أردوغان والسراج وتميم.. يتصدرون مشهد الأقزام فى 2019
الأحد، 29 ديسمبر 2019 10:00 ص شيريهان المنيرى
ديكتاتور تركيا «غضبان».. وخائن ليبيا «نعسان».. وأمير الإرهاب «دقدق»
عدد من المواقع والصحف على المستويين العربى والمحلى، دائما ما تُدشن استطلاعا للراى لقياس الشخصيات الأكثر تأثيرا أو الأفضل أو الأقوى على مدار العام، وأصبح هذا الأمر بمثابة العُرف يتم تقليده عاما بعد عام، لذلك رأينا أن نخرج عن هذا النهج ونُجرى استطلاعا، أو لنكون أكثر دقة ما يُشبه تحليل مضمون لأفعال وتصرفات بعض القادة والشخصيات العامة فى المنطقة لنصل لنتيجة من هو الشخص «القزم» بأفعاله ومواقفه والتى جعلت منه أضحوكة أمام العالم بسبب ما يتوالى عليه من صفعات وُجهت له من خلال سياسات ناجحة فى إطار القانون الدولى.
الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وفايز السراج وتميم بن حمد آل ثانى، تصدروا مشهد الأقزام بقوة خلال عام 2019، فقد ظل الفشل يُلاحقهم كلما حاولوا الإضرار بمصالح المنطقة وأمنها القومى، خاصة فى ملفات السودان وسوريا وليبيا، وغيرها من المحاولات البائسة فى إحداث الوقيعة بين دول التحالف العربى الأربع (مصر والسعودية والإمارات والبحرين)، هذا إلى جانب دول الغرب التى أعلنت اعتراضها على سياسات الرئيس التركى فى سوريا وليبيا، والتى يدعمه فيها الأمير القطرى على المستويين المادى والمعنوى.
فبالنسبة للسودان فقد حطم الشعب السودانى أحلام الرئيس التركى وصديقه القطرى فى السيطرة على مُقدرات وثروات السودان، أو التدخل فى شئونها للسيطرة عليها فى إطار مخططاتهما للتوغل فى المنطقة والإضرار بمصالح دول عربية أخرى، ولعل فى مقدمتها مصر.
وعلى الرغم من استمرار مساعيهما- حتى لحظتنا الحالية- من خلال دعم ومساندة عناصر الجماعات الإسلاموية والإخوانية فى السودان، إلا أن التوقعات والتقديرات السياسية جميعها تُشير إلى فشل جديد.
أيضا تتوالى الصفعات على وجه النظام التركى فى الأراضى السورية التى أثبت شعبها وجيشها وطنية عالية إلى أبعد حد، فهو مستمر فى التصدى إلى أطماع أردوغان والتى أعلن تميم عن دعمه له، وبالفعل حقق الجيش السورى الكثير من النجاحات خلال الآونة الأخيرة مُستردا سيطرته على عدد من المناطق بعد أن سقطت فى يد تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابى، والمدعوم من النظامين التركى والقطرى.
وبالنسبة للملف الليبى فأقل ما يُمكن قوله على الاتفاق بين فايز السراج وأردوغان الأخير ما هو إلا «تصرُف طفولى» لإحداث نوع من الجدل وإثارة الانتباه، وهو ما يتسق مع سياسات الرئيس التركى «و الصوت العالى» دائما، دون إحداث أى تأثير يُذكر.
وعلى الرغم من اختلاف أصل الحكاية عن هذه السطور إلا أن التشابه كبير فى الملامح والمُسميات؛ «غضبان» و«نعسان» و«دقدق» هم 3 أقزام ضمن 7 كانوا أبطالا لقصة «سنووايت» الشهيرة فى عالم الأطفال، ولاسيما الكبار أيضا من مُحبى أفلام الرسوم المُتحركة.
الرئيس التركى رجب طيب أردوغان دائما ما يظهر فى أحاديثه وخطاباته بملامح حادة متضجرا لا يقبل التفاهم؛ فهو «غاضب والسلام»، وإذا حاولت أن تفهم ما السبب وراء «زمجرته»؛ فمن المؤكد لن تصل إلى شئ فلا كلام أو سبب منطقي. لذلك تبدو ملامحه كالقزم غضبان “Grumpy” والذى دائما ما كان يظهر أثناء أحداث الفيلم وهو غاضب لا يقبل الحديث مع أحد، الأمر الذى لا تجد له تفسيرا فى علم النفس سوى أنه شخص يُحاول أن يظهر بملامح حادة لرسم صورة هُلامية حوله بأنه الرجل القوى الذى لا يُقهر ولا يُمكن لأحد أن يؤثر أو يُسيطر عليه، على الرغم أنه فى حقيقة الأمر شخص ضعيف تؤثر فيه أقل المواقف والكلمات وتتكرر إخفاقاته.
ويُحاول «أردوغان» على مدار السنوات الماضية تحقيق حلم الخلافة الإسلامية والسيطرة على المنطقة العربية من خلال مخططات دائما ما تُحقق الفشل، يدعمه فيها عدد من الحلفاء «الأقزام» ممن يسهُل السيطرة عليهم وتوجيههم بالنسبة له، فبعضهم يبدو لا يدرى ما يفعل كالـ«نعسان» الذى يستيقظ بعد الانتهاء من المناقشات والأحداث دون أن يعى ماهيتها، فيضطر إلى الموافقة أو التأييد دون تركيز فيما يفعل، ما يُظهره فى شكل مُحرج.
وتتشابه ملامح «نعسان» إلى حد كبير مع رئيس حكومة فايز السراج (اللاشرعية)، وإلى جانبها تأتى مواقفه وتصرفاته الأخيرة لتجعله كالنعسان “Sleepy” الذى لا يُدرك مغبة أفعاله وانتهاكاته للقوانين الدولية؛ فقد أبرم اتفاقية «لا شرعية» مع أنقرة تقضى بالتعاون الأمنى والعسكرى فى البحر المتوسط على الحدود الليبية.
ويبدو أن «نعسان» نسى أن هذا الاتفاق يُعد باطلا طبقا لاتفاق الصخيرات الموقع فى ديسمبر من عام 2015، والذى بموجبه انتهت ولاية حكومة الوفاق «السراج» حيث أقرها الاتفاق لمدة عام واحد.
فى خّضم هذه الأحداث تأتى مواقف نظام الأمير القطرى، تميم بن حمد آل ثانى لتجعل منه شخصية تابعة لا قرار له ولا موقف؛ فهو مجرد «صدى صوت» لقرارات ومواقف الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، فقد اقتصر دوره خلال الأشهر الماضية على التصديق عليها، وإعلان موافقته وحكومته على سياسات تركيا سواء فى ليبيا أو سوريا وغيرها من الملفات المتأزمة التى تشهدها المنطقة العربية خلال السنوات الأخيرة، بسبب تكرار تدخلات أنقرة والدوحة بمساندة عناصر جماعة الإخوان الإرهابية والنظام الإيرانى لتحقيق أطماعهم التوسعية.
وهنا تُذكر مواقف تميم وسياساته مؤخرا بشخصية «دقدق» أو «بليد»، “Dopey”، وهو القزم الأصغر فى ظل أحداث الفيلم الكارتونى الشهير، بمظهر الشخص الأبله والتابع، فهو صغير لا يُدرك شيئا ويسير فقط فى سرب الأقزام مُقلدا تصرفاتهم ومنفذا لأوامرهم، وحين يُحاول الانحراف عن هذا السرب والظهور بشكل الودود «المحبوب»، تتضح بلاهته أكثر فأكثر.