الخناق يضيق على أخوان تونس.. الأحزاب التونسية تثور على رجال حركة النهضة
الأحد، 19 يناير 2020 02:00 م
يوما تلو الآخر يضيق الخناق على حركة النهضة- إخوان تونس- فى تونس، ويتم محاصرتها من قبل القوى السياسية التونسية الوطنية، وتصاعدت حدة وتيرة معارضة حركة النهضة عقب زيارة زعيم الحركة راشد الغنوشى لتركيا ومقابلة رجب طيب أردوغان، وهى الزيارة التى دفعت البرلمان التونسى لمساءلة «الغنوشى».
وعقب أيام قليلة من مساءلة «الغنوشى» بشكل حاد تحت قبة البرلمان عن زيارته لأردوغان، وقعت أزمة كبرى فى البرلمان التونسى، حيث تم الاعتداء على مجموعة من نواب حزب الدستورى الحر، ورداً على هذه الاعتداءات، أعلنت قوى سياسية تونسية تنظيم وقفات احتجاجية ضد حركة النهضة – إخوان تونس- يرفع خلالها شعارات «لا للعنف السياسى».
وقعت حالة اعتداء لفظى وجسدى على نواب بالمعارضة التونسية الخميس الماضى، وبالتحديد ضد كتلة حزب الدستورى الحر، داخل مجلس النواب، الأمر الذى دفع النائبة التونسية عبير موسى إلى المطالبة بفتح تحقيق عاجل داخل مجلس النواب حول هذه الواقعة، كما حملت حركة النهضة – إخوان تونس – مسئولية الاعتداء كاملة.
وقفات: لا لعنف الإخوان
أعلن حزب الدستورى الحر فى بيان اليوم القيام بالإجراءات القانونية ضد واقعة الاعتداء، قائلا: «حيث على إثر الاعتداء السافر الذي قام به بعض المنتمين (لروابط حماية الثورة) المنحلة على حرمة البرلمان التونسي والعنف اللفظي والجسدي الذي طال عددا من نواب الحزب الدستوري الحر بمقر مجلس نواب الشعب، وتبعا للتفاعلات الكبيرة من قبل مختلف مكونات الشعب التونسي مع هذه الحادثة الجبانة وحملة التنديد الواسعة بالعنف والإرهاب».
وعبر الحزب الدستوري الحر عن شكره الخالص وامتنانه العميق لكل الأحزاب السياسية والنواب والكتل البرلمانية وقوى المجتمع المدني والمنظمات والشخصيات الوطنية والحقوقية والنخب التونسية والمدونين والإعلاميين والقواعد الشعبية العريضة الذين ساندوا كتلة الحزب الدستوري الحر فيما تعرضت له من ممارسات عنيفة واعتداءات لفظية وجسدية وتهديد بالتصفية ونددوا واستنكروا بكل وضوح لجوء بعض الأطراف التي لا تؤمن بالديمقراطية إلى ممارسة العنف والتهديد بالاغتيالات ضد كل من يخالفها الرأي.
واستنكر الحزب محاولة الاغتيال التي تعرضت لها النائبة مباركة عواينية أرملة شهيد الإرهاب محمد البراهمي ويسجل تضامنه وتعاطفه معها ومع أبنائها ويثمن مجهودات المؤسسة الأمنية في التصدي للإرهاب ونجاحها في إحباط هذه العملية ويشد على أياديها لمواصلة معركتها ضد هذه الآفة الخطيرة .
وأعلن الحزب تنظيم وقفة احتجاجية بساحة باردو الأسبوع المقبل ، ترفع فيها الراية التونسية فقط ويكون شعارها الوحيد «لا للعنف السياسي» ويهيب بكل مكونات المجتمع المدني والمنظمات الوطنية ونشطاء حقوق الإنسان ومختلف القوى الحية بالمجتمع للمشاركة بكثافة في هذه التظاهرة الوطنية للتعبير عن رفض الشعب التونسي للعنف والإرهاب وضرورة ترسيخ قيم السلم والديمقراطية في إطار دولة مدنية.
وتزامنت الاعتداءات على عبير موسى بعد أيام قليلة بعدما فضحت النائبة التونسية خلال جلسة الأربعاء الماضى، رئيس البرلمان الإخوانى راشد الغنوشى، على خلفية زيارته السرية إلى تركيا ولقائه بالديكتاتور العثمانى رجب طيب أردوغان، قائلة: «الجميع يتملق ويصفق ويريد أن يخدع التونسيين بديمقراطية زائفة ، ولكن للتاريخ نسجل لن يسمح لكم بالتفريط فى السيادة التونسية».
وبعد الاعتداء عليها، طالبت النائبة التونسية عبير موسى رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الدستورى الحر، بفتح تحقيق عاجل مع زعيم إخوان تونس راشد الغنوشى بعدما تم الاعتداء عليها وعلى نواب حزبها داخل مجلس النواب التونسى.
وقالت «موسى» فى كلمة تحت قبة البرلمان التونسى، ونشرتها الصفحة الرسمية للحزب (الجمعة): «تم انتهاك حرمة مجلس النواب، ونحن نحمل المسئولية لرئيس المجلس راشد الغنواشى، وعلى النيابة العمومية الحضور داخل المجلس وفتح تحقيق عاجل بعد الهجوم علينا والاعتداء». وأشارت عبير موسى رئيسة الحزب الدستورى الحرّ إلى أنّها تعرّضت للعنف الجسدى واللّفظى من قبل بعض الأطراف من روابط حماية الثورة.
طلاب تونس يعارضون الإخوان
بدوره، أعلن اتحاد طلاب تونس مشاركته فى الوقفات التى ستنظمها القوى السياسية ضد الإخوان، وقال رياض جراد، الناطق الرسمى باسم اتحاد الطلبة، إن حركة النهضة تسعى جاهدة لأخونة تونس والسيطرة على جميع المؤسسات، مشيرا إلى أن الاعتداء الذى مرره الإخوان فى البرلمان التونسى ضد نواب المعارضة هو دليل على سياسة الإخوان القمعية ضد كل الأصوات المناهضة لها في تونس، وسياسة اللجوء إلى العنف للتغطية على فشلها في الحكم.
كما انتقد المتحدث الرسمى باسم الاتحاد العام لطلبة تونس بشدة تحركات راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة – إخوان تونس - الأخيرة ، حيث وصف زيارته الأخيرة الى أردوغان بـ«المريبة، والمشبوهة».
واعتبر «جراد»، أن زيارة الغنوشي لـ«ردوغان» استقواء بالخارج بعد فشله الفاضح في تمرير الحكومة، مضيفًا: «فى ظل ما تعيشه حركة النهضة من خلافات وانشقاقات داخلها وبعد أن تعالت الأصوات المطالبة بسحب الثقة منه من رئاسة البرلمان وتنامى الاتهامات الموجهة للغنوشى بالفساد واستغلال النفوذ خاصة بعد تعيين عدد من أقربائه في مواقع حساسة على رأس الدولة التونسية».
وقال «جراد» إن الغنوشي يقود دبلوماسية «موازية» للدولة التونسية مرجحا أن زيارته الأخيرة لأردوغان مرتبطة أساسا بالوضع التونسي الداخلي وتطورات الأوضاع في ليبيا، حيث يسعى أردوغان لتوفير قاعدة إمداد لقواته في تونس بتواطؤ من الإخوان في تونس.
استقالات داخل حركة النهضة
وفى السياق ذاته، تشهد حركة النهضة استقالات تهدد التنظيم الإخوانى، إذ قدم كل من هشام العريض القيادي وعضو مجلس الشورى في حركة النهضة والقيادي الشاب زياد بومخلة استقالتيهما من الحركة الثلاثاء الماضي، ما أثار تساؤلا حول مدى تماسك الإخوان في تونس.
ونشر القياديان استقالتيهما في تغريدتين على صفحتيهما بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك». وكتب العريض على صفحته أنه قدم استقالته بعد 10 سنوات من الانضمام للحركة دون أن يكشف في نص التغريدة عن الأسباب المباشرة للاستقالة.