«الجزائر وتونس وليبيا».. أردوغان يستقطب المغرب العربي للسيطرة على شرق المتوسط
السبت، 28 ديسمبر 2019 05:00 ص
تدخل رجب طيب أردوغان الرئيس التركي، تدخلا سافرا، في الشرق الأوسط، ليدخل في عدائات جديدة خلال العامين الماضيين، منهم اعتدائيين عسكريين على سوريا والعراق، الأمر الذي أغضب العالم العربي أجمع، إضافة لرغبته في السيطرة على شرق البحر المتوسط، بعد الاكتشافات الجديدة للغاز، لذا خالف القوانين الدولية وقام بتوقيع اتفاقية ترسيم حدود مع ليبيا، في تجاهل تام لجزيرة كريت اليونانية.
ويسعى أردوغان لفتح أبواب أنقرة، أمام المغرب العربي، في حرب السباق والسيطرة على ضفاف المتوسط الجنوبية، فبعد أن أبرم اتفاقيتين أمنية وبحرية مع حكومة السراج، المحسوبة على الإخوان المسلمين، بدءا من التقرب من تونس، وأجرى زيارة الخميس بصحبة وزير خارجيته ودفاعه، الأمر الذى أغضب الشعب التونسي.
وجاء الدور على الجزائر، ليستغل أزماتها الاقتصادية والاجتماعية، في محاولة لاستقطاب شبابها ليكونوا أبواقا عثمانية في بلادهم، فقام أردوغان بإصدار قرار بموجب المادة 18 من قانون "الأجانب والحماية الدولية" يقضي بإعفاء مواطني دولة الجزائر الذين هم دون الـ 15 عاما وفوق الـ 65 عاماً، من حملة جوازات السفر العادية، من تأشيرة الدخول المسبقة لدخول تركيا، والإقامة فيها، كما أنه سيكون بإمكان الفئة المذكورة من المواطنين الجزائريين الإقامة في تركيا لأغراض سياحية لمدة أقصاها 90 يوما خلال ستة أشهر.
وبهذه الخطوة يسعى أردوغان لاستقطاب فئة الشباب، كمرحلة أولية لفتح الأبواب الجزائرية أمام التواجد التركي في المغرب العربي، وتأتي هذه الخطوة بعد رغبته في السيطرة على المغرب العربي، خاصة وأنه بذلك القرار قد ألغي القيود التركية التي فرضت سبتمبر الماضي، على الجزائرين الراغبين بالسفر إليها، دون أن تعلم السلطات الجزائرية، ما أثار غضباً سياسياً لدى السلطات الجزائرية حينها، حيث قال حينها وزير الشؤون الخارجية الجزائري "صبري بوقادوم"، إن تركيا فرضت شروطا جديدة لمنح تأشيرة الدخول للجزائريين، من دون أي إنذار مسبق، ولم يتم إبلاغ الجزائر بالموضوع.
وحين رفضت الجزائر في سبتمبر الماضي القرار التركي، حيث قال وزير الشؤون الخارجية الجزائري "صبري بوقادوم"، إن بلاده لن تسكت وستلجأ إلى المعاملة بالمثل في المستقبل القريب، وقال: "بصريح العبارة " ليس لدينا ما نخسره من وراء اعتماد السلطات التركية، لإجراءات منح التأشيرة للجزائريين"، جاء القرار الأردوغاني بعدها بثلاثة أشهر ليغير الدفة لاستقطاب الجزائر في صفه.
وتأتي التحركات التركية في وقت يرى فيه أردوغان أنه مناسبا جدا لتمديد النفوذ التركي، خاصة بعد 2011، حيث شهدت بلدان العالم العربي ثورات شعبية، وتعتبر من أكثر الأجواء الملائمة للتوسع التركي في المغرب العربي، خاصة مع ركوب أنقرة موجة صعود الإسلاميين في بعض البلدان إلى سدة الحكم، ويقول مركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية، أن تركيا تستغل مرحلة الصراع والانقسام التي تشهدها ليبيا حالياً كأكثر فرصة مناسبة لبدء تنفيذ مخطط قديم تم احياؤه عقب ثورات الربيع العربي.
ومركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية، يرى مخطط توسيع النفوذ التركي في العالم العربي من خلال بوابة المغرب العربي، ويقتضي نجاح المخطط التركي الهادف لزعامة إسطنبول للعالم العربي والإسلامي على المدى المتوسط، بدء تطبيق وصاية ناعمة على بعض البلدان باستغلال حالة التفكك وزيادة ترهل العمل العربي المشترك.