آخرة الاحتكار وحشة.. سجل فساد «بي إن سبورت» القطرية على يد ناصر الخليفي
الخميس، 07 نوفمبر 2019 06:30 م
يوما تلو الآخر تنكشف حقائق الاحتكار التي انتهجتها مجموعة قنوات بي إن سبورت القطرية، في الفترة الأخيرة، وسيطرتها على جميع البطولات الرياضية، عبرالرشاوى التي كان يقف خلفها ناصر الخليفي مهندس الصفقات المشبوهة.
ويعد فسخ تعاقد اللجنة المشرفة على الاتحاد الأفريقي لعقد الكاف مع شركة لاجاردير الفرنسية صاحبة الحقوق لسنوات طويلة، انتصارًا هامًا ومسمارا جديدا في «نعش» الفساد القطري ومنظومته الرياضية، فبذلك انتهى احتكار الشركة الفرنسية لحقوق البث الممتد منذ 2008 وحتى 2016، بعدما تم تجديده حتى 2028.
الحكم الأخير يعد صفعة قوية للشركة الفرنسية، التى تحتكر حقوق البث، وعلامة ثقة فى الإجراءات القانونية التى اتخذتها مصر، والتى لعب فيها جهاز المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية دورا كبيرا، عن طريق التحقيقات التى أجراها الجهاز وأظهر من خلالها العلاقة بين شركة لاجاردير الفرنسية، وشبكة بى أن سبورتس القطرية.
وبحسب التحقيقات، فإن قنوات بى إن سبورت طرحت باقاتها المتعلقة بكأس الأمم الأفريقية الأخيرة في السوق المصرية، وهو ما يؤكد أن الاتحاد الإفريقى لكرة القدم قد باع فعليًا حقوق البث الخاصة بالسوق المصرية لمؤسسة بى إن الاعلامية، وهو ما أضاف تدعيم وتقوية الوضع المسيطر لمؤسسة بى إن الإعلامية فى السوق المصرية دون وجه حق لعدم لجوء الاتحاد الافريقى لنظام المزايدة عند طرح حقوقه.
وكشفت أوراق تحقيقات نيابة الشئون المالية والتجارية في مصر، والتقارير المقدمة من جهاز المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، عن حقيقة العلاقة بين عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم سابقاً، والذى تلاحقه العديد من قضايا الفساد والرشوة في مصر ودول أفريقيا، وتبعيته لناصر الخليفي، وأمير دولة قطر تميم بن حمد، وتكشف كذلك سيطرة الديوان القطرى ومجموعة بي.إن سبورت على شركة لاجاردير والتى يحاكم عيسي حياتو بسببها وتطارده اتهامات بالفساد والرشوة لإسناده حقوق بث المباريات لها بالأمر المباشر حتى عام 2028.
وخلال الأشهر الماضية تلقت مجموعة قنوات بي إن سبورت القطرية هزائم متتالية، ففي مايو الماضي لاحقت الشبكة القطرية تهم فساد جديدة، حيث وجهت فرنسا اتهامًا لرئيس المجموعة يوسف العبيدلي والرئيس السابق للاتحاد الدولي لألعاب القوي أمين دياك، وذلك بتهم فساد بعد ترشيح الدوحة لاستضافة بطولة العالم لألعاب القوي 2019.
اتهامات الفساد وجهت للعبيدلي، حسبما أعلنت مصادر قضائية فرنسية، كشفت رشاوي الدوحة التي وصلت إلي 3.5 ملايين دولار دفعتها شركة مملوكة لناصر الخليفي رئيس شبكة بي إن سبورت القطرية، ورئيس نادي باريس سان جرمان، والملقب بالفتي المدلل للقصر الأميري، وذلك لصالح شركة تسويق رياضية يديرها نجل أمين دياك، كما منحت الدوحة مبالغ كبيرة للبطولة بعد 3 سنوات من انخراطها بالصفقة، حيث التزمت شركة الخليفي بشراء حقوق بث البطولة مقابل 32 مليون دولار.
وفي يوليو الماضي تلقت القناة القطرية ضربة أمريكية، بعدما خسرت للمرة الثانية الشكوي التي قدمتها ضد شركة «كومكاست» الأميركية، المصنفة ضمن أكبر مزودي خدمة القنوات المدفوعة في أميركا، حيث زعمت «بي إن سبورتس» المحتكره لبث البطولات العالمية لكرة القدم في أميركا وكندا، أن شركة «كومكاست» تحرم عشاق الرياضة من محتوى «بي إن» من خلال ما وصفته بممارسات «تمييزية».
ورفضت الجهة التنظيمية للوسائط الإلكترونية شكوى القناة القطرية في ديسمبر 2018، قبل أن ترفض مجددا الشكوى الثانية لقنوات «بي إن سبورتس» ضد شركة «كومكاست»، جاءت شكوي قطر بعد إعلان شركة «أي تي إند تي» الأميركية، إيقاف بث قنوات «بي إن سبورتس» على «دايركت تي في» و«يو فيرس»، نظير رفعها أسعار الاشتراك. وكانت شركة «دايركت تي في» مزود خدمة أميركية للبث الفضائي المباشر، أكدت العام الماضي أنه لا يمكن الموافقة على شروط تمديد التعاقد مع الشبكة القطرية في ظل استمرار رفع الأسعار .
رفض شكوي قطر للمرة الثانية تضاف إلى قائمة خسائر «بي إن سبورت»، حيث سبق وتم تغريمها من قبل الهيئة العامة السعودية والمحكمة الاقتصادية المصرية، بجانب خسارتها للعديد من القضايا التي تؤكد الخروقات والمخالفات التي ترتكبها القناة، آخرها خسارتها دعوى على شركة «سيليفيجن» السعودية، وألزمت المحكمة الابتدائية في محاكم مركز دبي المالي العالمي شركة «بي إن» بدفع تعويضات لسيليفيجن السعودية بمبلغ تجاوز 30 مليون ريال سعودي.
ويبدو أن مع كل فشل ذريع لدولة قطر يظهر ناصر الخليفي رئيس شبكة Bein sport القطرية، الذي حاول في وقت سابق إفساد فرحة المصريين بفوز مصر بتنظيم كأس الأمم الأفريقية 2019، وأصدر تعليماتة لقناة بي إن سبورت بوقف البث من مصر يناير الماضي، في رسالة مفاجئة وجهتها عبر شاشتها.
ووضعت ملايين قطر رئيس مجموعة بي إن سبورت علي لائحة الإتهامات، فهذة القضية ليست الوحيدة، فلا تزال تقارير هنا وهناك تنشر عن تورط قطر في دفع رشاوي بمليارات للفيفا للحصول علي حقوق استضافة مونديال 2022 ، وجاءت " Bein sport" لتضمها الدوحة لأدوات تنفيذ المخططات القطرية على صعيد الرياضي، لإختراق البيوت العربية تحت شعار رياضي في حين كان واضحًا أن الهدف سياسي ، تماماً مثلما حاولت تلك القناة شراء حقوق شبكة OSN وحينما قوبل طلبها بالرفض قامت بإنشاء قناة أفلام خاصة بها لتحقيق ذات الغرض في الوصول إلي المشاهد العربي لتحقيق أهداف قطر السياسية ببث خطابات مسمومة إلى الشعوب .
ولا أحد يعلم إلي متي سيظل السكوت عن رشاوي الخليفي فتي تميم الأول التي ينفقها من أموال الشعب القطري لحفظ ماء وجه سيده، فسبق وأن حاول الخليفي التغطية علي بيان دول المقاطعة الأربعة في 2017، بالإعلان فجأة عن ضم لاعب كرة القدم البرازيلي نيمار من نادي برشلونة الإسباني إلى نادي باريس سان جرمان الفرنسي المملوك من الدوحة.
وطالب معارضون قطريون، فتح تحقيق عاجل مع الخليفي وإخضاعة للمسائلة حول مصدر أمواله، الذي قام بتحويل الملف الرياضي، وخاصة كرة القدم لورقة ضغط سياسية، يستخدمها وقت الحاجة بتعليمات من ولي نعمتة تميم بن حمد.