أبي عمر التركماني.. خليفة البغدادي الأكثر إرهابا

الأحد، 27 أكتوبر 2019 03:45 م
أبي عمر التركماني.. خليفة البغدادي الأكثر إرهابا
أبو بكر البغدادى
محمد الشرقاوي

ذكرت تقارير صحفية وأمنية، أنه تم اختيار خليفة مقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، بعد مقتله صباح اليوم الأحد، على يد القوات الخاصة الأمريكية، بتنسيق دولي من الدول المعنية بشمال سوريا. 

التقارير الصحفية نقلت اسم زعيم تنظيم داعش الجديد على لسان مسؤولين رفيعي المستوى في استخبارات وزارة الداخلية العراقية، والذين قالوا إن المعلومات التي لديهم قد تأتي بأسوأ زعيم إرهابي لأسوأ تنظيم إرهابي في العالم، وهو المدعو عبد الله قرداش والملقب بأبي عمر التركماني، وقد تم اختياره منذ فترة ليست قصيرة، وبدعم من البغدادي وتزكية منه مباشرة وحظي هذا الترشيح بموافقة كل أعضاء مجلس شورى التنظيم.

وقال المسؤول الأمني العراقي، إن بعض قادة التنظيم الإرهابي اقترحوا اختيار شخصية سورية أو من بلد عربي آخر خليفة للبغدادي على اعتبار أن المرحلة المقبلة للتنظيم سيركز فيها على مناطق أخرى غير العراق وسوريا، إلا أن البغدادي أصر على شخصية عراقية هي قرداش الذي ينحدر من بلدة تلعفر غرب مدينة الموصل شمال العراق.

وبحسب إذاعة مونت كارلو الدولية، اعتبر المسؤول العراقي أن المرحلة المقبلة من الحرب على تنظيم داعش لن تكون سهلة بمقتل البغدادي، فقرداش هو أسوأ من البغدادي وأشرس ويملك نفوذاً قوياً داخل أجزاء واسعة من هيكلة التنظيم وبالتالي مهمته الرئيسية ستتمحور حول عملين:

 الأول اعادة القوة الى التنظيم بعد هزائمه في سورية والعراق وربما يستثمر الأحداث الأخيرة في شمال شرق سورية لتحقيق هذا العمل. والأمر الثاني، بدء عمليات ارهابية دموية في العراق وسورية ومناطق في العالم ليرسل رسالة بأن التنظيم بات أكثر خطراً من عهد البغدادي.

وشدد المسؤول الأمني العراقي على أن فرص نجاح قرداش كزعيم ارهابي لن تكون أفضل حالاً من سلفه البغدادي كون تنظيم الدولة الإسلامية واقع في منطقة بين العراق وسوريا وهي تحت ضغط شديد عسكرياً وأمنياً ومن أطراف اقليمية ودولية عديدة، كما أن هناك تعاوناً دولياً واسعاً لمنع هذا التنظيم الإرهابي من اعادته أنشطته رغم تقاطعات المصالح التي تبرز بين دولة وأخرى بين الحين والآخر.

مرحلة ما بعد مقتل البغدادي ستكون مثيرة للتساؤل والاهتمام والخوف من الهجمات الارتدادية، فالغالب في التنظيمات الإرهابية أنها تدخل في مرحلة ضعف واضمحلال عقب موت قادتها البارزين، وهذا ينطبق على كل التنظيمات، فبعد مقتل أسامة بن لادن عام 2011 استلم نائبه أيمن الظواهري قيادة تنظيم القاعدة، إلا أن وهج التنظيم خفت، وفقد السيطرة على فروعه وعناصره في العالم، الذين انضووا تحت لواء داعش بعد عام 2014.

الحال ذاته ينطبق على تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين والذي أصبح لاحقاً مجلس شورى المجاهدين" وكان يقوده أبو مصعب الزرقاوي، وبمقتله عام 2006 بغارة أميركية دخل التنظيم في مرحلة تراجع، رغم اختيار خليفة له هو أبو عمر البغدادي، والذي أسس تنظيم الدولة  في العراق.

ورغم أن التنظيم الجديد أتى من اندماج عدة حركاتٍ جهاديةٍ، إلا أن محاربة الصحوات العراقية له وضعف السيطرة في التنظيم جعلاه في السنوات اللاحقة في مرحلة سبات، حتى وصول الربيع العربي وإيجاده المناخ المناسب لاستقطاب الكثير من المتطرفين، وضخ دماء جديدة إلى صفوف التنظيم، وخصوصاً المنظرين والخبراء العسكريين الذين خرجوا من السجون الأمريكية في العراق، وبينهم أبو بكر البغدادي، لتشكل نقطة إنطلاق جديدة سيطر على إثرها تنظيم البغدادي على مدن رئيسية ومساحات واسعة في سوريا والعراق.

خبراء شؤون حركات الإسلام السياسي، قالوا إنه بمقتل البغدادي يكون مشروعه الجديد قد وأد في مهده، وتكون مهمته بضرب أسس بعض الدول العربية وشعوبها قد انتهت، ولن يكون هناك من هو قادر على إحياء التنظيم في سوريا والعراق في زمن قريب، وإن كان من عودةٍ محتملةٍ للتنظيم فقد تكون بأشكال أخرى وضمن مخططات جديدة، أو ربما يجد له وظيفة أخرى بشكله الذي تعرفنا عليه في بلاد تعاني هشاشة أمنية، وفيها فروع للتنظيم أو خلايا نائمة، كاليمن أو ليبيا.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق