مخاض لبنان بعد أكثر من شهرين مظاهرات.. كواليس اختيار"دياب" رئيسا للحكومة
الجمعة، 20 ديسمبر 2019 10:00 ص
كلف الرئيس اللبناني، ميشال عون، وزير التعليم الأسبق الدكتور حسان دياب بتشكيل الحكومة المقبلة، وذلك بعد اندلاع مظاهرات حاشدة في لبنان منذ منتصف أكتوبر الماضي.
ويأتي ترشيح دياب بعدما أعلن حزب الله والحلفاء التقليديون له، دعمهم له، وفي المقابل، أعلنت الكتلتان النيابيتان للحزب التقدمي الاشتراكي الممثل السياسي الأوسع للطائفة الدرزية وحزب الكتائب اللبنانية، تسمية القاضي الحالي بمحكمة العدل الدولية الدكتور نواف سلام لمنصب رئيس الحكومة، بوصفه شخصية مستقلة تتمتع بالجدارة والاستقلالية اللازمة لتولي المنصب.
وجاءت الترشيحات، بعد مخاض عسير، يأمل اللبنانيون والمجتمع الدولي أن يكون اتفاق الفرقاء السياسيين في لبنان على تسمية رئيس حكومة جديد، قادراً على التوفيق بين الجماهير وبين الطبقة السياسية، وأن الالتزامات السياسية اللبنانية قد تتحقق فعلاً، فلم تهدأ القاعات والأروقة السياسية اللبنانية ، حتى تم الاتفاق على شخصية وزير التربية السابق "حسان دياب"، كرئيس للحكومة اللبنانية، بأكثرية برلمانية، وذلك بعد تأجيل موعد المشاورات الاثنين الماضي.
والأكثرية النيابية المؤلفة من التيار الوطني الحر، وحزب الله، وحركة أمل، واللقاء التشاوري -سُنة 8 آذار-، توافقت على المشاركة ككتل كاملة والحضور في الاستشارات النيابية المقررة اليوم في القصر الجمهوري في بعبدا، على أن تسمي الوزير السابق "حسان دياب" لتكليفه رئاسة الحكومة الجديدة وتأليفها، بحسب صحف لبنانية أشارت أيضا إلى أن المعطيات تشير إلى امتناع الكتل الأخرى عن تسمية "دياب" كرئيس للحكومة، و أوضحت الصحيفة، أنه إذا لم تحصل مفاجآت صباحية، فإن دياب سيكلف بتشكيل الحكومة بأكثرية ربما ستصل إلى نحو 70 نائبا.
من جهتها نفت مصادر من تكتل "8 آذار"، أن يكون خيار تسمية "دياب" هو حصراً لإحباط تسمية "نواف سلام"، ومنح رئيس حكومة تصريف الأعمال "سعد الحريري" فرصة إضافية للإفلات من الضغوط الأمريكية والقبول بحكومة شراكة، مؤكدة أن خيار "دياب" جدي، وهدفه "لملمة الأمور في البلد"، وجاء ذلك بعد أن أعلن سعد الحريرى، رئيس الحكومة المؤقت أنه لن يكون مرشحا لتشكيل الحكومة المقبلة.
وقد وصل إلى بيروت مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية "ديفيد هيل"، في مهمة استثنائية، موفداً من وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" للاطلاع على الأوضاع الناشئة في لبنان منذ اندلاع الاحتجاجات والتغييرات التي أحدثتها في المعادلة السياسية.
وجاء ترشيح "دياب"، بعد أن جدد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية "سعد الحريري" إصراره على عدم الترشح لرئاسة حكومة جديدة في لبنان، مجدداً المطالبة بعدم تأجيل الاستشارات النيابية الخاصة باختيار الرئيس الجديد، مشيرا إلى أن كتلة تيار المستقبل النيابية، ستجتمع، لحسم المرشح، الذي ستدعمه خلال جلسة مجلس النواب القادمة، قائلا: "لما تبين لي أنه رغم التزامي القاطع بتشكيل حكومة اختصاصيين، فإن المواقف التي ظهرت في الأيام القليلة الماضية من مسألة تسميتي هي مواقف غير قابلة للتبديل، فإنني أعلن أنني لن أكون مرشحاً لتشكيل الحكومة المقبلة".
وقد يتحول سعد الحريرى إلى معسر المعارضة بعد خروجه من الحكومة، بحسب ما كشفت وزيرة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية "ريا الحسن" المقربة من تيار المستقبل، مؤكدة أن الكتلة النيابية للتيار، الذي يمثل الغالبية السنية في البرلمان اللبناني؛ لم تحدد حتى الآن هوية المرشح الذي ستدعمه.