يلعب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بورقة تنظيم داعش الإرهابي في تنفيذ مخططاته الاستعمارية في المنطقة وتحقيق أهدافه على كافة الاتجاهات، وفي نفس ذاته التوقيت، فتارة يتحدث عن عودة مقاتلي التنظيم إلى بلدانهم وتارة تتحدث تقارير عن استغلاله لهم في ليبيا وإدارة جبهات القتال هناك، وكلاهما مؤكد.
فالرئيس التركي الذي استغل داعش في سلب ثروات العراق وسوريا النفطية مقابل السلاح، تطورت العلاقة بينه وبين التنظيم لدرجة كبيرة، درجة أنه نقلهم عبر شركاته الأمنية إلى عدد من الدول، كولاء له في الحروب الدائرة، بعد صفقات أتمتها أجهزته المخابراتية، كان أشهرها مهاجمة السجون الكردية لإخراج مقاتلي التنظيم، ومن بعدها باتت المتاجرة بهم على العلن.
وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، أدان تلك المخططات المشبوهة في وقت سابق، واعتبر مهاجمة أردوغان للسجون التركية غير مقبول، وذلك لكون التحرك قوض المهمة الدولية للقضاء على داعش في سوريا، وأدى إلى إطلاق سراح عديد من المعتقلين الخطرين في التنظيم.
في نوفمبر الماضي انكشفت مخططات أردوغان وصفقاته مع داعش، فالرئيس التركي وجه تحذيرا للدول الأوروبية بأن بلاده قد تطلق سراح سجناء تنظيم داعش وتعيدهم إلى بلدانهم، وذلك ردا على العقوبات الأوروبية على أنقرة بسبب التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط قبالة قبرص، فهو القائل: إن تركيا ستواصل إعادة مسلحي داعش الأجانب إلى بلادهم، حتى لو رفضت سلطات هذه الدول.
يوما تلو الآخر تنكشف تلك المخططات، مع إقدامه على الدخول في ليبيا وإرسال قواته إلى هناك، بهدف احتلالها ونهب ثرواتها النفطية والاقتصادية ودعم الجماعات الإرهابية هناك، فأجرى اتفاقا مشبوها مع حكومة الوفاق والتي يرأسها فائز السراج، وبناء عليه تم نقل عناصر إرهابية من سوريا إلى ليبيا، لتكرار السيناريو التخريبي السابق.
صحيفة أوك دياريو الإسبانية إن الطمع فى نهب ثروات غاز شرق البحر المتوسط هو السبب الرئيسى وراء محاولات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان غزو الأراضى الليبية، مؤكدة أن ما تحاول أنقرة الترويج له بأن تحركها يهدف لدعم ما يعرف بـ"المجلس الرئاسى" فى ليبيا، لا يعكس الحقيقة، وقالت الصحيفة فى تقريرها المنشور الثلاثاء: «الحرب الدائرة فى ليبيا حالياً سببها طموحات الرئيس التركى رجب طيب اردوغان بشأن الغاز الطبيعى فى البحر المتوسط، ومن المتوقع ان تزداد التوترات فى شرق البحر المتوسط بسبب استيراتيجية تركيا العدوانية، للسيطرة على موارد الغاز».
الأمر مؤكد، شبكة قنوات العربية السعودية، نقلت عن مصادر -لم تسمها- الأحد، ما يفيد بوصول مقاتلين من جنسيات مختلفة إلى طرابلس قادمين من سوريا، بينهم عناصر استخباراتية تركية، تمهيدا لدخول القوات المحتلة بعدها، بناء على اتفاقية أمنية بين أنقرة والسراج، تقضي بإرسال تعزيزات عسكرية خفيفة ومتوسطة- وهو المعلن- وتكفل الوفاق ماديا بضحايا تركيا، ودفع الوفاق تعويضات لمصابين أو قتلى من الجانب التركي.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال إن مقاتلين سوريين من فصائل موالية لتركيا لقى حتفه، خلال الاشتباكات الدائرة في العاصمة الليبية طرابلس، أثناء قتاله إلى جانب حكومة الوفاق، من صفوف ميليشيا السلطان مراد، أحد أبرز الفصائل التي أرسلت مقاتلين للقتال في ليبيا.
وقال المرصد في بيان، إنه يواصل المرصد السوري مواكبة عملية نقل المقاتلين التي تقوم بها تركيا من الأراضي السورية إلى داخل الأراضي الليبية، حيث رصد ارتفاع عدد المجندين الذين وصلوا إلى طرابلس نحو 1000 «مرتزق»، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1700 مجند، وسط استمرار عمليات التجنيد بشكل كبير جداً سواء في عفرين أو مناطق درع الفرات.
ورصد المرصد في 30 ديسمبر الماضي ارتفاع عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب إلى ما لا يقل عن 1600 مرتزق من مقاتلي فصائل السلطان مراد وسليمان شاه وفرقة المعتصم الموالية لتركيا، حيث جرى نقلهم من منطقة عفرين بعد تسجيل أسمائهم في الوقت الذي تتواصل عملية تسجيل الأسماء بشكل واسع.
في الوقت ذاته، قال وزير الخارجية التركى الأسبق يشار ياكيش، أن إقرار رئيس النظام التركى رجب طيب أردوغان بنقل مئات الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا يثبت أن هؤلاء المعارضين الذين كانوا يدعون أنهم حاربوا الحكومة السورية من أجل الحرية والديمقراطية باتوا الآن مرتزقة يقاتلون من أجل حفنة من الدولارات فى بلد آخر غير وطنهم الحقيقي.
ورغم تلك التقارير، حاولت أنقرة نفي التهمة عنها، فأعلنت وكالة الأنباء الرسمية الأناضول، عن كتابها «كفاح تركيا ضد داعش»، يحكي الدور التركي في مواجهة داعش كنوع من الدعاية.