لتوفير 1,3 مليار جنيه..
البرنامج الوطني لإنتاج تقاوي الخضر يدخل التاريخ.. والبداية بإنتاج البطاطس
الأحد، 15 ديسمبر 2019 02:00 م
تُمثّل قضيّة إنتاج التقاوى، قمّة التحدى للزراعة المصرية، وخاصة في إنتاج تقاوى الخضروات، حيث بدأت مصر برنامجاً وطنياً لإنتاج تقاوى الخضر، عن طريق الشركة الوطنية للزراعات المحمية، وبالشراكة مع الدول الأوروبية، للحدّ من ضغوط فاتورة الاستيراد الضخمة، التي تتجاوز الـ 1,3 مليار دولار سنوياً، وتزرع مصر سنويّاً حوالى 400 ألف فدان من البطاطس فقط، تُعطى إنتاجية تُقدّر بحوالى 5 ملايين طن تقريباً، تتجاوز قيمتها الـ 20 مليار جنيه، يتم توجيه كميات كبيرة، من المحصول للسوق المحلى، كما تجد كميات أخرى سبيلها إلى التصدير للخارج، وحجمها يتخطى 800 ألف طن سنوياً، للحصول على العُملة الصعبة، وقد تراوحت أسعار تقاوى البطاطس المستوردة، للموسم الزراعى الحالى، ما بين 17 ألف جنيه، وحتى 20 ألف جنيه للطن الواحد، حيث سجل سعر طن "سبوتنا" من 17 ألف إلى 17 ألف و 500 جنيه، وكارا فرنساوى 20 ألف جنيه، ويحتاج الفدان إلى ما بين 780 كجم وحتى 2 طن، تقاوى فى الموسم الواحد.
زراعة وجمع وفحص البطاطس لتصديرها
كميات استيراد تقاوى البطاطس
الأرقام والإحصائيات، تؤكد أن تقاوى البطاطس أحد أهم مستلزمات الإنتاج، ومن الضرورى توفير التقاوى بأسعار مناسبة للمزارعين، حتى لا يعزف الفلاح عن زراعتها، وتقوم الدولة باستيراد كميات كبيرة من التقاوى، تتراوح ما بين 120 إلى 150 ألف طن بطاطس، قيمتها تزيد عن 1,2 مليار جنيه، ويتم الاستيراد من دول الاتحاد الأوروبي، كما أنه يستلزم اتخاذ إجراءات فعلية على المستوى الوطني، ويساهم محصول البطاطس في الناتج القومي الزراعي، بأكثر من 5%، وتستوعب زراعة المحصول أكثر من 20 مليون "يومية عمل"، وأكثر من مليون فرصة عمل دائمة، ويضخ عملة صعبة بأكثر من 500 مليون دولار، وبما يعادل 18% من حجم الصادرات، ونظراً لأن التقاوي التي نستوردها من الخارج، من الجيل السابع، تكون في العادة مُحمّلة بالعديد من الأمراض، ويكون لها طُرق زراعة ومكافحة معينة، فقد قطعت مصر شوطاً كبيراً في إنتاج تقاوى البطاطس محليّاً، لكن التقاوي التي سيتم إنتاجها من الجيل الثالث خالية من الأمراض، وذات جودة عالية، وتعطي إنتاجية أعلى من التقاوي، التي يتم استيرادها.
توفير تقاوى البطاطس للزراعة
باكورة إنتاج تقاوي البطاطس
كان وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، قد شهد باكورة إنتاج تقاوي البطاطس، وأشاد بجهود الباحثين في البرنامج الوطني لإنتاج تقاوي الخضر، خلال افتتاحه ورشة عمل" تطبيقات التكنولوجيا الحيوية حلول للتحديات الزراعية"، والتي نظّمها معهد بحوث الهندسة الوراثية الزراعية، وقال وزير الزراعة:"إننا نواجه تحديات كبيرة، سواء في الزيادة السكانية المُطردة ليس في مصر فقط، بل على مستوى كل الدول، حيث من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم 9 مليار نسمة عام 2050، وأيضا هناك تحديات تتمثل في محدودية المياه والرقعة الزراعية، وأيضا التغيرات المناخية، وانتشار الأمراض، التي تصيب الإنتاج الزراعي والحيواني، وتنتقل بسهولة في العصر الحديث، كل هذا يجعل من التكنولوجيا الحيوية، تخصص لا غنى عنه في مجال الزراعة، لأنها تستطيع حل كثير من المشاكل، ومواجهة التحديات .
تقاوى البطاطس
وأضاف الوزير، أن الظروف الحالية، تتطلب حلولاً غير تقليدية من الباحثين، في مراكز البحوث والجامعات المصرية، والعمل معاً من خلال فرق مشتركة لإيجاد حلول للمشكلات، التي يواجهها المُزارِع والمُنتِج والمُستهلِك، من خلال إنتاج أصناف جديدة، عالية الجودة والإنتاجية ومقاومة للأمراض والظروف المناخية ، وقال وزير الزراعة، أنه يجب الانطلاق من استراتيجية التنمية الزراعية، ورؤية الدولة للتنمية المستدامة لعام 2030، وأضاف إننا بدأنا برنامجاً وطنيّاً لإنتاج تقاوي الخضر، وقد شهدنا باكورة إنتاج تقاوي البطاط، وحول البنية التشريعية المطلوبة لتحقيق أقصى استفادة من الأبحاث القابلة للتطبيق، قال وزير الزراعة، إن مصر انضمت مؤخراً للاتفاقية الدولية"اليوبوف "، والتي تهدف لحماية حقوق الملكية الفكرية للأصناف الجديدة، ذات الإنتاجية العالية والمواصفات الجيدة، وأن الانضمام لهذه الاتفاقية، له فوائد كثيرة، ومن ضمنها، أنها تمنح مصر فرصة كبيرة للاستثمار، في مجال إنتاج التقاوي، واستغلال جميع إمكانياتها، في بناء صناعة كبيرة لإنتاج التقاوي، تقلل من الاستيراد وتوفير العملة الأجنبية ، كما تسمح بتصدير الأصناف الجديدة للخارج، وبالتالي تصبح مصر سوقاً لإنتاج وتصدير التقاوي، مع حفظ حقوق ملكتها الفكرية، كما أن قانون الأمان الحيوي، الذي يسمح باستخدام المنتجات المهندسة وراثياً، سوف يصدر قريباً من البرلمان، وقد وجه الوزير الشكر لوزارة الإنتاج الحربي، والشركات التابعة لها، على التعاون المثمر مع وزارة الزراعة.
زراعة وتقليع البطاطس
استراتيجية التنمية المستدامة لعام 2030
وقال الدكتور محمد سليمان، رئيس مركز البحوث الزراعية، إن "استراتيجية التنمية المستدامة لعام 2030"، تهدف إلى دعم البحوث في مجال الهندسة الوراثية، وإجراء البحوث الأساسية، بهدف إيجاد حلول لبعض مشاكل الزراعة المصرية، لرفع كفاءة المُنتَج عن طريق إنتاج هُجن وسلالات ذات إنتاجية عالية، وفي نفس الوقت مقاومة للآفات والأمراض والظروف البيئية غير الملائمة، لخفض حجم استيراد التقاوي، مع توفير العُملة الصعبة لفتح مجال التصدير للخارج، ولذلك تُعتبر التكنولوجيا الحيوية الحديثة، من أهم المحاور التي تهتم بها وزارة الزراعة ومركزالبحوث الزراعية، لما لها من مردودٍ إيجابي، في النهوض بجميع قطاعات الزراعة المصرية، واضاف سليمان: أن معهد بحوث الهندسة الوراثية الزراعية والبيوتكنولوجي، التابع لمركز البحوث الزراعية، متخصص في مجال التقنيات الحيوية، ويَسهُم بدورٍ هام في نقل التكنولوجيا الحيوية، من معامل الدول الصناعية المتقدمة، إلى معاملنا المصرية، وتطويع هذه التقنيات الحديثة، بما يتلائم والاحتياجات في مجال التنمية الزراعية، ويعمل المعهد في هذا الإطار مهتماً بالبحوث التطبيقية والتدريب، على كل ما هو حديث، لبناء القدرات البشرية، التي تسهم في رفع كفاءة المنتج الزراعي، ومن ناحيته، قال الدكتور عماد أنيس، مدير معهد بحوث الهندسة الوراثية الزراعية، أن المعهد يهدف إلى نقل التكنولوجيا الحديثة وتطويعها محلياً، كما يتبنى إعداد الكوادر الفنية، من خلال الدورات التدريبية المستمرة، وأيضا محاولة حل المشاكل والتحديات، التى تعترض التنمية الزراعية فى مصر، وبما يتوافق مع رؤية الدولة المصرية، للتنمية المستدامة والتطوير المستمر فى الانتاجية الزراعية.
زراعة البطاطس