مع تقديم الدعم الفني لإنتاج التقاوي المحلية..
نجاح تجربة جديدة لزراعة البطاطس في بني سويف تضاعف إنتاجية المحصول لـ 13 طناً للفدان بدلاً من 8
الثلاثاء، 28 يناير 2020 04:00 ص
تُعدّ زراعة البطاطس في مصر، من أهم الزراعات التصديرية، إضافة إلى دورها المحلى والوطنى، في خدمة الأمن الغذائي، لملايين المواطنين المصريين، حيث تُمثّل وجبة البطاطس أو خُضار البطاطس، في المطاعم الشعبية والفاخرة يومياً، مع الفول والطعمية، أهم الأكلات، التي يُقبل عليها غالبية تلاميذ المدارس، وطلاب الجامعات، والعمال والموظفين، في المصالح الحكومية والشركات والقطاع الخاص صباحاً، من أبناء الطبقات الفقيرة والمتوسطة وما فوق المتوسطة، ويمتد تناول أطباقها للظهيرة والمساء كذلك، وهو مايجعلها المحصول التصديرى الأول، من حيث مساحة زراعة الخضر في المحروسة، بحوالي 500 ألف فدان سنوياً، وبإنتاجية تتجاوز 5 ملايين طن كل عام.
زراعة وتصدير البطاطس
أزمة استيراد تقاوى البطاطس
لايتوقف دور البطاطس على الأمن الغذائي فقط، بل يساهم محصول البطاطس، في الناتج القومي الزراعي، بأكثر من 5%، وتستوعب زراعته وإنتاجه ونقله وشحنه وتسويقه وتجارته وتصديره، أكثر من 20 مليون يومية عمل، وأكثر من مليون فرصة عمل دائمة، ويضخ عملة صعبة بأكثر من 500 مليون دولار، بما يعادل 18% من حجم الصادرات، غير أن مشكلة زراعة هذا المحصول، تعتمد على التقاوى المستوردة، من دول الاتحاد الأوربي، والولايات المتحدة الأمريكية، وهو ماتحاول مصر تجاوزه، عن طريق وزارة الزراعة ومركز البحوث الزراعية ومعاهده، وبالشراكة مع القطاع الخاص المصرى والشركات الأجنبية، لتقليل فاتورة الاستيراد من الخارج، ويتمثّل ذلك في مشروع قومى لإنتاج تقاوى البطاطس محليّاً، وهو ما عبّر عنه الدكتور محمد عبد السلام جبر، مدير معهد بحوث البساتين في تصريحات صحفية، قائلاً:إن إنتاج مصر لتقاوي البطاطس، يعتبر حدثاً تاريخياً، لأننا نستورد 150 ألف طن تقريباً من التقاوي، بتكلفة 1,6 مليار جنيه، لزراعة 550 ألف فدان، بينما حجم صادراتنا يتخطي حاجز الـ 800 ألف طن سنوياً، وأضاف مدير معهد بحوث البساتين، أن التقاوي التي نستوردها من الخارج، من الجيل السابع، وتكون مُحمّلة بالعديد من الأمراض، ويكون لها طرق زراعة ومكافحة معينة، لكن التقاوي التي سيتم إنتاجها من الجيل الثالث خالية من الأمراض، وذات جودة عالية، وتعطي إنتاجية أعلى من التقاوي التي يتم استيرادها.
زراعة وإنتاجية البطاطس
برنامج وطنى لشركة وطنيه
كانت مصر، قد بدأت برنامجاً وطنياً، لإنتاج التقاوي، عن طريق الشركة الوطنية للزراعات المحمية، وبالشراكة مع الدول الأوروبية، في خطوة، من شأنها، تقليل فاتورة الاستيراد من الخارج، والتي تصل لحوالى 1.3 مليار جنيه، وتُستخدَم في زراعة 400 ألف فدان، بحجم إنتاج 5 ملايين طن تقريباً، تتجاوز قيمتها 20 مليار جنيه، ومن ناحيته، أكد الدكتور محمود عطا، رئيس الإدارة المركزية للخضر والبساتين، على زراعة ما يقرب من 214 ألف فدان، من محصول البطاطس فى العروة الشتوية، وهى المساحة الأكبر إنتاجية، فضلاً عن 152 ألف فدان بالعروة الصيفية، وأقل عروة ستكون النيلية بحوالى 42 ألف فدان.
السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى
تكريم مزارعى البطاطس المتميزين
كانت الحكومة الأمريكية، ممثلة في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وإحدى الشركات، قد نظّمت احتفالية، لتكريم مزارعي قرية دالاص بمحافظة بني سويف، والذين نجحوا في إنتاج محصول عالي الجودة، وبإنتاجية كبيرة، للأصناف التصنيعية للبطاطس، في إطار مذكرة التفاهم المشتركة، لتحسين سُبل معيشة المزارعين، وزيادة دخولهم، والاستدامة في سلسلة القيمة، لمحصول البطاطس، بحضور شيري كارلين، مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر، وعمرو إبراهيم مدير فريق إحدى الشركات الزراعية.
زراعة البطاطس وتصديرها لأوربا
وقالت شيري كارلين، مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر، إن الوكالة تستهدف التوسع في نماذج، تعزيز قدرات المزارعين، علي تطبيق الممارسات الجيدة في الزراعة، وخاصة المتعلقة بالمبيدات، وفقاً للقواعد الدولية، والمعتمدة من وزارة الزراعة المصرية، وترشيد استهلاك الأسمدة والمياه، ومستلزمات الإنتاج للحصول علي أعلي إنتاجية، وأضافت مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، أن خبراء الوكالة، تابعوا تطبيق هذه المعايير، وهو ما أدى لزيادة إنتاجية البطاطس لدي المزارعين بالقرية، لتصل إلي 13 طن في المتوسط للفدان، بدلاً من 8 طن في السابق، وأشارت مدير بعثة الوكالة إلى أن الممارسات الجيدة في زراعة البطاطس، تأتي ضمن برنامج واضح، لرفع كفاءة استخدامات الموارد المائية والأراضية.
وأوضحت مدير بعثة الوكالة الأمريكية، للتنمية الدولية في مصر، أن مزارعي البطاطس، نجحوا في تقديم محصول عالي الجودة، ذى إنتاجية كبيرة، بعد أن تلقوا تدريبات تقنية، لزيادة الإنتاج وتحسين الجودة، حيث سجّل محصول البطاطس هذا العام، زيادة تصل إلى 100%، مقارنة بمعدل العام الماضي بين مزارعي القرية.
الدكتور محمد عبد السلام جبر مدير معهد بحوث البساتين بوزارة الزراعة
تحسين إنتاج وجودة البطاطس
وأشارت شيري كارلين، إلي أن هذه الممارسات، تعتمد علي تقديم الدعم الفني، من الوكالة الأمريكية للتنمية للفئات المستهدفة، في مختلف المناطق التي يستهدفها المشروع.
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد أبو الوفا، مدير برنامج الزراعة، في هيئة المعونة الامريكية، أن الشراكة مع القطاع الخاص، تساهم في زيادة دخل المزارعين بالريف المصري، من خلال إقامة الروابط الوثيقة مع السوق، وزيادة جودة الحاصلات الزراعية، ومساعدة المزارعين، على الارتقاء لمستوى المعايير الدولية، المعترف بها، فيما يتعلق بالممارسات الزراعية الجيدة.
زراعة البطاطس فى الأراضى الصحراوية الجديدة
وأضاف "أبوالوفا"، في تصريحات صحفية، علي هامش الاحتفالية، أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولي (USAID) بالتعاون مع إحدى الشركات، تعمل علي المساهمة في تحسين إنتاج وجودة البطاطس، وتطوير نماذج جديدة، تتضمن منظمات المزارعين، وأصحاب الحيازات الصغيرة، في سلسلة موردي البطاطس. موضحاً أن هذه الشراكة، تُعدّ جزء من الدعم المستمر، للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية للقطاع الزراعي في مصر، والذي يساعد المزارعين في صعيد مصر، على الاعتماد على أنفسهم، من خلال إقامة الروابط مع الأسواق المحلية والدولية، والحصول على التمويل اللازم، وزيادة الالتزام بتدابير السلامة والأمن الغذائي.
ومن جانبه، قال الدكتور وليد سلام، مدير مشروع تعزيز الأعمال الزراعية في الريف المصري، الممول من هيئة المعونة الامريكية، أن المشروع سيُقدّم الدعم الفني اللازم للمزارعين، لإنتاج التقاوي المحلية، للأصناف التصنيعية، مع تطبيق الحزمات الزراعية الجيدة، التي تؤدي إلى زيادة الإنتاج، وزيادة دخل المزارع، وتحسين أحوالهم المعيشية .