أردوغان «سفاح تركيا».. تاجر بقضية اللاجئين السوريين واستغلها لابتزاز أوروبا والعالم
السبت، 02 نوفمبر 2019 05:00 معنتر عبد اللطيف
فرضت الحرب السورية على اللاجئين السوريين الانتقال إلى تركيا بسبب ارتباطها بحدود مشتركة واسعة مع سوريا، وهو ما أدى لدخول ملايين السوريين إلى مختلف المدن والبلدات التركية، فيما فضل البعض منهم الانتقال إلى القارة الأوروبية بسبب عنصرية الأتراك ضد العرب.
واستفاد النظام التركى كثيرا من اللاجئين السوريين، وذلك بمنح الجنسية التركية للمفكرين السوريين والمتميزين رياضيا أو علميا، وهو ما وصفته دمشق فى وقت سابق بمحاولة أنقرة لسرقة «أدمغة» سوريا ومستقبلها لصالح خدمة المشروع الأردوغانى.
ولم يتوقف أردوغان يوما عن تسييس ورقة اللاجئين والمقامرة بها للحصول على دعم مالى، ومساعدات من دول الإتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية، فضلا عن تجنيس الآلاف منهم ليشكلوا كتلة تصويتية داعمة لحزب العدالة والتنمية الإخوانى بأى انتخابات تجرى فى البلاد، فى حين يفتقر اللاجئون السوريون بتركيا لأبسط حقوقهم المقررة فى أغلب دول العالم، حيث يعيش أكثرهم فى مخيمات برعاية صحية متدنية جدا، ويقوم على رعايتهم فى أغلب الحالات إخصائيو تمريض وليس أطباء.
كانت صحيفة «دويتشه فيله» الألمانية قد كشفت عن تعرض الكثير من الجرحى السوريين لعمليات سرقة الأعضاء فى تركيا، كما تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعى الكثير من قصص انقطاع الإعانات التى تقدمها المنظمات الأممية للاجئين، وسرقتها فى بعض الحالات، وتورطت تركيا فى قتل المئات من الهاربين السوريين من الحرب على حدودها، وتشير إحصاءات لمنظمات دولية وحقوقية إلى مقتل 436 مدنيا سوريا، وتعرض 370 إلى الإصابة والاعتداء الجسدى على أيدى الجنود الأتراك، بالإضافة إلى قتل أكثر من 450 مدنيا خلال قصف الطائرات والمدفعية التركية خلال غزو السلطات التركية لمدينة عفرين، كما قتل عدد آخر فى حوادث مشبوهة فى تركيا نفسها.
وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز»، فى تحقيق لها منذ أشهر عن أوضاع اللاجئين السوريين المتردية فى تركيا، وكيفية نقل العديد منهم إلى الحدود مع سوريا عبر حافلات بيضاء، ترافقها سيارات للشرطة فى مشهد مهين للسوريين.
ويتخذ أردوغان من ملف اللاجئين السوريين ذريعة للجرائم التى يرتكبها فى سوريا، ويروج إلى أن الغزو العسكرى التركى إلى الشمال السورى، يهدف لإعادة توطين اللاجئين فى المنطقة الآمنة دون توفير إجراءات ثقة للسوريين وحمايتهم فى ظل الأوضاع المتردية التى تعيشها البلاد، وانتشار جماعات متطرفة ترعاها أنقرة فى عدد من مدن الشمال السورى وخاصة فى إدلب.
كان الاتحاد الأوروبى قد منح تركيا حوالى 6.7 مليار دولار منذ عام 2015 للمساعدة فى السيطرة على تدفق المهاجرين، إلا أن أنقرة لم تنفق من هذه الأموال إلا القليل وبات السوريون يعملون لما يقرب من 14 ساعة فى تركيا لتوفير أبسط احتياجاتهم من الطعام والشراب.
وفى الوقت الذى يعامل فيه اللاجئون معاملة المواطنين المصريين، وهو ما اعترف به العشرات من اللاجئين أنفسهم، فضلا عن تقارير حقوقية وثقت ذلك، فإن اللاجئين فى دول عديدة يواجهون القمع، والتنكيل بهم، ومعاملتهم بلا آدمية خاصة فى تركيا، وارتكاب جرائم فى حقهم منها ما شهدته إسطنبول فى منطقة «أكتيلى»، بالهجوم على محال السوريين ومتاجرهم وإضرام النيران بها، فيما يبتز «سفاح تركيا» رجب طيب أردوغان أوروبا بملف اللاجئين، فى الوقت الذى يحاول أن يتخلص منهم بتوطينهم فى منطقة شمال شرق سوريا، التى تقطنها أغلبية كردية، ما سيتسبب فى توترات عرقية بهذه المنطقة السورية التى احتلتها ميليشيات السلطان العثمانى المزعوم.
واستقبلت مصر الأشقاء من بلدان عربية وأفريقية مختلفة استهدفتها الحروب وتضم القائمة السوريين والليبيين واليمنيين والعراقيين وغيرهم، لينصهروا فى المجتمع المصرى، ويعملوا فى العديد من الأنشطة التجارية، فيما تاجر السفاح التركى أردوغان باللاجئين السوريين المتواجدين على الأراضى التركية، وهو ما كشفته منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش.