تناقض الإخوان.. تسخر من "تحيا مصر" وتدافع عن مبادرة رئيس تونس حول التبرع بالمرتب
الخميس، 24 أكتوبر 2019 07:00 م
اقترح الرئيس التونسي المنتخب قيس سعيد، التبرع بيوم عمل كل شهر ولمدة خمس سنوات، خلال كلمته لدى أدائه اليمين الدستورية في جلسة عامة استثنائية في البرلمان، الأربعاء، مضيفا أن هذا المقترح من أجل المساهمة في خلاص ديون الدولة.
الاقتراح الذى يعد شبيها بمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى، عقب توليه الرئاسة، حيث أعلن عن مبادرة "تحيا مصر" ليتبرع المصريين لصندوق من أجل بناء مصر وتنميتها، وهي المبادرة التي لاقت هجوما مكثفا من قبل جماعة الإخوان المسلمين المتطرفة، لتطلق أذرعها السياسية والإعلامية سواء قنواتهم الرسمية أو صفحاتهم الملغومة على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، للسخرية من المبادرة والتنكيل بها، إلا أنهم جميعا التزموا الصمت حيال مبادرة " قيس سعيد" وهو الشخصية التي دعمتها الجماعة على قنواتها، الأمر الذى فضح ازدواجية هذه الجماعة الإرهابية.
أذرع الإخوان الإعلامية بلا استثناء، لم تصمت فقط على مباردة الرئيس التونسى المقرب لحركة النهضة والتي أعلنت تضامنها الكامل معه، ودعمه فى كافة الملفات والقرارات التى يأخذها، بل قامت بتبرير هذه المبادرة ، مشيرة عبر كتائبها على وسائل التواصل الاجتماعي أن التبرع يكون يوم عطلة رسمية مرة كل شهر، ولا تكون بالإجبار وإنما اختيار من المواطن التونسى، الذى يرغب فى إزالة عبء الديون عن كاهل تونس.
قيس سعيد الذى فاز بمنصب رئيس الجمهورية عقب حصوله على 72% من إجمالي أصوات الناخبين فى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، متغلبا على منافسه رجل الأعمال نبيل القروى، وذلك بعد أن حشدت حركة النهضة الإخوانية في تونس من أجل دعمه، رغم أنه شخصية مستقلة وهو رجل قانون دستورى متقاعد وليس له سجل في السياسة ولكنه حظي بشعبية كبيرة بين طلبته وفى صفوف الشباب والمثقفين، واشتهر بطلاقته المبهرة فى التحدث باللغة العربية، وهو الأمر الذى لعب عليه إخوان تونس وفضلوا دعمه لأنه مقرب منهم .
وقد أعلنت رسميا حركة النهضة الإسلامية الإخوانية وهى أكبر حزب في تونس، أنها ستدعم أستاذ القانون السابق قيس سعيد في جولة الإعادة بانتخابات الرئاسة مما قد يعزز حظوظه أمام منافسه قطب الإعلام المحتجز نبيل القروي، بعد أن فاز سعيد والقروي في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة التي أجريت يوم الأحد الماضي، إذ تغلبا على زعماء سياسيين كبار ليصلا إلى جولة الإعادة.
وقد مثلت هذه النتيجة إعلانا واضحا برفض الناخبين للقوى السياسية الراسخة التي هيمنت على المشهد السياسي بعد ثورة عام 2011، والتي فشلت في معالجة مصاعب اقتصادية منها ارتفاع معدل البطالة والتضخم، لذا انضمت "النهضة" التي تلقت صدمة بهزيمة غير متوقعة إلى صفوف الداعمين لسعيد، حيث قال محمد بن سالم القيادي بحزب النهضة إنه تقرر دعم سعيد لأنه أقرب إلى روح الثورة ونظيف اليدين، ورغم أن سعيد، لم يكن معروفا قبل الانتخابات، أستاذ سابق للقانون الدستوري ونظم حملة انتخابية متوسطة بتمويل ودعاية لا تكاد تذكر، فهو يتبنى توجهات اجتماعية محافظة بينما يسعى للعودة لمبادئ انتفاضة عام 2011.