السعودية تفتح ذراعيها للسلام في اليمن.. هل يحدث اتفاق مع الحوثيين؟
الخميس، 28 نوفمبر 2019 02:00 ص
لا يمر يوم إلا وترتكب فيه الميليشيات الحوثية فى اليمن كارثة إنسانية ضد الشعب اليمني، مواصلة خرقها لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة؛ فمنذ محاولتهم السيطرة الكاملة على اليمن، ارتكب الحوثيون أفظع الجرائم البشرية فى حق الشعب.
في بادرة جديدة، لإنهاء الحرب التي قاربت 5 سنوات بين الحكومة الشرعية في اليمن بدعم من التحالف العربي من جهة، والميليشيات الحوثية من جهة أخرى؛ فتحت السعودية ذراعيها بالسلام لتبدأ صفحة جديدة قد تنهي هذه الحرب، وذلك بعدما أعلن التحالف العربي بقيادة المملكة إنه أطلق سراح 200 أسير حوثي لدعم جهود السلام الرامية إلى إنهاء الحرب، وذلك بعد أن تمكنت السعودية من توحيد الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي باتفاق الرياض.
وفى قفزة أخرى نحو السلام، أعلن التحالف العربي، أنه سيخفف القيود على المجال الجوي اليمني للسماحِ برحلات من مطار صنعاء تنقل من يحتاجون للعلاج الطبي في الخارج، كما استقبل مطار الريان الدولي بساحل محافظة حضرموت أول رحلة لطيران الخطوط اليمنية بعد توقف دام حوالي 4 سنوات، ويأتي هذا عقب إعلان محافظ حضرموت، فرج البحسني، تدشين العمل بالمطار وإعادة استئناف الرحلات.
وأول رحلة عبر الخطوط اليمنية، وصلت إلى مطار محافظة حضرموت، وقد كانت قادمة من القاهرة، وذلك بعد أن أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد، عن فتح مطار الريان الدولي بمحافظة حضرموت؛ ورسميا، خاطبت الهيئة العامة للطيران المدني في اليمن، جميع شركات الخطوط الجوية العاملة في الجمهورية اليمنية والمنظمات التابعة للأمم المتحدة في اليمن بإعادة افتتاح مطار الريان الدولي وجاهزيته لاستقبال الرحلات الواصلة والمغادرة من وإلى المطار، وذلك بعد أن تم إغلاق المطار منذ عام 2015 بعد سيطرة تنظيم القاعدة على ساحل حضرموت، وبعد تحريرها على يد تحالف دعم الشرعية في اليمن عام 2016 بقي المطار مغلقاً.
تأتي الخطوات الرامية للسلام من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية، لإنهاء الحرب الدائرة منذ عام 2014، خاصة بعدما تمكنت السعودية من توحيد الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، في خطوة أخرى ستنهي قريبا الانقسامات الداخلية داخل اليمن، وجاءت الخطوات الجديدة، وسط أنباء عن اتصالات سعودية حوثية غير معلنة لبحث شروط إنهاء الحرب في اليمن، في ظل تأكيد وزير الخارجية العماني بعد لقائه وزير الخارجية الأمريكي في واشنطن أن الطرفين يرغبان فعلا في حوار مباشر بينهما الحرب القائمة.
وعلى مدار 5 سنوات، شهدت اليمن حربا داخلية شرسة بين الجيش الوطني اليمني والميليشيات الحوثية دون حسم قاطع، لتأتي مؤخرا تصريحات نقلتها وكالة رويترز على لسان من وصفتهم بالمصادر المطلعة، تؤكدا أن السعودية تكثف محادثات غير رسمية مع جماعة "أنصار الله" الحوثية، بشأن وقف لإطلاق النار في اليمن، منذ سبتمبر الماضي في الأردن، مشيرة ذات المصادر إلى أن المحادثات بدأت بعد أن عرض الحوثيون وقف إطلاق الصواريخ، فيما قال مصدر رابع إن "المحادثات بشأن استكمال الاتفاق الأمني تتحرك بسرعة كبيرة الآن عبر عدة قنوات" لكن الرياض ما زال لديها مخاوف بشأن حدودها.
وقد عرض الحوثيون فعلا طلبا لوقف إطلاق النار، ولكن بشرط وهو إيقافهم إطلاق الصواريخ والهجمات بطائرات مسيرة على مدن سعودية إذا أنهى التحالف الذي تقوده الرياض ضرباته الجوية على اليمن، بحسب مصادر تحدثت لـ"رويترز"، مضيفة أن المحادثات بشأن استكمال الاتفاق الأمني تتحرك بسرعة كبيرة الآن عبر عدة قنوات، لكن لدى الرياض مخاوف بشأن حدودها، كما صرح مسؤول سعودي قائلا: "لدينا قناة مفتوحة مع الحوثيين منذ 2016.. ونواصل هذه الاتصالات لإقرار السلام في اليمن"، كما بين دبلوماسي غربي لم تكشف الوكالة البريطانية عن هويته، أن الرياض تريد في نهاية الأمر صياغة اتفاق مع الحوثيين إلى جانب الاتفاق مع الجنوبيين لحشد الزخم للتوصل إلى حل سياسي ينهي الحرب.
وقد طالبت كثيرا الأمم المتحدة وسعت لاستئناف المفاوضات بين الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية وبين الحوثيين، لإنهاء ما يعتقد على نطاق واسع أنها حرب بالوكالة بين السعودية وإيران، بحسب "رويترز" التي نقلت أيضا عن مسؤول سعودي قوله: "لدينا قناة مفتوحة مع الحوثيين منذ 2016، ونواصل هذه الاتصالات لإقرار السلام في اليمن، وقد أعلنت الأمم المتحدة ترحيبها ورغبتها في استئناف المفاوضات آملا في إنهاء الحرب.