لماذا أخفت الإدارة الأمريكية استهداف أبو بكر البغدادي عن تركيا ؟
الأحد، 27 أكتوبر 2019 08:30 م
أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنجاز أوباما الأكبر في محاربة الإرهاب بالقضاء علي اسامه بن لادن من قبل ، حرصت الإدارة الأمريكية علي إنجاح هذه العملية النوعية التي جاءت في توقيت هام ليرسخ مطالبات مكافحة الإرهاب علي الصعيد الدولي .
تسعون دقيقة كانت كافية لكتابة أخر سطر في حياة زعيم تنظيم داعش الإرهابي، أبو بكر البغدادي، الذي لطالما كان هدفا ثمينا لقوات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، منذ ظهور اسمه وبزوغ نجمه على الساحة الدولية.
ومع إعلان الأدارة الأمريكية عن كواليس التوصل لأبو بكر البغدادي وملابسات مقتله ، طرحت ردود الرئيس ترامب في المؤتمر الصحفي ، الذي عقده اليوم ، علامات إستفهام حول إخفاء أمريكا عن تركيا تفاصيل الضربة وموعدها ، وكان ذلك واضحاً حينما أكد الرئيس ترامب أنه تم استئذان تركيا ، للطيران في مجالها الجوي قائلاً :" كان يمكنها الرفض وكنا سنرد عليها بضربه" ، ويبدو أن الابلاغ بتحركات الطيران جاء مختصرا دون تفاصيل عن مكان الضربه ، وقبل العملية بدقائق .
السؤال هو لماذا أخفت الإدارة الأمريكيه عن تركيا تفاصيل استهداف أبو بكر البغدادي في مدينة أدلب السورية التي تقع علي حدود تركيا و تخضع لسيطرة القوات التركيه ، أرجع محللين سياسين السبب إلي السيناريوهات التي ربطت بين تركيا وعناصر داعش في شكل اشبه بالتحالف ، وما تردد بشأن دعم أردوغان لجبهة النصر " سابقاً ، " جبهة تحرير الشام " والتي ضمت عناصر تابعة لداعش استعانت بهم تركيا علي الحدود الفاصلة بينها وبين سوريا .
فضلاً عن ما كشفة معارضون أتراك من قبل بشأن الدعم المادي واللوجيستي المتمثل في الأسلحة والسيارات ، التي أرسلها أردوغان لعناصر داعش ، وما أكده ظهور أبو بكر البغدادي مايو الماضي بعد إختفاء خمس سنوات ، في مقطع فيديو يحمل كتاب " ولاية تركيا " ، في إشارة إلي دعم مخططات أردوغان الواهم بحلم الخلافه .
كل ذلك بخلاف الضربة التركية الأخيرة علي شمال سوريا ، ودخول قوات تركيا رأس العين السورية وقيام القوات العسكرية التركية بتهريب عناصر داعش المسجونيين بالمخيمات بمدينة الحسكه ، وقصف مخيمات تابعة لمدنيين سوريين بينما كانت القوات التركية تبعد تماما عن أية مخيمات تضم عناصر تنظيم داعش الإرهابى ، الأمر الذي يدل أن هناك تنسيق مباشر تم بين قوات أردوغان ، وبين عناصر داعش ، وبعدها أنضمت تلك العناصر التي تم تهريبها إلي القوات العسكرية التركية وشاركت في الهجوم علي الأكراد شمال سوريا .
ولمن لا يعرف أبو بكر البغدادي، فاسمه الحقيقي، إبراهيم عواد محمد إبراهيم علي محمد البدري، المولود في مدينة سامراء شمالي بغداد عام 1971 ، من أكثر المطلوبين في العالم، ورصدت الولايات المتحدة مبلغ 25 مليون دولار أمريكي مقابل رأسه.
لينشط في أعقاب الغزو الأمريكي عام 2003، على العراق، فتحتجزه القوات الأمريكية في معتقلي أبو غريب ومعسكر بوكا، فينشر أفكاره ويحشد انصاره ليبدأ القتل والتشريد والتدمير.
بدأت رحلته حيث انتهت كأرهابي ،انضم في بداية الأمر إلى تنظيم القاعدة في العراق، ليصعد نجمه بين صفوف المتشددين، ويكون له الدور الأكبر في انشقاق تنظيم داعش عن القاعدة.
ربيع 2013، أعلن البغدادي أن "جبهة النصرة" التي كان يتزعمها هي جزء من تنظيم داعش في العراق، وأطلق عليه اسم "تنظيم داعش في العراق والشام".
عزز من قبضته على شرق سوريا، حيث فرض البغدادي قوانين صارمة، وبعد احكام قبضته في شرق سوريا، أمر البغدادي رجاله بالتوسع في غرب البلاد ليسيطر على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق ليخرج على الملأ في خطبة بمسجد النوري الشهير في مدينة الموصل شمالي العراق عام 2014، وبعدها لم يعثر له على أثر.
سقط التنظيم في مارس 2019، وأفل نجم البغدادي بعده وكانت جميع اخباره إما أنه أصيب او قتل و لم يتم التأكد من مصداقيتها لتكون النهاية بغارة أمريكية تنهي حياة زعيم تنظيم إرهابي لطالما شرد وقتل الالاف من ابناء العراق وسوريا فيموت غير مأسوف عليه .