ما الوطن إلا تراب عفن.. أردوغان يستعين بأفكار سيد قطب في تخريب ليبيا
الخميس، 02 يناير 2020 11:00 م
يصر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علي التعامل بفجاجة مع دولة ليبيا في ظل تصعيد مستميت من جانبه بإرسال ضباط وجنود اتراك إلي ليبيا بزعم دعم حكومة الوفاق الغير شرعية.
ويظل إصرار أردوغان على التدخل في شئون الدول بمنطقة الشرق الأوسط، وإسقاط جيوشها، وتحالفه الأبدي مع جماعة الإخوان الإرهابية موضع تساؤلات حول الأسباب الخفية وراء ذلك.
فلماذا لا يعترف أردوغان بنظام المؤسسات بدول الشرق الأوسط، محاولاً هدم أي دولة آمنة ومستقرة؟.. لنجد الإجابة في أفكار سيد قطب، التي تتلمذ عليها ودعمها ودعا لها أردوغان قبل وصوله لرئاسة تركيا بسنوات عديدة، فهو يتعامل مع ليبيا بمبدأ قطبي يقول: «ما الوطن إلا حفنة تراب عفن». إحدى مقولات سيد قطب الشهيرة.
أردوغان ظل متمسكاً بالفكر القطبي حتي عام 2002، وقت وصوله لحكم تركيا، لينحي آنذاك فكر قطب جانباً ويجمد العمل بأفكاره، حتي جاء عام 2011، والذي شهد أحداث عرفت إعلاميا بـ «ثورات الربيع العربي»، ليستدعي معها أفكار سيد قطب مجدداً، فدعم الجماعات التكفيرية المسلحة، ضد حكومة دمشق، وعلى الأخص جبهة النصرة، وتنظيم داعش.
وفي أعقاب مسرحية الإنقلاب المدبر في تركيا يوليو 2016، تعامل أردوغان بمنطق سيد قطب لتحقيق أهداف داخلية، استخدم التكفير سلاحًا لإرهاب معارضيه.
وتأكيداً على ولاء أردوغان لسيد قطب بعد التنكيل بمعارضية من رجال الجيش والشرطة والقضاء بعد تدبير حادث الإنقلاب، نظمت جامعة ماردين في أكتوبر 2016، بتعليمات من أردوغان ندوة عالمية، تحدثت عن إعدام سيد قطب ووصفته بالشهيد، وفي فبراير من العام الماضي ألقي ياسين أقطاي مستشار إردوغان محاضرة له ضمن فعاليات ندوة نظمتها تركيا بعنوان: «سيد قطب بين المحلية والعالمية» وقال فيها نصًا: «فكر سيد قطب ليس ملكا للمصريين وحدهم ، إنه ميراث عالمي وإلهامات ربانية يجب الاستفادة منه».
ويعد سيد قطب المنظر الأيديولوجي لأفكار العثمانيين الجدد الذين يقبضون على السلطة الحاكمة في تركيا منذ العام 2002 وحتى اللحظة الراهنة، بعد إعدام قطب في المعتقل العام 1966، انتقلت أفكاره سريعا إلى أوساط التيارات الإسلامية داخل العالم العربي وخارجه، وكانت حركة مللي غوروش التي أسسها نجم الدين أربكان في تركيا العام 1969، على رأس تلك التيارات، حيث ترجمت أعمال سيد قطب الداعية إلى التكفير الصريح من العربية إلى التركية، واعتبرت المرجع الأساس الذي استند إليه أربكان في تكفير المجتمع التركي، ومهاجمة الرأسمالية والاشتراكية.
واستغل أربكان تحالفه مع الجيش التركي في أعقاب انقلاب العام 1980، وقام بإذاعة الأفكار القطبية بين الفئات الأكثر تهميشا في الريف بالأناضول، وكذلك في حواشي المدن ، واعتبرت بلدية سلطان بيلي على مشارف إسطنبول المكان الذي تجسد فيه سيد قطب على أكمل ما يكون، حتى أن أربكان اعتبرها "دار هجرة"، واعتبر كل ما خارجها "دار حرب" يحل لأتباعه ما فيه.