مرتديا النقاب.. تفاصيل مقتل شاب سنترال فيصل بسبب «فرشة بضاعة»

«سوق الثلاثاء».. واحدا من الأسواق العشوائية التي اعتاد أهالي منطقة فيصل بالجيزة على التعايش معها منذ بزوغ فجر اليوم وحتى غروبها، والاعتياد على صيحات الباعة، ومشاجرات البلطجية وانتشار الروائح الكريهة والقمامة ومخلفات البيع أمام المنازل على أيدي باعة السوق غير العابئين بحركة السير والمرور وحاجة مواطني المنطقة للراحة خاصة المرضى منهم.

اعتاد باعة السوق وضع بضاعتهم أمام المحلات التجارية ومداخل العمارات وحتى بين السيارات المنتظرة على جوانب الطريق، لايتركون مترا دون استغلاله طوال هذا اليوم، ضاربين بمطالبات الأهالي وأصحاب المحال بترك مساحة للتحرك خلالها أمام بواباتهم عرض الحائط، وكثيرا ماوقعت مشاحنات ومشاجرات بين طرفي هذا الصراع ولكن دون جدوى.

واحدا من أباطرة الاستيلاء على حقوق الغير، قرر أمس، الإثنين، التخلص من صداع مطالبة أحد أصحاب المحال الموجودة بالشارع نهائيا وعلى طريقته الخاصة، من خلال قتل الشاب العشريني وإنهاء حياته.

في شارع متفرع من «العشرين» بشارع الملك فيصل في الجيزة، كان مشهد النهاية للشاب «علي» صاحب «السنترال» عقابا له على تكرار مطالبته لبائع أدوات المائدة الصيني، بترك مساحة تتيح لزبائنه الدخول للمحل أثناء استعداده للسوق، فارتدى نقابا ليتخفى عن أعين المارة وتسلل إلى داخل المحل في وضح النهار، وارتكب جريمته، مشهرا سكينا في وجه «علي» وسدد له طعنة نافذة أودت بحياته، وحاول الهرب إلا أن أصحاب المحلات المجاورة سمعوا استغاثة الضحية الذي سقط في بركة من الدماء مفارقا الحياة، وتمكنوا من ضبط الجاني بعد مطاردته، وسلموه للشرطة، التي نقلته بإحدى سياراتها المدرعة إلى قسم الشرطة، بعدما حاول عدد من أهالي المنطقة قتله انتقاما للشاب الضحية.

وبدأت جهات التحقيق المختصة في مناظرة جثة القتيل، ومعاينة موقع الحادث، وقال أحد شهود العيان: « علي كان إنسان محترم وبسيط، من قتله اعتاد الفرش ببضاعته أمام السنترال الخاص به، واحتلال المكان كاملا، بالرغم من تحدثه مع المتهم أكثر من مرة لتنظيم مكان البيع إلا أنه لم يستجيب لطلبه، فقرر اللجوء إلى الحى لتقديم شكوى بالأمر، مضيفا أنه قبل وقوع الخلاف كان المتهم يجلس بصحبة المجنى عليه داخل السنترال، وشاهده عدة مرات بصحبته، إلا أن الخلافات زرعت به الكراهية وقرر قتله».