نستوردها من الخارج..
في أزمة تقاوى البطاطس.. ابحث عن جشع الكِبار والصِغار
الأحد، 08 ديسمبر 2019 09:00 ص
تُعدّ زراعة البطاطس، من أهم المحاصيل البستانية والتصديرية في مصر، وتحتلّ المرتبة الثانية، بعد زراعة وتصدير الموالح، وتساهم بدور كبير، في دعم ميزان المدفوعات المصرى، من خلال دورها المتنامى في قائمة الصادرات الزراعية، لدول الاتحاد الأوربي وروسيا والدول العربية، وتوفير العُملة الصعبة، وقبل ذلك، تساهم في توفير احتياجات الأسواق المحلية، كعنصر هام في ضمانة الأمن الغذائي، لأكثر من 100 مليون نسمة، إلى جانب اعتبار البطاطس، من المحاصيل التي يُقبل الفلاحون والمُزارعون، على زراعتها في مُختلف محافظات الجمهورية، بالوجهين القبلى والبحرى ومصر الوسطى، حسب اختلاف العُروات، مابين شتوية ونيلية و صيفية، وتُمثّل البطاطس مصدر دخل هام للمزارعين.
الدكتور سميح إبراهيم
مساحة زراعة وإنتاجية البطاطس سنويّاً
تشير الأرقام والإحصائيات، الخاصة بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، إلى أن مساحة زراعة البطاطس، حسب تصريحات صحفية، للمهندس محمود عطا، رئيس الإدارة المركزية لمحاصيل الخضر والبساتين، تبلغ ما يقرب من 214 ألف فدان للعروة الشتوية، وهى المساحة الأكبر إنتاجية، فضلاً عن 152 ألف فدان بالعروة الصيفية، وأقل عروة ستكون النيلية، بحوالى 42 ألف فدان، وهو ما يؤكد أن المساحة على وجه العموم، تتجاوز 400 ألف فدان سنويّاً، كما كشف تقرير، للإدارة المركزية للحجر الزراعى، بوزارة الزراعة، عن ارتفاع صادرات مصر من البطاطس، إلى ما يقرب من 440 ألف طن، تنطبق عليها جميع الاشتراطات الحجرية، وجارى الشحن والتصدير، وقال الدكتور أحمد العطار، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعى، في تصريحات صحفية، إن إجمالى صادرات البطاطس، وصلت إلى 440 ألف طن، منذ بدء التصدير وحتى الآن، ويجرى حالياً الشحن لجميع المنتجات الزراعية، المُصدّرة لجميع دول العالم، مؤكداً أن جميع الشُحنات المُصدّرة من بطاطس المائدة إلى الاتحاد الأوروبى، وفقاً للمعايير الدولية لجودة الصادرات، وأوضح "العطار"، أن هناك إجراءات مشددة، على جميع صادرات الخضر والفاكهة، وتطبيق نظم التتبع للمنتجات التصديرية، خلال مراحل الزراعة والإنتاج والتعبئة والتصدير، التى تُعدّ أحد أدوات نجاح السياسة التصديرية لمصر، كإجراءات تأكيدية دورية لضمان المواصفات العالمية، حِفاظاً على سمعة الصادرات الزراعية المصرية، بمشاركة جميع الجهات ذات الصلة.
زراعة والعناية بالبطاطس
تصدير البطاطس على القِمّة
وكانت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، قد أكدت على ارتفاع حجم الصادرات الزراعية المصرية، إلى أكثر من 4.8 مليون طن حتى الآن، وأكدت الوزارة أن الصادرات بلغت 4 ملايين و895 ألفاً و604 طناً من المنتجات الزراعية، بزيادة 173 ألفاً و557 طنًّاً على نفس الفترة والمدة من العام الماضي، وضمّت قائمة أهم الصادرات الزراعية، عن هذه الفترة الموالح و البطاطس و البصل و العنب والرمان و الثوم و المانجو و الفراولة و الفاصوليا و الجوافة و الخيار و الفلفل و الباذنجان، وكان وزير الزراعة قد تلقّى التقرير الأسبوعي، حول الصادرات الزراعية من الدكتور أحمد العطار، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي، حول إجمالي الصادرات خلال الفترة من الأول من يناير 2019 وحتى 6 نوفمبر الماضى، ، وأضاف الوزير أن إجمالي الصادرات الزراعية من الموالح، بلغت مليوناً و760 ألفاً و841 طنًّاً، بالإضافة إلى تصدير 687 ألفاً و842 طن بطاطس، لتحتل المركز الثاني، في الصادرات الزراعية بعد الموالح.
تصدير البطاطس
أزمة تقاوى البطاطس وتبادل الاتهامات
من ناحية أخرى، قال مصدر مسئول، في لجنة التقاوي بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، إن قِلّة الكميات الواردة من تقاوي البطاطس، المُستورَدة لمصر حتى الآن، هي السبب وراء تلاعب الموزعين الصغار، الذين حجزوا كميات كبيرة لدى المستوردين الكبار مبكراً، وقال المصدر، إن لجنة التقاوي، كانت قد أجازت استيراد 189 ألف طن، بحيث تكفي لزراعة حوالى 300 ألف فدان لهذه العروة، التي بدأت زراعتها، اعتباراً من الأسبوع الأخير من نوفمبر الماضى، وحتى منتصف ديسمبر الحالي، وأضاف المسئول، أن الكمية التي وصلت إلى مصر، بلغت حتى الآن 60 ألف طن فقط، لم يحتكرها كبار المستوردين، حيث تم بيعها للموزعين الفرعيين، الذين قاموا ببيعها وفقاً للعرض والطلب، وأشار المسئول الزراعى، إلى أن المساحة المتوقع زراعتها بالبطاطس في هذه العروة، تبلغ حوالى 250 ألف فدان، وعلى الجانب الآخر، قال عدد من مزارعي البحيرة والشرقية والدقهلية والمنيا، إن أسعار تقاوي البطاطس، قد فاجأتهم هذا الموسم بضربة شديدة، حيث دفعتهم للتراجع عن زراعتها، ليعيدوا تجهيز الأرض وزراعتها بالقمح، وأضاف المزارعون، أنهم اشتروا تقاوي البطاطس صنف "سيلاني" من التوفيقية، بسعر 2500 جنيه للشيكارة وزن 50 كجم، وهو مايصل بالطن منها إلى 50 ألف جنيه، وأكدوا أن صنف "كارا"، قفز سعره إلى 40 ألف جنيه للطن، مقابل 30 ألف جنيه لصنف "سبونتا"، ومن جهته.
إعداد البطاطس للتصدير
جشع صغار التجار
قال المهندس محمود العناني، رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات الزراعية، إن كبار المستوردين أبرياء من تهمة الجشع، مؤكداً أنهم باعوا التقاوي التي وصلت مخازنهم فعلاً، بأسعار حققت هامش ربح معقول، وأكد "العناني"، أن صنف "سبونتا" لم يتجاوز سعره 17 ألف و 500 جنيه، وأوضح أن تعرض الدول المنتجة للتقاوي في أوروبا لمناخ غير اتسم بالسوء، تسبب في نقص الإنتاج، وهو ما أحدث ربكة شديدة، في حسابات المصدرين والمستوردين وكبار المزارعين، أما الدكتور سميح إبراهيم، رئيس مجلس إدارة اتحاد منتجي ومصدري الحاصلات البستانية، التابع لوزارة الزراعة، فقال إن قِلّة الواصل من كميات التقاوي المطلوبة حتى الآن، وراء جشع صغار التجار، الذين استغلوا حاجة المزارعين، وتابع الدكتور سميح، أن الاتحاد تمكن هذا العام من حجز 13 ألف و 500 طن تقاوي فقط، تم اعتماد 9 آلاف طن منها فقط من لجان الاتحاد، وفقاً لمعايير الجودة ومواصفات الحجر الزراعي المصري، كما أنه لم يصل منها حتى الآن سوى 6500 طن فقط، وقد تم توزيعها بسعر 18 ألف و 200 جنيه للمزارعين، وأضاف رئيس اتحاد المصدرين، في تصريحات صحفية، إنه كان قد فتح باب الحجز في 15 يوليو، ثم مدد فترة الحجز مرتين، حتى منتصف سبتمبر وأول أكتوبر، مفيداً أن معظم عملائه من صغار المزارعين في جميع مناطق ومحافظات زراعة البطاطس، وعبر الدكتور سميح إبراهيم، عن استيائه من جشع صغار التجار، الذين يستثمرون أزمة نقص التقاوي، فيرفعون الأسعار، في ظل غياب تشريع، يُلزمهم بتحديد هامش الربح، لافتاً إلى أن تقاوي السيلاني، بلغ سعرها 53 ألف جنيه، في مثل هذا الوقت من العام الماضي.
زراعة وجمع البطاطس
زراعة وإنتاجية البطاطس