بات صراع «عزل» الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على أشده بعدما أعلن الأخيرأنه سيزيح الستار عن نص أول مكالمة هاتفية له مع رئيس أوكرانيا قبل نهاية الأسبوع.
وقال ترامب فى سلسلة من التغريدات له على تويتر قبل قليل: «سأصدر نص المكالمة الهاتفية الأولى، ومن ثم الأكثر الأهمية مع الرئيس الأوكرانى قبل نهاية الأسبوع».
وقال ترامب فى تغريدة ثانية: لما مثل هذا التركيز على شهود من الدرجتين الثانية والثالثة، الكثير منهم لم يكن أبدا مؤيدا لترامب أو لم يكن محاميهم مؤيدين له، فى أن كل ما عليك فعله هو أن تقرأ نص المكالمة الهاتفية الأولى مع الرئيس الأوكرانى وترى الدرجة الأولى.
فقد ذكر هو وآخرين أنه لم يكن هناك ضغوطا مورست عليه للتحقيق بشأنجو بايدن النائم، حتى على الرغم من أننى كرئيس لدى التزام للنظر فى الفساد وتصرفات بايدن بشأن إقالة المدعى، وأخذ نجله ملايين الدولارات بدون أى معرفة أو موهبة من شركة طاقة اوكرانية، وملايين أهرى من الصين، والآن تقارير عن شركات ودول أخرى منحته أيضا أموالا كثيرة، ليبدون بالتأكيد فاسدين للغاية.
وتابع قائلا: إنه بالنسبة له، فإن كلا من بايدن ونجله يجب أن يتم إجبارهما على الشهادة فى عملية الاحتيال هذه غير القانونية. وكانت مكالمة ترامب مع رئيس أوكرانيا سببا فى بدء الديمقراطيين فى الكونجرس إجراءات عزل الرئيس الأمريكى.
ولا يزال ملف مطالبة مسئولين موالين للرئيس الأمريكى، دونالد ترامب لأوكرانيا بالبحث عن مخالفات تلحق الضرر بسعى مرشحى الحزب الديمقراطى، وعلى رأسهم جو بايدن للوصول إلى البيت الأبيض فى انتخابات 2020، تحظى باهتمام الصحف الأمريكية الصادرة الأحد.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست« الأمريكية إن أعضاء الحزب الجمهوري فى مجلس النواب واصلوا جهودهم لمواجهة مطالب التحقيق وعزل الرئيس ترامب ، ودعوا الديمقراطيين إلى إضافة شهود إلى التحقيق بما فى ذلك نجل نائب الرئيس السابق جو بايدن والمبلغين الذين بدأت شكواهم الأولية التحقيقات فى مكالمة هاتفية مع المسئولين فى أوكرانيا تطالبهم بالتحقيق بشأن ابن بايدن للإضرار بفرص والده فى الانتخابات المقبلة.
ولكن قوبلت مطالب الحزب الجمهورى بتشكك فورى من رئيس لجنة الاستخبارات فى مجلس النواب آدم ب. شيف، الذى حذر من «التحقيقات المزيفة» لأسرة بايدن وغيرها من القضايا فى إشارة واضحة إلى أن العديد من الشهود من غير المرجح أن يتم استدعاؤهم.
جاء هذا الاشتباك فى الوقت الذي يستعد فيه الديمقراطيون للدخول فى مرحلة جديدة من التحقيق فى المساءلة، حيث تبدأ جلسات الاستماع العامة يوم الأربعاء، والتي ستركز على جهود ترامب المزعومة للضغط على المسئولين الأوكرانيين لمعرفة أسرار من شأنها أن تلحق الضرر بفرص جو بايدن وغيره من الديمقراطيين فى الانتخابات المقبلة مقابل الحصول على مساعدات عسكرية أو توفير زيارة للرئيس الأوكرانى الجديد للبيت الأبيض.
وأوضحت الصحيفة أن الشهود الذين أدلوا بشهاداتهم من الرأى العام أكدوا إلى حد كبير الادعاءات الأولية للمبلغين. واشتكى الجمهوريون من أن التحقيق الذي يديره الديمقراطيون حزبى بشكل غير عادل، وقال ترامب أمس السبت إنه «سيصدر» الأسبوع المقبل على الأرجح نسخة من المكالمة الهاتفية بينه وبين الرئيس الأوكرانى التى تمت بينهما فى إبريل والتى هنأ من خلالها فولوديمير زيلينسكى على فوزه فى الانتخابات.
وأوضحت الصحيفة أنه فى الأسابيع المقبلة، سيكون تركيز الحزب الجمهورى على محاولة تقليص دور ترامب في حملة الضغط الأوكرانية وتبرير تصرفاته من خلال تسليط الضوء على تاريخ ذلك البلد من مشاكل الفساد ، وفقًا للجمهوريين المطلعين على استراتيجية الحزب الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم.
وتوفر أكثر من 2500 صفحة من سجلات المقابلات التى صدرت خلال الأسبوع الماضى خريطة طريق للاستراتيجية الجمهورية الناشئة. وتوضح الوثائق المدى الذي ركز فيه المشرعون من الحزب الجمهورى المشاركين في جلسات الاستماع على نظريات المؤامرة غير المدعومة بالأهداف، والأهداف السياسية الديمقراطية وغيرها من الموضوعات التى يفضلها حلفاء ترامب، وفقًا لاستعراض واشنطن بوست للوثائق.
وأوضحت الصحيفة أن أحد نواب الحزب الجمهورى حاول مرارًا وتكرارًا الضغط على أحد الشهود ليقول ما يريد أن يسمعه عن شركة أوكرانية توظف ابن بايدن.
ومن ناحية أخرى، تم الكشف عن أن ميك مولفانى القائم بأعمال رئيس أركان دونالد ترامب وافق على عقد اجتماع للبيت الأبيض مع الرئيس للرئيس الأوكرانى بشرط أن تعلن أوكرانيا عن تحقيقات مرتبطة بمنافس ترامب السياسى جو بايدن، وفقًا لشهادة نُشرت الجمعة.
وقالت فيونا هيل، عضو مجلس الأمن التى تم إقصاؤها الشهر الماضى من قبل لجان الكونجرس التى تتابع التحقيق فى قضية ترامب، أن جوردون سوندلاند، سفير الاتحاد الأوروبى، «غضب» أن مولفانى وافق على الاجتماع إذا أعلن الأوكرانيون عن تحقيق بشأن شركة بوريزما، وهى شركة للغاز كان يعمل لديها سابقًا هانتر بايدن، ابن نائب الرئيس السابق.
وتم إثبات رواية هيل بشهادة صدرت فى وقت واحد من شاهد آخر مباشر للمحادثة، وهو المقدم ألكسندر فيندمان. وكشفت الشهادات دور مركزى لمولفانى فى التوسط فى اتفاق تتدخل فيه أوكرانيا فى انتخابات عام 2020 الأمريكية بإعلانها عن تحقيق بوريزما، لكن شهادة هيل التى صدرت يوم الجمعة كانت أول من وصف المشاركة المباشرة فى المؤامرة من قبل القائم بأعمال رئيس الأركان.
وقال مولفانى نفسه فى مؤتمر صحفى بثه التلفزيون فى أكتوبر، إن البيت الأبيض ربط المساعدة العسكرية بالتحقيقات فى أوكرانيا، لكنه نفى فيما بعد أنه قال ذلك. ومن جانبه، قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب،إن من المحتمل أن ينشر البيت الأبيض نسخة من اتصال هاتفى ثان مع الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى يوم الثلاثاء.
وقال ترامب للصحفيين فى قاعدة أندروز الجوية قبل توجهه إلى ولاية ألاباما «لدينا نسخة أخرى ننشرها وهى مهمة للغاية.. سأعطيكم نسخة ثانية لأننى أجريت مكالمتين مع رئيس أوكرانيا».