قسد والجيش السورى والاحتلال التركي.. هذه خريطة القوى الجديدة في سوريا
الثلاثاء، 15 أكتوبر 2019 10:00 ص
أعلن الجيش السوري دخوله مدينة منبج الاستراتيجية في شمال سوريا، في وقت تحشد أنقرة قواتها والفصائل السورية الموالية لها غربها، كما انتشر الجيش أيضا في عين عيسى على خط المواجهة مع القوات التركية، وذلك بعد اتفاق الانتشار بين دمشق والقوات التي يقودها الأكراد.
اتفاق قوات سوريا الديمقراطية والجيش السورى، يعد تحولا كبيرا في التحالفات التي جاءت بعد أن أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بسحب جميع قوات بلاده من منطقة الحدود الشمالية وسط فوضى تتفاقم، وينذر هذا التحول بصراع محتمل بين تركيا وسوريا، ويثير شبح عودة تنظيم داعش بعد أن تخلت الولايات المتحدة عن أي نفوذ متبق لها في شمال سوريا إلى الرئيس بشار الأسد وحليفته الرئيسية روسيا.
وتمركزت قوات الجيش السوري في عدة مناطق، اللواء 93، ينتشر فى عين عيسى، بريف محافظة الرقة الشمالى، و بجانب مدينة الطبقة، ومطار الطبقة العسكرى، وبلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالى القريبة من الحدود التركية، وعددًا من القرى والبلدات، وأصبحت على بعد 6 كم من الحدود التركية.
وفى تغير مفاجئ في قناعات قوات سوريا الديمقراطية، حيث طلبوا من قوات الجيش مساعدتهم فلبى النداء، وجاء التحرك نحو تل تمر بعد يوم من تصريحات لقادة الأكراد السوريين بأن قوات الحكومة السورية وافقت على مساعدتهم في صد الغزو التركى، وبعدها شهدت المناطق كافة ترحبيا بقوات النظام السوري، لمساعدتهم في صد الهجوم التركي، مثل سكان بلدة تل تمر، التى تبعد نحو 20 كيلو متر من الحدود التركية، والتي تمر على طريق سريع استراتيجى يربط بين الشرق والغرب، وتبعد 35 كيلومترا جنوب شرقى رأس العين، إحدى الأهداف الرئيسية للهجوم التركي، فيما خرج الأهالى لمدخل بلدة عين عيسى لاستقبال وحدات الجيش معربين عن ثقتهم بأن الجيش وحده القادر على حماية التراب السورى من أى معتد أو محتل.
ومن أجل التصدي للهجوم التركى، توصلت دمشق إلى اتفاق مع قوات سوريا الدمقراطية التى يقودها الأكراد، والتى تسيطر على المنطقة، من أجل الانتشار هناك بهدف التصدى للهجوم التركي، وقد أكد عضو مجلس الشعب السورى: "قسد ستسلم كافة المناطق إلى الجيش العربى السورى، وما أن يسيطر الجيش على الحدود سيكون سلاح قسد دون مبرر ولا معنى له، وقسد باتت تعلم بأن الجيش هو الضامن والحاضن الوحيد لكل الإثنيات فى سوريا، وهذا الاتفاق يتيح الفرصة لتحرير باقى الأراضى والمدن السورية المحتلة من قبل الجيش التركى كعفرين" فى شمال غرب حلب.
وقد قال بدران جيا كرد، المسؤول الكردى البارز، أن الاتفاق مع دمشق يقضى بدخول القوات الحكومية المناطق الحدودية من بلدة منبج إلى ديريك فى شمال شرقى البلاد، والقوات الكردية اضطرت للبحث عن سبل لحماية المنطقة، وأضاف، أن انتشار الجيش سيدعم قوات سوريا الديمقراطية فى التصدى "لهذا العدوان وتحرير الأراضى التى دخلها الجيش التركى والمرتزقة" وذلك فى إشارة إلى قوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا.
وعلى خريطة الأرض، تحركت وحدات من الجيش السورى باتجاه الشمال لمواجهة العدوان التركى المتواصل على البلدات والمناطق الحدودية شمالى محافظة الحسكة والرقة، وتعد هذه التحركات تطورا جديدا فى مجرى الأحداث وتعكس تغيرا فى خريطة توزيع النفوذ العسكرى على الأرض، واندلاع مواجهة أوسع متعددة الأطراف، ويفتح عودة الجنود السوريين إلى الحدود التركية الباب أمام احتمال اندلاع مواجهة أوسع، إذا دخل الجيش السوري في صراع مباشر مع القوات التركية.
وبعد الانتشار الأخير للجيش السورى، فهو يحافظ بذلك على انتشاره عند الحدود مع العراق، مرورا بالجزء الجنوبى لدير الزور ومناطق جنوب محافظة الرقة وباتجاه الشمال نحو حلب وغربا نحو المتوسط، فيما سيطرت القوات التركية والمقاتلون السوريون الموالون لها، على مدينة تل أبيض الحدودية، وسط احتدام المعارك شمالى سوريا، بينما أكدت أنقرة توغل قواتها بعمق 35 كم داخل الأراضى السورية، كما قالت وزارة الدفاع التركية أن القوات بقيادة تركيا سيطرت على الطريق السريع (إم4)، وهو طريق رئيسى شمالى سوريا، على بعد يتراوح بين 30 و35 كيلومترا داخل الأراضى السورية.
الرد التركي على تحرك الجيش السوري جاء عبر لسان رجب طيب أردوغان، فى باكو عاصمة أذربيجان، حيث قال إن بلاده لن تتراجع عن العملية التى بدأتها ضد المقاتلين الأكراد فى شمال شرق سوريا "بغض النظر عما يقال"، نحن مصممون على مواصلة العملية حتى نهايتها دون أن نعبأ بالتهديدات، وسنكمل قطعا المهمة التى بدأناها، فيما قال مستشار الرئيس التركى ياسين أقطاى، أن الجيش السورى، الذى لم يتمكن حتى الآن من محاربة التنظيم الإرهابي- قاصدا الأكراد، ولفت أقطاى إلى احتمال اندلاع اشتباكات بين الجيشين السورى والتركى، مضيفا: "إذا حاول الجيش السورى مقاومة ما تفعله تركيا شمال شرق سوريا والوقوف أمامه، فمن الممكن أن تندلع اشتباكات بين الجيشين، مضيفا أن القوات التركية وقوات المعارضة السورية الموالية لها تستعد لشن هجوم على مدينة منبج السورية الكردية.