بعد انقلاب الميليشيات.. كيف آل مصير الأسر والأطفال بعد 5 سنوات حرب في اليمن؟
الجمعة، 06 ديسمبر 2019 10:00 ص
فجرت قضية مقتل 5 أطفال يمنيين، في مدينة الحديدة، جراء انفجار لغم أرضي زرعته ميليشيات الحوثي الانقلابية في وقت سابق، أزمة وضع الأطفال والأسر داخل الأراضي اليمنية التي حولتها الميليشيات لساحة حرب يدفع ثمنها المدنيين.
لم تكن واقعة مقتل الخمسة أطفال أمس، هي الأولي هذا الأسبوع، فقد أصيب طفلين آخرين في مديرية التحيتا في الحديدة، برصاص قناصة تابعين للميليشيات، في وقت ذكرت فيه تقارير دولية أنه يوجد 2 مليون طفل دون سن الخمس سنوات يعانون من الجوع المفرط، بالتزامن مع انتشار أنواع عديدة من الأمراض المعدية، وعلى رأسها الكوليرا وحمى الضنك، بالإضافة إلى الحصبة، ليذكر ذلك بتصريح وزير حقوق الإنسان اليمني، محمد عسكر الذى قال فيه إن جماعة أنصار الله الحوثي جندت أكثر من 30 ألف طفل منذ اندلاع الحرب.
على صعيد أخر، اتهمت منظمات إغاثية يمنية، عناصر الحوثي بسرقة المساعدات الإنسانية، خاصة مع ممارستها سياسة الابتزاز بحق المنظمات العاملة في مجال الإغاثة، وفرضها نسب مئوية كحصة مالية عائدة لها، على كل مشروع يتم تنفيذه في مناطق سيطرتها، حيث نقلت صحف يمنية عن مصادر من داخل المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن، أن الميليشيات وخلال السنوات الأخيرة باتت تفرض ضرائب علة عمل لجان الإغاثة
وتفرض الميليشيات الحوثية قواعدها على منظمات الإغاثة، مما دفع الكثير منها إلى نقل مقارها ومجال نشاطها إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، فلم يقصر فقط على الاستغلال ونهب الاموال والمواد الإغاثية، وإنما تعدت ذلك لمحاول التحكم والسيطرة بطرق ومسارات توزيع المساعدات، لافتةً إلى أن الميليشيا تمنع موظفي الإغاثة في مناطق سيطرتها من إجراء أي مسح ميداني لأي منطقة واختيار المستفيدين فيها.
وتوجد 40% من الأسر اليمنية، تعيش تحت الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية اليومية، خاصةً مع ارتفاع معدلات الفقر، بحسب تقرير لبرنامج الأغذية العالمي، مؤكدا أن ثلث الأسر اليمنية تعاني من عدم القدر على تأمين كفايتها من الأغذية، خاصة وأن الأسعار خلال السنوات الخمسة التي رافقت انقلاب ميليشيات الحوثي، قد ارتفعت بنسبة وصلت إلى 400 %، ما أدى إلى ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل عام.
إضافة إلى ذلك 20 مليون يمني باتوا بحاجة مساعدات غذائية وإنسانية عاجلة، بحسب التقرير الذى أكد أن 16 مليون شخص يعانون من انعدام أمن غذائي حاد، ومن بين النسب المذكورة يوجد 2 مليون طفل دون سن الخمس سنوات يعانون من الجوع المفرط، بالتزامن مع انتشار أنواع عديدة من الأمراض المعدية، وعلى رأسها الكوليرا وحمى الضنك، بالإضافة إلى الحصبة.
وجاءت هذه النسب الكارثية بعد 5 أعوام من الحرب الأهلية التي بدأها الحوثيون بانقلابهم على السلطة الشرعية، عام 2014، وجندت خلالها 30 ألف طفل للقتال في صفوفها، كما زجت بهؤلاء الأطفال إلى خطوط المواجهات والنقاط العسكرية داخل المحافظات التي تسيطر عليها، كما تمنعهم من الذهاب إلى مدارسهم، وتأخذهم إلى جبهات القتال من دون تدريب وتأهيل، وهو ما يعد قنبلة موقتة ستنفجرقريبا.