سياسي فاسد.. ماذا قال «ترامب» عن أدم شيف؟
الإثنين، 11 نوفمبر 2019 02:00 م
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدأ المواجهة المباشرة مع مجلس النواب والديمقراطيين، وبدأ يدخل في صميم القضية، ولم ينيب أحد للدفاع عنه أو الحديث عما يجرى من ترتيبات للجلسات العلنية التى سيتبدأ الأربعاء، للدبلوماسيين وبعض موظفي وزارة الخارجية لبحث إمكانية إدانه الرئيس وعزل ترامب.
وإمعانا فى التحدى أعلن ترامب، أنه من المحتمل أن ينشر البيت الأبيض نسخة من اتصال هاتفي ثان مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي غدا الثلاثاء، قائلا: «لدينا نسخة أخرى ننشرها وهي مهمة للغاية.. سأعطيكم نسخة ثانية لأنني أجريت مكالمتين مع رئيس أوكرانيا».
وانتقد ترامب الديمقراطيين بمجلس النواب لتحركهم بإجراء جلسات علنية ، وقال ترامب الذي نفى ارتكاب أي مخالفات: «لا ينبغي لهم أن يعقدوا جلسات علنية. هذا احتيال». واتهم الرئيس الديمقراطيين بالبحث عن أشخاص يكرهونه، وقال إنه لا يعرف معظم الشهود ومنهم عدد من كبار مسؤولي وزارة الخارجية.
وبدأت المبارزة المباشرة وقائمة طلبات المساءلة في عزل ترامب، فطلب جمهوريون استدعاء هانتر نجل جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي السابق، والمُبلغ الذي تسببت شكوى تقدم بها في بدء تحقيق لمساءلة الرئيس دونالد ترامب، للإدلاء بشهادتهما في جلسات علنية هذا الأسبوع.
ومن المتوقع بكل تأكيد أن يرفض الديمقراطيون أصحاب الأغلبية في مجلس النواب مثول هانتر بايدن، والمُبلغ المجهول في جلسات من المقرر أن تبدأ الأربعاء.
وعندما يدلي الدبلوماسيون الثلاثة بأقوالهم يومي الأربعاء والجمعة، ستكون سمعتهم على المحك ، وهم يواجهون أسئلة شائكة من جانب الجمهوريين في الكونجرس ومن ثم سيحظون بدعم الكثير من زملائهم.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير بالخارجية قوله: «الناس داعمون..أعتقد أن هذا هو موقف الأغلبية... ثمة شعور بأننا خدعنا»، والمسؤول هو ضمن عشرة مسؤولين ودبلوماسيين حاليين تحدثوا وطلبوا جميعا عدم نشر أسمائهم تجنبا للانتقام.
وقال المسؤولون الذين عملوا في إدارات ديمقراطية وجمهورية ، إن أولى الجلسات العلنية تمثل فرصة لأعضاء السلك الدبلوماسي لتعريف الأمريكيين بمدى التزامهم بالنزاهة والمبادئ ، بعيدا عن أي ميول حزبية، ورغم تعبيرهم عن إحباط شديد لخدمتهم بوزارة الخارجية في عهد ترامب، فإنهم أكدوا أن وظيفتهم هي تنفيذ سياسات الرئيس.
وأدرج ديفين نيونز ، كبير الجمهوريين في لجنة المخابرات في مجلس النواب اسميهما في قائمة الشهود المقترحين التي أرسلها إلى رئيس اللجنة الديمقراطي، آدم شيف، في رسالة نُشرت على عدد من المواقع الإخبارية على الإنترنت.
وجاء في المزاعم التي وردت في شكوى المُبلغ ، أن ترامب استخدم مكالمة مع الرئيس الأوكراني في 25 أبريل ، لطلب مساعدة بهدف تحقيق مكاسب سياسية شخصية وهي مزاعم أيدها بعض من أدلوا بشهاداتهم من المسؤولين الحاليين والسابقين في جلسات مغلقة على مدى ثلاثة أسابيع، وينفي ترامب وحلفاؤه الجمهوريون ارتكاب أي مخالفات.
وقال نيونز ، إنه يرغب في إدلاء ديفون آرتشر، بشهادته أيضا، وهو رجل أعمال كان عضوا في مجلس إدارة الشركة الأوكرانية مع هانتر بايدن، وقال إن كليهما بوسعه أن يساعد الأمريكيين على فهم طبيعة ونطاق الفساد المتفشي في أوكرانيا. وفي طلبه استدعاء المُبلغ قال نيونز، إن ترامب يجب أن تتاح له الفرصة ليواجه متهميه.
وقال شيف في بيان بعد تلقيه رسالة نيونز ، إن قائمة الشهود التي اقترحها الجمهوريون يجري تقييمها حاليا، لكنه أوضح أنه سيرفض على الأرجح الطلبات المتعلقة بهانتر بايدن وآخرين.
وبدأت كواليس وحوارات الاستعداد لجلسات الأربعاء المقبل تسيطر على حلقات النقاس والحوار بين السياسيين ، خاصة ما تم كشفه عن رسالة داخلية لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ، بالبريد الإلكتروني، لآلاف من موظفي الخارجية في الأول من نوفمبر الجارى، تبدأ بعبارة: «بصفتنا مدافعين عن الدبلوماسية الأمريكية نحن في مهمة تتعلق بقول الحقيقة».
وعلى الرغم من أن الرسالة تركز على تحديات السياسة العالمية، إلا أنها بتأكيدها على الحقيقة تمس وترا حساسا في مؤسسة دبلوماسية تجد نفسها في خضم التحقيق الخاص بمساءلة ترامب والذي رفضه بومبيو نفسه.
وسوف يدلي ثلاثة دبلوماسيين هذا الأسبوع بشهاداتهم في أول جلسة علنية، وأدلى عشرة دبلوماسيين سابقين وحاليين بشهاداتهم في جلسات مغلقة وأغلبهم قام بذلك بناء على طلب استدعاء.
ومن المنتظر أن يدق أربعة منهم على الأقل جرس إنذار ، بشأن جهود ترامب ومحاميه الخاص رودي جولياني ، بإدخال السياسة إلى مؤسسة تفخر بأنها غير سياسية.
وتسبب رفض بومبيو التعاون مع تحقيق مجلس النواب، وإخفاقه في الدفاع عن دبلوماسيين تعرضوا لهجمات في إثارة الاستياء،وكذلك فعلت متحدثة باسم البيت الأبيض عندما وصفتهم: «بأنهم موظفون راديكاليون غير منتخبين يشنون حربا على الدستور».
وقال دبلوماسي متحدثا عن بومبيو الذي تولى في السابق منصب مدير المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) في عهد ترامب: «بالتأكيد كان من ألأفضل له أن يقول شيئا يدعم الأفراد. الصمت يصم الآذان».
وفي وقت سابق من التحقيق عارض بومبيو بشدة الجهود للحصول على أقوال موظفين سابقين وحاليين بوزارة الخارجية واتهم الديمقراطيين بالتنمر والتخويف. ورفض أيضا الاستجابة لطلبات قضائية بتسليم وثائق.
ويدافع حلفاء ترامب عنه قائلين ، إنه غير مسار السياسة الخارجية الأمريكية إلى منهج «أمريكا أولا» الذي يهدف إلى إعادة القوات الأمريكية التي تخوض «حروبا لا نهاية لها» حول العالم إلى الوطن وإعادة التوازن إلى الاتفاقات التجارية لتعود بفائدة أكبر على الولايات المتحدة.
وقال مسؤول آخر «عموما، فإن كل فرد يشاهد ويشجع تايلور ويوفانوفيتش»، في إشارة إلى وليام تايلور، سفير الولايات المتحدة في كييف ، والذي حل محل ماري يوفانوفيتش في يونيو بعدما استدعاها ترامب على نحو مفاجئ.
وسيشهد تايلور وجورج كنت، نائب مساعد وزير الخارجية المسؤول عن تنفيذ السياسة الأمريكية اليومية بشأن أوكرانيا، أمام لجنة المخابرات بمجلس النواب يوم الأربعاء، في حين من المقرر أن تدلي يوفانوفيتش بشهادتها يوم الجمعة.
وبعد طلبات عديدة قالت وزارة الخارجية إنها لن تدلي بتعليق علني حول هذا الأمر. وأكدت متحدثة صحة تقرير نشرته محطة (سي.بي.إس نيوز) أفاد بأن الوزارة تدرس إمكانية توفير المساعدة القانونية لموظفيها المطلوبين للشهادة.
وكان بومبيو يستمع إلى المكالمة محل المساءلة، لكنه أحجم في بادئ الأمر عن الإقرار بمعرفته بمحتواها. وبايدن أحد المرشحين البارزين للفوز باختيار الحزب الديمقراطي له لخوض الانتخابات أمام ترامب الذي يسعى لإعادة انتخابه في العام المقبل. وينفي هو وابنه ارتكاب أي مخالفات.
وفي شهادة خلال جلسة مغلقة عزز شهود الاتهامات الواردة في البلاغ الذي جاء فيه أن ترامب سعى لإجراء تحقيق بشأن بايدن في أوكرانيا مقابل منح زيلينسكي زيارة للبيت الأبيض والإفراج عن مساعدات أمنية أمريكية تقارب 400 مليون دولار لمساعدة كييف في مواجهة المتمردين المدعومين من روسيا.
وقال شخص آخر يعمل في وزارة الخارجية الأمريكية «ليس هذا ما يفعله بومبيو. ليست هذه ردود فعله». وأضاف: «هي الحقائق الأساسية المتصلة بالاستفادة من المساعدات الأمريكية في تحقيق المكاسب السياسية. هذا مروع حقا».
وينفي ترامب وبومبيو ارتكاب أي سلوك غير لائق، ويصف ترامب التحقيق بأنه محاولة من الديمقراطيين لإلغاء نصره المفاجيء في عام 2016 قبل حلول انتخابات نوفمبر تشرين الثاني 2020.
وفي حين أن الجلسات ستتيح للدبلوماسيين اتصالا مباشرا بالأمريكيين فإن بعض الزملاء يخشون من أنهم سيكونون أيضا عرضة لاستجوابات شرسة في القاعة ولهجمات ضارية خارجها من حلفاء ترامب الين يريدون تقويض مصداقيتهم. وقال مسؤول «من ناحية هي طيبة، ومن الناحية الأخرى سوف تنحط إلى مستوى سيرك».
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه غير قلق بشأن التحقيق الخاص بمساءلته بعدما أصبحت جلسات الاستماع لأقوال الشهود علنية لكنه عبر عن عدم رغبته في دعم الإجراء بالسماح لكبير مساعديه بالشهادة في جلسة مغلقة (الجمعة). ونفى ترامب في تصريح للصحفيين بالبيت الأبيض نص الأقوال التي نشرت حتى الآن لمسؤولين آخرين في جلسات مغلقة.
وما زال محققون من مجلس النواب يسعون للحصول على شهادات من شخصيات في جلسات مغلقة ، ومنهم القائم بأعمال كبير موظفي البيت الأبيض ميك مولفاني الذي استدعي للشهادة (الخميس) لكنه لم يحضر (الجمعة). وكان البيت الأبيض قال في وقت سابق إنه لن يتعاون مع التحقيق.
وفي تاريخ الولايات المتحدة عزل رئيسان فقط، وبالتالي فإذا تمكن الديمقراطيون من تحقيق هدفهم سيصبح ترامب ثالث رئيس أميركي يتم عزله، علما بأن تصويت مجلس النواب على عزل ترامب يحيله على محاكمة لعزله أمام مجلس الشيوخ، حيث يحظى الجمهوريون بالغالبية.