تميم الخائن
كارت أحمر للأمير.. القطريون يواجهون الأسرة الحاكمة: هاتوا الفلوس اللى عليكم.. وتميم للإخوان: ضيعتونا
السبت، 01 فبراير 2020 01:12 م محمد الشرقاوى
من يحاسب أمير قطر على الأموال التى أنفقها على الميليشيات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان؟، ومن يتحمل مسئولية انهيار الاقتصاد القطرى؟
كلها أسئلة تدور فى الشارع القطرى، خاصة بعد فشل كل مخططات الدوحة فى تأليب الرأى العام المصرى من خلال استخدام الإخوان فى تنفيذ هذه المخططات.
اعتمدت الدوحة على الإخوان فى تنفيذ كل مخططات التدمير والهدم، والمحصلة صفر، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل أثر سلبيا على الوضع الداخلى فى الإمارة التى خصصت كل مواردها خلف هدف واحد، وهو إسقاط النظام فى مصر، لكنها فشلت فى هذا المخطط الخبيث، وهو ما دفع القطريين إلى مواجهة أمير الإرهاب، تميم بن حمد، وسؤاله عن أموالهم التى أنفقها لتحقيق أحلامه وطموحاته غير المشروعة.
فى مقابل حالة الغليان لم يجد تميم من حل أمامه إلا قيادات جماعة الإخوان التى تحصلت طيلة السنوات الست الماضية على مليارات الدولارات، وبدلا من أن تستخدمها فى تحقيق المخطط القطرى التركى، وضعها قيادات الجماعة فى أرصدتهم البنكية فى لندن، وهو ما كشفته الكثير من التسريبات التى فضحت الجماعة وتلاعبها فى التمويلات القطرية وتخصيصها لشخصيات بعينها من الجماعة.
حالة الغليان وصلت إلى الديوان الأميرى، خاصة بعد الإطاحة برئيس الوزراء السابق عبدالله بن ناصر، الذى رفض السكوت على ما أسماه الاحتلال التركى لقطر، فكان جزاؤه الطرد والعزل، خوفا من أن تمتد آراؤه إلى عدد أكبر من الدائرة المحيطة بتميم.
مجمل الأحداث التى كانت محور الأحاديث الأسبوع الماضى تؤكد أن قطر والإخوان باتوا خارج المشهد تماما، فالشعب المصرى أشهر الكارت الأحمر الأخير فى وجه الاثنين، معلنا أن المصريين صف واحد خلف دولتهم فى وجه المخربين والإرهابيين. فى هذا الملف نرصد الوضع فى إمارة الإرهاب، التى تشهد هذه الأيام حالة من الغليان اقتصاديا وسياسيا، وكذلك الحال داخل جماعة الإرهاب، الإخوان المسلمين، التى حرق المصريون آخر كروتها المسماة بالكومبارس محمد على، فالجماعة وفق التسريبات تبحث عن كارت جديد، تضمن من خلاله استمرار التدفقات المالية القطرية.
كما نجيب على السؤال الأهم الذى أثير فى ظل المشاهد الدرامية التى تابعناها على مدار الأيام الماضية، وهو هل يراجع شباب الثورة ومعهم الإخوان مواقفهم الداعمة للجماعة، خاصة بعد كشف الوجه الحقيقى للجماعة؟
هى أموال حرام، لتضيع بتلك الصورة، فما من باب رمت فيه الإدارة القطرية أموالها لتنفيذ مخططات إجرامية فى المنطقة إلا وفشلت، وتحديدا فى مصر، فما أنفقته فيها هو نبت خبيث اجتثه وعى المصريين من جذوره.
فى الفترة التى تلت عزل المصريين لجماعة الإخوان الإرهابية ونظامها السياسى فى ثورة 30 يونيو 2013، دفعت الإدارة القطرية مليارات الدولارات، فما بين دعم لشخصيات- ادعت قيادتها لما أسمته الحراك الثورى- وتأسيس قنوات فضائية، وتمويلات لأعمال عنف، ولم تصمد أى من تلك الشخصيات، بل توالى سقوطهم، وآخرهم المقاول الهارب محمد على، الذى تعاملت معه جماعة الإخوان الإرهابية على أنه الأمل للعودة من جديد، وفى نفس اللحظة ليس محسوبا عليها، فلو سقط، ما قال الناس: إن الإخوان قد سقطوا مجددا.
الجماعة الإرهابية تعاملت مؤخرا بهذا المنطق، أن يتم تجنيد أشخاص ليس لهم علاقة بالتنظيم، وهو ما كشفته اعترافات خلية الجوكر، والتى كانت تعد لمخطط إرهابى فى احتفالات 25 يناير، فقد اعترف الكادر الإخوانى سامى جمال جاد الرب، أحد المقبوض عليهم ضمن الخلية أن استراتيجية الجماعة الإرهابية فى الوقت الحالى، تقوم على تأسيس صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى تمهد للنزول بتظاهرات فى 25 يناير، تستقطب بدورها شباب جدد، ليست لهم أى انتماءات.
المتهم قال إن دور جماعة الإخوان الإرهابية فى التظاهرات الأخيرة كان عبارة عن «أن الموضوع ده لو نجح هانبتدى ننزل ونشارك ونوزع فلوس ونسيطر عليهم، ولو فشلت نضمن ان اللى ها يتمسك ما يكونش من الإخوان»، مؤكدا أن التجنيد يكون من خلال الترويج لوعود زائفة للشباب المنضمين لهم، منها دفع تمويلات مالية كبيرة والحصول على مناصب مرموقة فى الدولة.
الموجة الثورية المزعومة كانت تخطط لها جماعة الإخوان الإرهابية، قادها المقاول الهارب، ودعا لمظاهرات وقطع الطرق والمحاور، وهو أمر كثفت عليه اللجان الإلكترونية للجماعة وقنواتها عملها، مدعومة بالجزيرة القطرية.
فى أول سبتمبر الماضى، ظهر المقاول الهارب داعيا إلى مظاهرات 20 سبتمبر 2019، وما أن فشلت ادعى أنها كانت محاولة لاستنزاف القوى الأمنية وإنهاك الدولة، وهو أمر لم يأبه به أحد، ولم ييأس المقاول الفاشل من محاولات العودة، فعلى مدار 4 أشهر حاول التمهيد لما أسماه الحراك الشعبى فى 25 يناير 2020، وخلال تلك المدة تحدث عن ملفات فساد فى أروقة الدولة، وهو أمر لم يلق له أحد بالا، سوى عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، درجة أن عناصرها جعلوا منه بطلا شعبيا، يحمل الخلاص.
«الثورة على السوشيال ميديا فقط».. محمد على اعترف بذلك وقرر إغلاق صفحته واعتزال العمل السياسى، مضيفا أنه شعر بالخذلان اليوم بعدما وجد الشعب المصرى يقف إلى جوار دولته ومؤسساته وعلى رأسهم المؤسسة الشرطية: «غلطت.. أنا مش هتكلم تانى فى السياسية والإجابة وصلت ليا انهاردة».
لم تك تلك الدعوات وحدها الفاشلة، بل كانت هناك نحو 15 فعالية أخرى دفع لها الإخوان الملايين من أجل نجاحها، غير أن وعى الشعب المصرى أفسدها،
بداية من 15 يوليو 2013 المطالبة بعودة المعزول مرسى، و30 أغسطس 2013 بعد فض رابعة بأسبوعين رفعت شعار أيام الحسم، و19 سبتمبر 2013 بشعار «حرائر مصر»، و6 أكتوبر 2013، دعت لها الجماعة لإفساد احتفالات انتصارات أكتوبر.
مرورا بيوم 30 نوفمبر 2013 تظاهرات «حرائر مصر أقوى»، و22 يناير 2014 دعوة التمهيد لثورة جديدة، و25 يناير 2014 الدعوة لأسبوع «رابعة أيقونة الثورة»، ويونيو 2014 محاولات التظاهر فى الذكرى الأولى لثورة 30 يونيو، و28 نوفمبر 2014 جمعة رفع المصاحف دعوة من الجبهة السلفية وفشلت، كما دعت الجماعة إلى مظاهرات 21 يوليو 2015 للاحتجاج أمام السفارات المصرية بالخارج، و14 أغسطس 2015 فى ذكرى فض اعتصام رابعة الإرهابى، وأغسطس 2016 حرضت قيادات الإرهاب دعوى باسم عصيان الفواتير؛ لرفض دفع فواتير الكهرباء، و11 نوفمبر 2016 دعوة لما أسمته «ثورة الغلابة» عقب تحرير سعر الصرف، و12 سبتمبر 2016 دعوة لتظاهر بعد التحفظ على قيادات الجماعة، و27 فبراير 2019 دعوة «اطمن أنت مش لوحدك»، أطلقها مذيع الإخوان معتز مطر، وفشلت.
تلك الدعوات كانت وراءها آلاف من اللجان الإلكترونية، يقول الباحث فى شئون الحركات الإسلامية يقول : مختار نوح، عضو الإخوان السابق إن المجموعات الإرهابية المسلحة ومنها حركة حسم الإرهابية يخدمها 137 ألف موقع إلكترونى على مستوى العالم.
كافة تلك المواقع الإخوانية عملت بأموال قطرية، فحاولت خلال تلك الدعوات على تزوير مشاهد وفبركة صور، إلا أن الشوارع المصرية كانت -آنذاك- خالية، خلت تماما من أى مظاهرات، وهو الأمر الذى دفع الهارب أيمن نور رئيس قناة الشرق الإخوانية، إلى توجيه رسالة لوم إلى المقاول الفاشل عبر أحد مواقع الإخوان، ليسأله ماذا فعل فى يوم 25 يناير؟
الفشل المتكرر جعل هناك حالة من الإرباك ضربت صفوف الجماعة، و«زاد الطين بله» التسريبات الأخيرة التى تواتر حدوثها، ففى تسريب بين المقاول الهارب محمد على، والقيادى الإخوانى ياسر العمدة، تحدث الاثنان عن التمويلات التى تتلقاها قنوات الجماعة، ليتبعه مباشرة بيان صادر من قناة الشرق الإخوانية، فى محاولة لنفيها، فاعترفت بتلقى محمد على وياسر العمدة تمويلات من الخارج، لتكشف جانبا آخر من معركة التمويلات بين قيادات الإخوان فى الخارج.
هذه المعركة سبقها تعرض حساب طارق قاسم، مقدم برامج بقنوات الإخوان، للغلق بعد كشفه أزمة قنوات الإخوان فى الخارج، وتوضيحه مافيا القائمين على أبواق الجماعة التحريضية، وكيف يتلقون تمويلات من قطر، وقال عبر صفحته على فيسبوك: «تم إغلاق صفحتى الجديدة على الفيس بوك بسبب بلاغات بعد فيديو تحدثت فيه عن كيفية إدارة إعلام المعارضة».
كل هذه الوقائع تؤكد اشتعال أزمة التمويلات بين قنوات الإخوان التحريضية التى تبث من مدينة إسطنبول، خاصة أنه وفقا لمصادر مطلعة، فإن أيمن نور رئيس قناة الشرق الإخوانية، وقناة وطن الإخوانية التى تعود ملكيتها صراحة إلى محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان يتنافسان على الحصول على أكبر كم من التمويل القطرى لتلك القنوات.
معركة أخرى أشعلت النيران فى المال القطرى، بين قناة الشرق وقناة مكملين، هاجم فيها مقدمو برامج قناة الشرق، قناة مكملين، ما أظهر خلافات مكتومة بين قنوات الإخوان والعاملين فيها، قادها عماد البحيرى، ما أظهر خلافا بين قنوات الجماعة.
لم تتوقف الفضائح عن هذا الحد، بل كانت أزمة مرتبات مذيعى الإخوان الأكثر ضجة، لتكشف عن حجم السرقة فى مرتبات العاملين وعدم حصولهم عليها، وهو ما أثارته تغريدات نشرتها الصفحة الرسمية لقناة الشرق على موقع التواصل الاجتماعى تويتر.
صفحة القناة الرسمية قالت إن عقد معتز مطر سنة 2017 كان براتب 60000 دولار شهريا وبواقع 3000 دولار فى الحلقة، كذلك هشام عبدالحميد، والذى سجل فى نفس السنة بواقع 13000 دولار فى الموسم بإجمالى 13 حلقة.
عام 2019 كانت له حصص مختلفة من المرتبات، فبحسب تقارير تلفزيونية يحصل الإعلامى الإخوانى معتز مطر على 35 ألف دولار، وأحمد عطوان المذيع بقناة الشرق يحصل على 30 ألف دولار، وهيثم أبو خليل 20 ألف دولار، و دعاء حسن على 40 ألف دولار، وعمر الشال مسئول السوشيال ميديا على 25 ألف دولار، وهشام عبدالله يحصل على 15 ألف دولار، وسامى كمال الدين 18 ألف دولار، ويدير محتوى تلك القنوات مجموعة من عملاء المخابرات التركية والقطرية، مقسمة إلى جزأين، أحدهما يتعامل مع الأتراك وبعض الجنسيات الأخرى وتتبع تلك المجموعة المخابرات التركية، بينما تتبع جماعة الإخوان الإرهابية المخابرات القطرية. وهم: أحمد عبدالرحمن الحسن، وائل مصطفى، أحمد حسن مروان، حسن محمد الملوحى، ضياء الملوحى وخالد محمد سسكر، محمد علاء الدين، محمد عارف خالد، عبدالحميد محمد يحيى، محمد معتز شاكر، أحمد جابر، عبدالحميد محمد نجاح، رغد الفارس، عبدالغنى عبدالله كارا، محمد عمر عدنان، جميعهم يحملون الجنسية السورية، والماس سفير تورامان تركى الجنسية، أيتاك كيلباس تركى الجنسية، مهند ناصر محمد عراقى الجنسية، صبحى عماد سورى، صهيب كامل أحمد أبو ماضى فلسطينى الجنسية، لالى الماس تركى الجنسية، ماجد راشد سالم، سودانى الجنسية، محمد عدنان تركى الجنسية، محمد منسى يحمل الجنسية الأردنية، مروان محمود عبد الكريم مصرى الجنسية، هاكان كوبان محمد تركسى الجنسية، ومحمد كمال أحمد مصرى الجنسية.