«صوت الأمة» تفضح التاريخ الأسود للإخوان في تجنيد الأطفال واستغلالهم سياسيا (1)
الأحد، 13 أكتوبر 2019 09:00 ص
6 لجان أبرزها «الأشبال» و«الزهراوات» داخل قسم الطلبة بالجماعة مهمتها تجنيد الفئة العمرية بين 6 سنوات وحتى 21 سنة
الإخوانى المنشق ربيع غزالى يعترف: مهمتى كانت تجنيد الأطفال من خلال مراكز تحفيظ القرآن ووضع خطط وبرامج الاستقطاب والتهيئة
قيادى إخوانى سابق :الجماعة كانت توظف الأطفال فى الأعمال التى تخشى على الكبار القيام بها مثل توزيع البوسترات والدعاية أثناء الانتخابات والمشاركة فى التظاهرات والاعتصامات
عمرو فاروق: الجماعة تسعى لاستقطاب عناصر جديدة من المراهقين والشباب الذين لم يعوا جرائم الجماعة
قبل سنوات، وأثناء اعتصام جماعة الإخوان الإرهابية بميدان رابعة، اعتلى الطفل «محمد» -الذى لم يبلغ السادسة من عمره وقتها- كتف أبيه، ممسكا بمكبر صوتى، يدعو به المتظاهرين للصمود أمام قوات الأمن، مرددا شعارات يمليها عليه أبوه الذى سأله أحد مراسلى القنوات: «إنت مش خايف على ابنك؟»، ليجيب: «لأ.. مش خايف عليه ولا على كل العيال الصغيرين، وباقول لو راح محمد فى محمد ومحمد كتير جدا، وهنجيب عيالنا كلها لحد آخر لحظة».
فى الوقت ذاته وعلى مدار أيام الاعتصام، تعمدت الجماعة تصدير مشهد الأطفال وهم يحملون أكفانهم دفاعا عما أسموه بـ«الشرعية» والإبقاء على المعزول محمد مرسى بعد ثورة الشعب المصرى عليه فى 30 يونيو 2013 فيما استمر استغلال الأطفال عقب ذلك واستخدامهم فى التظاهرات غير السلمية وبعض العمليات الإرهابية التى شهدتها مصر على مدار الأعوام السابقة، لتحاول الجماعة من جديد التلاعب بعقول النشء والمراهقين صغار السن.
منذ أن وضع حسن البنا حجر الأساس لإنشاء جماعة الإخوان فى أوائل عام 1928 أدرك أهمية تجنيد جيل يتشرب دعوته من المهد، فوضع نصب عينيه الأطفال وطلاب المدارس من أجل استقطابهم واستغلالهم فى مهام بعينها، وفى إحدى رسائله التى ألقاها أمام مناصريه، قال حسن البنا: «نحن الإسلام أيها الناس، فمن فهمه على وجهه الصحيح فقد عرفنا»، ودعا رجاله لتجنيد الطلاب وغزو عقول وقلوب الأطفال والمراهقين، وظهر التنظيم الطلابى للجماعة للمرة الأولى عام 1932، ليبدأ التاريخ الأسود للجماعة فى تجنيد واستغلال الأطفال والشباب وإنشاء لجان «الأشبال».
حسن البناء وتجنيد الأطفال
عمدت الجماعة إلى تشكيل «قسم الطلبة» داخل التنظيم، بإشراف أحد أعضاء مكتب الإرشاد، ويتكون من عدة لجان أبرزها، لجنة «الأشبال» وهى المعنية باستقطاب طلاب التعليم الأساسى الابتدائى والإعدادى، ولجنة «الزهراوات» وهى معنية باستقطاب طالبات المرحلة الابتدائية والإعدادية وتمثل جزءا من قسم الأخوات، ولجنة «المرحلة الثانوية»، المعنية باستقطاب طلاب المرحلة الثانوية، ولجنة «المدارس» وهى معنية باختراق المنظومة التعليمية من حيث الاتحادات الطلابية والإذاعات المدرسية ومجالس الآباء، ولجنة «الشباب» وهى معنية باستقطاب من هم فوق الـ18 عاما، ولجنة «الفتيات» وهى معنية باستقطاب طالبات المرحلة الثانوية.
يقول الدكتور كمال مغيث، الباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية، إنه فى النصف الثانى من ثلاثينيات القرن العشرين، كان فكر الفاشية والنازية مسيطرا على العالم بشكل كبير، وعلى هذا الأساس بدأ الإخوان التفكير فى تجنيد الأطفال لأنهم اعتقدوا بطبيعة الحال إن من سيتم تجنيده فى الصغر، سيتشكل طبيعيا بأفكار الجماعة ومعتقداتها، خاصة أن الجماعة لديها شغف بالأطفال الصغار لأن القيادات التاريخية لهم كانوا معلمين، حسن البنا معلم، وسيد قطب كذلك، لافتا إلى أن ما أسهم فى انطلاق الإخوان إلى تجنيد الأطفال وطلاب المدارس والجامعات أيضا، أن الدولة لم تكن لديها سياسة واضحة تجاه الأطفال، تتضمن ماذا يقرأون وما يتعلمونه ويتلقونه منذ مرحلة الطفولة، وحسن البنا وجماعته كانوا ماهرين فى ذلك. وعمدت الجماعة على استقطاب الأطفال إعمالا بنظرية «العقول البيضاء»، التى يسهل تشكيلها وفقا لأدبيات الجماعة وأدبيات التنظيم ومخططه فى عملية إقامة دولة الخلافة كما يزعمون.
ويقول عمرو فاروق الباحث فى شئون الجماعات الإرهابية، إنه فى إطار اختراق جماعة الإخوان للمجتمع المصرى بشتى طوائفه كان فى مقدمة هذه الخطوات استقطاب وتجنيد الطلاب، فالجماعة تعتبر أن الطلاب المصريين- سواء فى المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية وحتى الجامعة- هم المخزون الاستراتيجى للتنظيم.
«العقول البيضاء».. وسيطرة الجماعة على الأطفال
أضاف فاروق خلال تصريحاته لـ«صوت الأمة»، أن «الجماعة تعتمد على نظرية مهمة جدا تطلق عليها نظرية «العقول البيضاء»، والعقول البيضاء هنا تعنى العقول التى ليس لها انتماء فكرى، أو سياسى، ويسهل التأثير فيها وتشكيلها وفقا لأدبيات الجماعة، ومخططها فى عملية إقامة دولة الخلافة، أو أستاذية العالم كما وضعها حسن البنا».
يستكمل عمرو فاروق حديثه مؤكدا أن الجماعة تعتمد على استقطاب عقول تكون مؤهلة لعملية التأثير والتشكيل الفكرى بسهولة وبدون أى تعب أو عناء فى مسألة النقاش، وفقا لآليات التلقين الفكرى والسلوكى، بمعنى أن طلبة المدارس الابتدائية والإعدادية والمرحلة الثانوية، ليست لديهم دراية كافية بخطورة الحركات الإسلامية والجماعات المتطرفة، وهنا تعتمد جماعة الإخوان على علمية تأصيل وتشكيل عقول هؤلاء الأطفال وفقا لنظرية «التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر».
مراحل التجنيد
المنشق حديثاً عن جماعة الإخوان عماد على عبدالحافظ، يقول: « اكتشفنا أن أعضاء الجماعة ليسوا مؤهلين فكريا ولا ثقافيا ولا أخلاقيا، وأن الجماعة لم يكن لديها مشروع إسلامى كما ادعت، وأن لها أهدافا أخرى غير تلك التى التحقت بالإخوان من أجلها»، وتحدث عن حرص الجماعة على تجنيد الأطفال، وقال إن من ضمن أولويات الاختيار أو الرافد الأساسى الذى تستقطب منه الجماعة أفرادها من سن 6 سنوات وحتى سن الـ21، وهذا منذ بداية تأسيس الجماعة، فكان البنا مهتما جدا بهذه الفئة العمرية، وهو أول من أنشأ فريق الجوالة، وكان يضم كل من فى هذه المرحلة العمرية، وأنشأ قسم الطلبة، والذى يضم الشباب الأفراد من 6 سنوات حتى سن الجامعة، كما أقام مؤتمرا أسماه مؤتمر الطلبة، ومن ضمن رسائله المهمة هى «رسالة إلى الطلاب».
«الأشبال».. اختراق ناعم للأسر والعائلات
وأكمل عماد على عبدالحافظ، شرحه بقوله إن الجماعة وضعت عدة مراحل لإعداد الفرد الإخوانى، تبدأ بالسن الصغيرة لأن به ميزات كبيرة، أهمها أنه سهل التشكيل والتكوين، ومن السهل أن تغرس فيه ما تشاء من قناعات، فتجد فى الأطفال سهولة كبيرة فى ضمهم وإدماجهم فى مجتمع الإخوان بالأنشطة الترفيهية وبالرحلات، وبالمسابقات، وباللقاءات والأنشطة الرياضية التى يألفها الأطفال ويحبونها، وبالتالى يصبح من السهل أن يمارس عليه ما يشاء من تأثير ويرسخ بداخله ما يشاء من قناعات وأفكار».
وأضاف عماد على عبدالحافظ، أن الجماعة تعتبر الأطفال وسيلة التواصل مع الأسر واختراق الأسر والعائلات كذلك، فكان فى فترة من الفترات يقوم الإخوان بحصر العائلات والقرى التى لم يدخل فيها أحد الجماعة، ويتم دراسة كيفية اختراق تلك العائلات، حتى يكونوا داعمين للجماعة فيما بعد فى الانتخابات وغيرها، مؤكدا أن الجماعة فى هذا الإطار تعمل على عدة مسارات، وكل الأماكن التى تتواجد فيها هذه الفئة العمرية مثل المدارس، والدروس الخصوصية، ومراكز تحفيظ القرآن، ومراكز الشباب، والجمعيات الخيرية.
اعترافات مسئول التجنيد
لسنوات عدة ظل الدكتور أحمد ربيع غزالى، مسئولا عن قسم الأشبال بالجماعة، وكانت مهمته الأساسية تجنيد الأطفال من خلال مراكز تحفيظ القرآن، ووضع خطط وبرامج الاستقطاب والتهيئة، إلى أن أعلن انشقاقه عن الجماعة.
لما يقرب من 20 عاما قضاها غزالى عضوا فى جماعة الإخوان، تولى فيها قسم الأشبال، وقسم المهنيين، وكان عضوا لمجلس شورى الجماعة إلى أن تقدم باستقالته، وقطع علاقته بالجماعة عام 2005، ويحكى «غزالى» بدايات علاقته بالجماعة، وكيف تم تجنيده من أجل تجنيد الأطفال، حيث كان يقيم حلقات للقرآن الكريم، وقال «قسم الأشبال هو الذى ألحقنى الإخوان بهم من أجله، فكنت حريصا على إقامة حلقات قرآن كريم للأطفال فى المساجد المجاورة لمنزلنا، وكنت حريصا على تربية أبناء الجيران تربية إسلامية، فالإخوان سعوا إلى ضمى للجماعة ومن ثم ليضموا بقية الأطفال، حسن البنا كان حريصا جدا على أن يكوِّن الجماعة من عناصر شابة، وكان يفاخر أن قطاعات المجتمع من الجزماتى والحلاق والمثقف والطبيب جزء من منظومة الجماعة كنوع من أنواع الخلط الكامل لعناصر المجتمع بالجماعة، لأن الجماعة هى المجتمع، والمجتمع هو الجماعة، ويوجد كل أشكال المجتمع، ويكون الدافع لازدهار الجماعة وتحقيق أغراضها يكون شبابيا، وهذا لم يتأتَّ إلا بقسم الطلبة، فالطلبة هم وقود الجماعة منذ التأسيس، لكن بعد السبعينيات وبعد الانفراجة التى أحدثها أنور السادات وخروج المعتقلين والإفراج عنهم بدأ هذا القسم يتشعب إلى جزء من قسم الأشبال».
وثائق تفضح الجماعة
كشفت إحدى الوثائق المسربة– حصلت «صوت الأمة» على نسخة منها- عن أحد المشاريع التى أطلقتها جماعة الإخوان لتجنيد الأطفال وطلاب المدارس والجامعات، تعود لعام 2003، وهو مشروع الـ100 ولد فى كل مرحلة تعليمية، خلال إجازة الصيف، ووسائل تحقيق هذا المشروع عن طرق عدة محاور من بينها الإعلان عن مسابقة ثقافية دينية وتصرف لها جوائز قيمة، ويتم نشر المسابقة داخل المدارس والمساجد والمراكز التعليمية بالشعبة نهاية أيام الامتحانات، وتسلم جوائزها فى حفل إسلامى لربط الأولاد الجدد بالمشرفين، بالإضافة إلى الإعلان عن حفل تكريم المتفوقين للوصول إلى الآباء وإقامة علاقات وثيقة بالأسرة، والإعلان عن مسابقة رياضية وتكون جوائزها رحلات ترفيهية لجذب أكبر عدد ممكن، والإعلان عن مسابقة فنية تعرض فيها اللوحات الإسلامية، والإعلان عن رحلة مصيف.
وكشفت الوثائق عن المفاهيم المراد توصيلها التى جاء من بينها شرح الوصايا العشر لمؤسس الجماعة حسن البنا وترسيخها داخلهم، والنهى عن مشاهدة الأفلام والمسلسلات وغيرها، أما عن مستهدف لجنة المرحلة الثانوية، فجاءت بانتقاء أفضل المشرفين ممن تتوافر فيهم السمات التربوية والقدرة على توجيه عناصر هذه المرحلة لما تحظى به من تقلبات نفسية شديدة وتأهيل هذه العناصر جيدا بالدورات التربوية الفنية المتعلقة بالمراهقين واهتماماتهم.
وقسم المشروع عناصر المرحلة الثانوية لثلاثة أقسام، المستوى (أ) وهم العناصر التى وضحت فيهم المعالم الإسلامية وتأثروا بها فى مرحلة الأشبال، والمستوى (ب) وهم عناصر فرصة التأثير فيها متاحة ولديهم استعداد لتقبل البيئة الإسلامية، المستوى (ج) وهم عناصر ترغب فى المشاركة فى الأنشطة المختلفة نظرا لارتباطها بعناصر من (أ) و (ب) ومعظمهم يغلب عليهم الطابع الهوائى والتقلب والانقياد. ومن بين مستهدف لجنة الثانوية، الوصول بالعلاقة بين المشرف والعناصر إلى مرحلة صبابة وانصهار القلوب والتعلق التام بالمشرف، والتركيز على أهمية القدوة فى حياة الفرد المسلم، وتوثيق الروابط والعلاقات بين أفراد المجموعة الواحدة، وترسيخ معانى الحب فى الله، والتأكيد على مبدأ «المجالس أمانات» لضمان سرية ما يدور داخل المجموعة وربطهم بالمشرف فقط فى هذه المرحلة.
وأكد المشروع ضرورة الجلسة الأسبوعية وأهمية المداومة والحفاظ عليها، والتأكيد على صلاة كل مجموعة ومشرفها فى مسجد واحد لتوثيق الروابط، وصيام يوم فى الشهر والإفطار سويا، وفقرة «بريد أحوال» يتحدث فيها كل فرد عن أحواله الشخصية والأسرية، وسماع شريط شهرى يتضمن أحد المعانى المرحلية المتفق عليها، ورحلة صيفية.
يعلق، عمرو فاروق، الباحث فى شئون الجماعات الإرهابية على ذلك بقوله، «معنى ذلك أن العنصر الإخوانى قبل تجنيده يظل عدة سنوات تحت التأثير والخضوع للعديد من المراحل سواء التربوية أو الفكرية الخاصة بأدبيات جماعة الإخوان، والاختبارات لأنه يتم وضعهم تحت الاختبارات النفسية وقياس مدى درجة الولاء والانتماء والإيمان بأفكار التنظيم».
ويضيف عليه الدكتور الغزالى بقوله: «يلى ذلك بعد أن يصل على درجة معينة من الفهم، دراسة عدد من الكتب والمناهج القرآنية تكون مخصصة للسمع والطاعة فقط، حتى يُنشئوا أجيالا للسمع والطاعة، إلى أن يصلوا إلى درجة معينة من النضج والفهم تبدأ سقاية الأفكار وتولى المراتب داخل الجماعة».
«كتاب الرشاد» أبرز مناهج الجماعة
وضع مؤسس الإخوان نواة إنشاء المدارس التابعة للجماعة، وأنشأ معهد حراء للبنين، وأمهات المؤمنين للفتيات، ووضع مناهجهما بنفسه، واستمر بناء المدارس الإخوانية على مدار السنين بمختلف محافظات الجمهورية، لتطبق تلك المدارس أجندة البنا فى تخليق أجياله المنشودة، ووضعت الجماعة عددا من المناهج الخاصة بها لتدريسها لهذه الفئة العمرية منها «كتاب الرشاد» الذى تضمن أطروحات وأفكار حسن البنا وسيد قطب لتشريبها لعقول الأطفال حتى يتحولوا إلى عناصر إخوانية مبرمجة على أساسيات وأدبيات فكر جماعة الإخوان الإرهابية ومخططها.
يشرح عمرو فاروق بقية محاور عملية استقطاب وتجنيد الأطفال والمراهقين، بقوله: «عملت الجماعة أيضا على عملية السيطرة على المدارس الحكومية والسيطرة على المدارس الخاصة، وإنشاء وتكوين الحضانات، وإنشاء بعض المراكز التعليمية التى يتم من خلالها استقطاب وتجنيد الأطفال، تطرحها على أنها تقدم خدمة للمجتمع فى حين أن الهدف الأساسى منها عملية استقطاب وتجنيد الأطفال، كما سيطرت على الاتحادات الطلابية داخل المدارس، وكذلك مجالس أولياء الأمور، والسيطرة على الإذاعات المدرسية».
ويضيف عمرو فاروق: «كل هذه الوسائل تم تحريكها والسيطرة عليها، وإخضاعها لفكر جماعة الإخوان من خلال لجنة المدارس، وهى لجنة تشرف عليها مجموعة من قيادات الإخوان داخل المناطق وداخل الشعب، يكون هدفها الوصول لأكبر قدر من الأطفال داخل المدارس»، مشيرا إلى أنه فى إطار هذا الأمر أيضا سيطرت جماعة الإخوان على بعض المشاريع الخاصة بالطفل اليتيم على اعتبار أنها تقدم خدمة للمجتمع، لكن الهدف الأساسى من المشروع هو الوصول لأكبر قدر من الأطفال، ويتم استقطابهم واحتضانهم ورعايتهم ليكونوا فيما بعد ضمن عناصر جماعة الإخوان، ويتم تهيئتهم على المستوى الفكرى الحركى بأمور بدائية وبسيطة ثم التدرج فيما بعد للوصول إلى أفكار وأهداف التنظيم.
المخزون الاستراتيجى للجماعة
يستكمل عمرو فاروق: «مشروع تجنيد الأطفال بالنسبة للجماعة من أهم المشاريع الرئيسة داخل التنظيم، لأن هؤلاء هم المخزون الاستراتيجى والعمود الفقرى داخل الجماعة خلال مرحلة عمرية معينة، وهو ما يعطى للجماعة صفة الشبابية، حيث تجد أن أكثر من 70% من القواعد التنظيمية داخل الجماعة هم من الشباب، تتم عملية الاستقطاب والتجنيد فى مراحل مبكرة، ويستقطبون فى مرحلة عمرية غير مدرك فيها لبعض أدبيات وأفكار الجماعات المتطرفة، حيث تتم علمية تلقين لبعض المفاهيم والسلوكيات، ونكتشف أننا أمام عناصر مهيأة فكريا وسلوكيا عن طريق عملية التلقين من غير ما تسعى للفهم والاستيعاب، خاصة أن هذه المرحلة مليئة بالنشاط والحركة فالجماعة تستفيد من هذه الطاقة الكبرى فى توظيفها داخل مشروع جامعة الإخوان، توظيف الأنشطة الرياضية، توظيف المسابقات الدينية والفنية، والرحلات».
وأضاف عمرو فاروق: «أن جماعة الإخوان سعت للسيطرة على قطاع الكشافة فى المدارس والمراكز الثقافية والأندية الرياضية، لتكون قريبة من استقطاب الطلاب والمراهقين، وتقوم من خلال الكشافة بعقد معسكرات تدريبية فى بعض المناطق الصحراوية، واستخدمت ووظفت ساحات المدارس الخاصة التى كان تمتلكها، وحولتها إلى ساحات للتدريب فى إحدى المدارس وهم يتدربون على كيفية القفز من أدوار عالية، وأيضا القفز ما بين دوائر المشتعلة بالنيران بحيث يتم تعويدهم على فكرة الأعمال العنيفة فيما بعد».