صواريخ إيران فشنك.. كيف كشفت ضربات طهران على القواعد الأمريكية عدم دقتها؟
الخميس، 09 يناير 2020 06:00 ممحمود علي
رغم تسويق إيران لضربتها الصاروخية على القاعدتين الأمريكيتين في العراق بإنها رد ساحق على اغتيال الولايات المتحدة الأمريكية قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني، إلا أن هذه الصورايخ بدت وكأنها «فشنك» بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدم وقوع أي أصابات في صفوف الجنود الأمريكان جراء الضربة.
وكانت قيادة العمليات العراقية أعلنت أمس سقوط 22 صاروخا 17 منها على قاعدة عين الأسد و5 على أربيل على مقرات التحالف، مؤكدة انها لم تسجل أي خسائر، كما نفى قائد عمليات الجزيرة العراقية اللواء الركن قاسم المحمدي وقوع خسائر بصفوف قواته، وهو ما يؤكد أن صواريخ طهران «فشنك».
واستخدم الحرس الثوري الإيراني، في قصف القواعد العسكرية الأمريكية في العراق صواريخ من طراز "قيام"، وأفادت وكالة تسنيم بأن الحرس الثوري أطلق عشرات الصواريخ نحو قاعدة عين الأسد الأمريكية وقاعدة أربيل والتاجي في العراق.
ويبلغ مدى صاروخ "قيام" الباليستي 800 كلم، وأزيح الستار عنه لأول مرة عام 2010 وهو اول صاروخ إيراني يعمل بدون جناح، وفقاً لوكالة تسنيم، كما يبلغ طول الصاروخ 11.5 متر وهو قادر على حمل رأس متفجر يزن نحو 635 كيلوغراما، كما يبلغ الوزن الإجمالي للصاروخ 6380 كيلو جراماً والصواريخ التي تنتجها وزارة الدفاع الإيرانية تصفها طهران بأنها تمتاز بالدقة في إصابة الأهداف ويمكن إطلاقها من منصات برية أو بحرية.
من جانبها قالت صحيفة عكاظ السعودية إن صواريخ إيران كانت «قنبلة صوتية» لا أكثر، فرغم إدعاء التليفزيون الإيراني بأن الصواريخ أسقطت 80 قتيلًا في صفوف الجنود الأمريكان كانت الحصيلة أضرار طفيفة في القاعدتين كما أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وكان مستشار قائد الحرس الثوري حميد رضا، زعم أن الصواريخ الإيرانية أصابت أهدافها بدقة، مستهدفة أهم القواعد الأمريكية في العراق، كما ادعى أن الهجوم أثبت ضعف المنظومات الدفاعية الأمريكية وهو ما استخفت به «البنتاجون» التي قالت إن قواعدها ضربت بصواريخ باليستية مطورة بطريقة غبية، مؤكدة أنها لم تصب أهدافها وسقطت في المنطقة الفارغة.
ليست المرة الأولى
وهذه ليست المرة الأولى التي لم تصب فيها الصواريخ الإيرانية أهدافها، ففي 2017 أطلقت إيران عدة صواريخ لضرب أهداف خارج أراضيها تستهدف تنظيم داعش في سوريا، ولكن هذه الصواريخ وفقًا لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، فإن الصواريخ التي أطلقت في مساء 18 يونيو سقط منها أربعة داخل الأراضي العراقية، بينما لم يصل الثلاثة الآخرون إلى وجهتهم بدقة.
وقال فرزين نديمي -المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية والدفاعية المتعلقة بإيران تعليقًا على سقوط الصواريخ الإيرانية دون تحقيق أهدافها- إنه طبقًا لمقاطع الفيديو التي بثها الحرس الثوري، وعددها خمسة، «يظهر في هذه الفيديوهات ما يبدو أنه أثر صاروخين -أو بالأحرى ما يشابه أخطاء تتعلق بالأهداف- في موقعين مختلفين في جنوب بلدة الميادين وشمالها، على بعد 45 كيلومترًا جنوب شرق دير الزور.
وتُظهر أربعة من مقاطع الفيديو التي تم تصويرها بواسطة طائرة إيرانية من دون طيار، هدفًا واحدًا فقط من زوايا مختلفة، وبمجموعتين فعليتين فقط من الصواريخ تظهران في الصورة بالإجمال، وأضاف نديمي: «لذلك، لا توجد أدلة كافية لدعم الإدعاءات الإيرانية بأنّ كافة الصواريخ وصلت إلى أهدافها المرجوّة وألحقت أضرارًا جسيمة وأوقعت عددًا كبيرًا من الضحايا».
صواريخ وكلاء إيران غير دقيقة
من جانب آخر فأن صواريخ وكلاء إيران في المنطقة وخاصة في اليمن، كالمتمردون الحوثيين غير دقيقة، ففي كل مرة تعلن فيها جماعة الحوثي المتمردة أنها أغرقت السفن البحرية التابعة للسعودية بالصواريخ يتأكد بعد ذلك أن بيناتهم كاذبة.
تقرير صادر عن مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية نشر في سبتمبر الماضي يؤكد أن الميليشيات المسلحة الحوثية حصلت بالفعل على بعض الصواريخ من إيران، لكن يبقى تأثيرها محدودا، ولا تقوى على مجابهة أو الصمود أمام إمكانات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الذي تقوده السعودية.