقة عنهم والدعاء لهم والحج والعمرة».

 

ارتداء المرأة للنقاب واجب 

 

ضمن الفتاوى الشاذة لأبو إسحق الحوينى، والتى أكد فيها وجوب ارتداء المرأة للنقاب قائلا: «إن هناك عددا من العلماء يؤكدون وجوب ارتداء المرأة للنقاب، بينما يقول آخرون إن ارتداءه مستحب».

 

وأضاف الحوينى فى فتوى له عبر موقعه الرسمى على «الإنترنت» رداً على سؤال: «هل النقاب واجب أم مستحب؟».. قائلا: «بعض أهل العلم من الفضلاء، منهم من يقول إن النقاب مستحب ومنهم من يقول إن النقاب واجب، أما من يقول إن النقاب حرام ليس عالما قط ولم يقرأ شيئًا فى هذا الباب».

 

الدعوة لمنع المرأة من العمل 

 

دعا الشيخ أبو إسحق الحوينى، الداعية السلفى، لعدم خروج المرأة من منزلها لإعداد ما أسماه جيل التمكين، مشددا على «أن المرأة يجب أن تكون فى منزلها لتربية أولادها وأنه لا يمكن أن توفر فرصة عمل لامرأة وتأخذ وظيفة رجل»..

 

تحريم تهنئة الأقباط 

 

 عشرات بل مئات من الفتاوى التى أصدرها أبو اسحق الحوينى، يحرم فيها الكثير من الأمور الحياتية للمواطنين والتعايش، بالنسبة لتهنئة الأقباط فيرى الحوينى، أن الله «حرم عليك المودة، وأباح البر»، أى أنك يجب عليك أن تفعل الخير معه، ولكن لا تحبه، ضاربا مثلا على ذلك بأن امرأة سقت كلب هذا بر، «ملوش علاقة بالمودة»، مشددا أيضا على حرمة تهنئة «غير المسلم من الكافرين فى أى عيد من أعيادهم لأن هذا من أعمال المودة».