الإفتاء VS الإنترنت.. كيف تخطط «دار الإفتاء» لتنظيم فوضى «الفتاوى الديجيتال»
الإثنين، 20 يناير 2020 04:00 ممنال القاضي
فتاوى عديدة أصدرتها دار الإفتاء المصرية فى العديد من القضايا، لتوضيح حكم الإسلام فيها، إلى أن قضايا الجيل الرابع من ألعاب إلكترونية والقضايا المتعلقة بمواقع التواصل الاجتماعى وشبكات الإنترنت شغلت اهتمام دار الإفتاء، خاصة مع إرسال المواطنين الكثير من الأسئلة الخاصة بقضايا تكنولوجية، حيث تتدخل دار الإفتاء لمواجهة فوضى استخدام التكنولوجيا الحديث، وتأثيراتها السلبية على المواطنين.
خاصة أن المجتمع يشهد الآن ثورة تكنولوجية ضخمة، بالتأكيد كما أن لديها منافع كثيرة فهى أيضا لديها أضرار، وبها ممارسات تعود بكوارث على المجتمعات، وبالتالى كان دور دار الإفتاء لوقف تلك الممارسات وتوعية المواطنين بخطورتها وتحريم الإسلام لها، فى محاولة لتنظيم استخدام تلك التكنولوجيا الحديثة فيما يخدم المجتمعات.
مؤخرا أعادت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" نشر الفتوى الخاصة باستخدام شبكات الواى فاى بدون علم أصحابها، حيث أجابت عن سؤال نصه: "هل يجوز لى أن أدخل على شبكات النت اللاسلكية الموجودة بجوار منزلى بدون إذن أصحابها؟ ".
وقالت دار الإفتاء المصرية: "لا يجوز الدخول على شبكات النت اللاسلكية المشفرة بدون إذن أصحابها، ويجوز الدخول على شبكات النت اللاسلكية المفتوحة غير المشفَّرة، إذا كانت فى الأماكن العامة، كالمطارات، ومراكز التَّسوُّق، والفنادق، والمؤتمرات، وكانت خدمة مكفولة لعموم الناس.. والله سبحانه وتعالى أعلم.
وتنشر دار الإفتاء المصرية فتاوى لها بشكل دورى عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك للإجابة على أسئلة المتابعين، وكان من بينها جاء نصه: "هل الاكتساب من مشروع مقاهى الإنترنت حلال شرعًا؟".
وأكدت دار الإفتاء المصرية أن الاكتساب من مشروع مقاهى الإنترنت حلال شرعًا، وأما استخدام الإنترنت فتقع المسئولية على من يستخدمه؛ فمن يستخدمه فى أغراض نافعة فلا إثم عليه، وتابعت دار الإفتاء المصرية: "أما من يستخدمه بصورة غير شرعية فهو المسئول شرعًا عن تصرفه، ولكنه ينبغى على من يدير مقاهى الإنترنت أن يراعى الله تعالى، وأن يلتزم بالقوانين المنظمة لعمل مثل هذه المشاريع".
قبلها أصدرت دار الافتاء المصرية، بيانا رسميا حذرت فيه من انتشار لعبة تحدي مومو، مطالبين المشاركين فيها بسرعة الخروج منها، كما طالبت دار الإفتاء، مصر بضرورة تجريم هذه اللعبة، ومنعها بكل الوسائل الممكنة.
وطالبت دار الافتاء حينها، الآباء بمتابعة أولادهم، والحرص على معرفة الألعاب التى يلعبونها، مؤكدة أن لعبة مومو تحمل رسائل تشجّع الصغار إما على القيام بأعمال مؤذية للغير، أو وضع أنفسهم بمواقف خطرة أو حتى الانتحار.
وفى إطار متصل، أصدرت دار الإفتاء فتوى جاءا ردا على سؤال حول هل يجوز للزوج أو الزوجة التجسس على هواتف بعضهما، أكد الفتوى أن تجسسَ أحد الزوجين على الآخر أو تتبعَ عوراته حرامٌ شرعًا، والواجب على كلٍّ منهما رعايةُ حق الآخر وإحسانُ الظن به والتعاونُ على البر والتقوى، ومَن ثارت فى نفسه شكوكٌ تجاه الآخر فعليه مصارحتُهُ بقصد الإصلاح والنصح والتذكير بحق المعاشرة بالمعروف التي أمر اللهُ تعالى بها.
ومن بين فتاوى الجيل الرابع، كانت فتاوى الألعاب الإلكترونية وألعاب الفيدية، حيث أدت دار ألإفتاء أن الألعاب الإلكترونية وألعاب الفيديو منها النافع ومنها الضار؛ فالنافع منها مباح، والضار محرم، حيث تكون مباحة إذا كانت مناسبة للمرحلة العمرية لمن يلعب بها، وكانت نافعة تساعده في تنمية الملكات أو توسعة القدرات الذهنية، أو في أي وجهٍ من وجوه النفع المعتد بها، أو كانت للترويح عن النفس، بشرط أن لا يكون فيها قمارٌ أو محظورٌ شرعي، مع مراعاة أن يكون ذلك بتوجيهٍ وترشيد ومراقبة من ولي الأمر؛ حتى لا تعود بالسلب على الطفل نفسيًّا أو أخلاقيًّا، فيختار له من الألعاب ما يناسب طبيعته، ويفيد في بنائه وتربيته، ويكون ذلك في بعض الأوقات لا في جميعها؛ حتى لا ينشغل الطفل بها عن أداء واجباته ومتطلباته، أو يؤثِّر على صحته وعقله.
وأضافت دار الإفتاء، فى فتوتها، أن الألعاب الإلكترونية تكون محرمة إذا كانت ممنوعةً دوليًّا أو إقليميًّا لخطورتها على الأفراد أو المجتمعات، أو كانت مشتملة على المقامرة، أو المناظر الجنسية الإباحية، أو الصور العارية، أو تضمنت تهوين أمر الدماء والدعوة إلى القتل، أو خيانة الأوطان والجاسوسية، أو الاستهانة بالمقدسات، أو انتهاك حرمات الآخرين، أو نشر مفاهيم مخالفة للإسلام أو قِيَمِه، أو كانت تروج لمفاهيم سيئةٍ مفسدةٍ لنفسية الأطفال وأخلاقهم، أو تورثهم العنف والطغيان، أو تجرؤهم على العدوان.
كما أصدر مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، بيانا بشأن لعبتى "مومو" و"pubg"، تضمن 10 نصائح لأولياء الأمور لمتابعة ذويهم، مؤكدًا أنه تابع عن ما نشر عبر وسائل التواصل الاجتماعى، من ألعاب تخطف عقولَ الشباب، خاصة وكثير من أفراد المجتمع، وتجعلهم يعيشون عالمًا افتراضيًّا يعزلهم عن الواقع، وتدفعهم بعد ذلك إلى ما لا تُحمد عاقبته، ومن ذلك ما انتشر مؤخرًا من لُعبة تُدعى "مومو" وما يماثلها، وتستهدف هذه اللعبة جميع الفئات العمرية، وخاصة الشباب وتعتبر الوجه الآخر للعبة الحوت الأزرق و"pubg".
واستطرد مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، فى بيانه: "هذه اللعبة تبدو فى ظاهرها بسيطة، لكنها للأسف تستخدِم أساليبَ نفسيةً معقَّدةً تحرض على إزهاق الروح من خلال القتل، وتجتذب اللعبة محبى المغامرة وعاشقى الألعاب الإلكترونية لأنها تستغل لديهم عامل المنافسة تحت مظلة البقاء للأقوى.
ورصد قسم متابعة وسائل الإعلام بالمركز أخبارًا عن حالات قتل من مستخدمى هذه اللعبة، وقد نهانا الله سبحانه عن ارتكاب أى شيء يهدد حياتنا وسلامة أجسامنا وأجسام الآخرين فقال تعالى:"وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا" "النساء: 29"،كما قال "وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ " "الأنعام 151".