المصريون يكتبون شهادة وفاة جديدة لتنظيم إرهابى اسمه «الإخوان»
السبت، 05 أكتوبر 2019 05:00 م رضا عوض
لا حديث فى وسائل الإعلام العالمية إلا عن فشل جماعة الإخوان الإرهابية فى تحريض المصريين على التظاهر بدءا من الجمعة الماضية، ومرورا بالأيام التالية، بعد أن تحولت الشوارع إلى احتفالات مؤيدة للرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث كشفت أغلب التقارير الإعلامية أن الفشل الإخوانى يقف وراءه عدد من الأسباب، لعل أولها المعركة المهنية التى خاضها الإعلام المصرى وكشفه لزيف إعلام الإخوان، إضافة إلى وعى المصريين بخطورة الاستجابة لدعوات التحريض والعنف الإخوانى، علاوة على الخطة الأمنية المحكمة التى أفشلت سيناريو الفوضى الذى جهزته الجماعة الإرهابية، لتأتى إنجازات السيسى لتكمل احباط مخطط الاخوان فى التظاهر.
الإعلام المصرى وأكاذيب الإخوان
معركة مهنية قوية قادها الإعلام المصرى فى مواجهة إعلام الإخوان التى تمتلك قنوات: «الجزيرة، والشرق، ومكملين، ووطن» وعددا كبيرا من المواقع الإخبارية وصفحات السوشيال ميديا على «فيس بوك، وتويتر» التى سخرت نفسها عبر لجانها الإلكترونية لبث سلسلة من الشائعات والأكاذيب، بدأت معركة الإعلام التى قادتها قنوات on tv ، وقناة dmc، وقناة إكسترا نيوز، وقناةmbc السعودية قبل بدء المظاهرات المزعومة التى دعا لها المقاول الهارب محمد على، ودعمها وروج لها الإخوان عبر قنواتهم ومواقعهم على السوشبال ميديا، حيث كانت بداية المعركة هى تعرية الإخوان أمام الشعب المصرى وكشف زيفهم وكذبهم، ورفع الإعلام المصرى شعار «من فمك وأدينك»، وهو ما يعنى أنه (أى الإعلام المصرى) لم يخترع ولم يفبرك ولم ينشر شائعات مثلما فعلت الجماعة الإرهابية، مكتفيا بمواجهة الكذب بالحقيقة عبر نشر وإذاعة سلسلة من المكالمات الهاتفية المسربة التى كانت بين قيادات الجماعة، والتى كشفت كذب الإخوان، وكيف أنها جماعة انتهازية اعتادت ركوب الأحداث والاستفادة منها لتحقيق أهدافها الخبيئة.
بدأ الدرس المهنى بنشر الإعلامى عمرو أديب تسجيلا صوتيا لإخوانى يحرض على التظاهر: قائلا : «هيحفلوا علينا لو فشلنا»، كما عرض تسجيلا صوتيا للإخوانى هانى صبرى، يحث فيه عددا من الإرهابيين على الترويج للتظاهرات والشائعات لهدم الدولة المصرية، وسخر «أديب» من نشر قنوات جماعة الإخوان الإرهابية، مقطع فيديو، لتظاهرة مزعومة، فى مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، حيث عرض عددا من ميادين المنصورة خالية من أى مواطنين، كما عرض فيديو آخر للمظاهرة المزعومة، حيث يهتف المشاركون فيها بكلمة «حرية» بلهجة غير مصرية، كما عرض « أديب» تسجيلا صوتيا لصبرى قال فيه: «ربنا يكرم، وشدوا حيلكم، عمرو أديب هيطلع يحفل علينا، عايزين إحنا اللى نحفل عليه، وبنقول للأمنجى اللى معانا ينقل».
وتابع «أديب»: «دماغك حلوة وعاجبانى يا هانى، عيب يا هانى تشتمنى، وأنا مش هاقدر أشتمك وممكن أقولك حاجات تضايقك، الراجل وصل لمرحلة إن عايز التظاهرات تحصل عشان أديب ميحفلش عليكم، أنت تافه».
كما عرضت الإعلامية لبنى عسل، مقطع فيديو، لأحد شباب الإخوان، يتراجع عن موقفه، وعن دعوات التظاهر، مهاجما قيادات الجماعة الإرهابية فى الخارج، وذلك خلال برنامج «الحياة اليوم»، وقال الشاب خلال الفيديو: «أنا حاسس بالذنب، أنت واللى زيك، واللى بيثيروا الشغب والفوضى، انضحك علينا، أنا حسيت بالندم، وفقدت الثقة فى القيادات، إنتوا فين؟، سايبينَّا وسط ده كله، وبتوجهونا من تركيا ومن الخارج، واحنا اللى فى وش المدفع»، وعرض الإعلامى رامى رضوان، تسريبا لمدير مكتب الهارب أيمن نور مع عبدالله الشريف، وذلك خلال تقديمه برنامج «مساء dmc».
ونشر الاعلامى وائل الإبراشى تسجيلا صوتيا للقيادى الإخوانى على بطيخ فى اتصال تليفونى جمعه بأحد القيادات المقيمين فى مصر، يحرضه فيه على إشعال الأوضاع من أجل إحداث فوضى داخل مصر لهدم مؤسسات الدولة، حيث وجه «بطيخ»، رسالته للإخوانى: «أحب أبلغ كل الإخوة فى مصر إننا كلنا فخورون باللى حصل فى اليومين اللى فاتوا فى المظاهرات».
علاوة على تسجيل آخر لـ«بطيخ» وهو يتحدث مع أحد شباب الإخوان فى مصر، والذى يبلغه فيها بتدبير عمل إرهابى ضخم، حيث حذره قائلا: «إحنا بنجهز لحاجة كبيرة تهز مصر، نبه على الأخوة عدم الاقتراب من كل الأديرة والكنائس خلال الفترة القادمة»، وهو ما يعنى أن هناك عملا إرهابيا ضخما كان الإخوان قد جهزوا له، إلا أن الخطة الأمنية أحبطته، كما تم نشر تسجيلا صوتيا لإخوانى لم يفصح عن هويته، لكنه كان يتحدث إلى الإخوانى الهارب بهجت صابر، وأعرب فيه عن يأسه، وعن انتهاء أمر الجماعة فى مصر.
وشن الإبراشى، هجوما على الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، بعد عرضه تسجيلا صوتيا له، تظهر مقايضته لقناة الجزيرة للظهور عبر شاشتها فى فيلم تسجيلى، يتناول الأوضاع فى مصر، وعرض تسجيلا صوتيا، لـ«نافعة» الذى دأب على مهاجمة الدولة المصرية، عبر قناة الجزيرة القطرية، كما عرض وائل الإبراشى، تسريبا صوتيا آخر لأحد أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، يسب فيه الشعب المصرى بأبشع الألفاظ.
ويأتى نص التسريب كالآتى: «ما الشعب الوسخ ده هو اللى رقص عالجثث بتاعتنا.. شعب جبان لو حس إن انت عندك قوة هيقف ع الحياد، يعنى مش هيعاديك»، وتابع التسريب: «أقل حاجة يقول لك اتصافوا مع بعضيكم، بدل ما بيبلغ عنك ويعمل فيك، ويسوى، الدنيا يا حسام..».
كما نشر الإبراشى تسريبا للإخوان يتبادلون الاتهامات بالجبن وادعاء البطولة، وجاء نص التسجيل كالآتى: «يا جبان يا وسخ ده انت صورتك الحقيقية خايف تحطها ع البروفايل بتاعك»، ليرد الآخر: «عمال تشتم وعمال تعمل وإن الله وإن مش عارف إيه..»، فيقاطعه الإخوانى: «وساعة الجد ده انت صورتك يا وسخ خايف تحطها ع البروفايل، فى مننا ناس تبع الشرعية لكن خايف جبان، وده شئ طبيعى.. لكن أهم حاجة المبدأ، هو الجبن ما الجبن وارد يا افندم فى كل مكان وفى كل زمان، أنا مابقولكش ماتكونش جبان».
فى المقابل أصيبت وسائل الإعلام التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية بحالة ارتباك شديدة عقب فشل دعوات التظاهر التى ظلت تحشد لها لعدة أيام بكل وسائل الكذب والخداع، ولم تجد استجابة لها كما كانت تتنظر، وتسبب ذلك الارتباك لدى كل وسائل الجماعة الإرهابية فى ارتكاب أخطاء فاضحة كجزء من مسلسل الفبركة الذى تتبعه تلك الوسائل طيلة الوقت، ونشرت وسائل الإعلام الإخوانية فيديوهات ليلية وادعت أنها مظاهرات خرجت بعد صلاة الجمعة.
وعى المصريين
كان للدور الذى لعبه الإعلام المصرى فى كشف حقيقة جماعة الإخوان الإرهابية قد أسهم فى زيادة وعى الشعب المصرى بحقيقة وأهداف الجماعة الإرهابية، وأنها جماعة مصالح تسعى لتنفيذ أجندة خارجية من خلال التعامل مع عدد من أجهزة المخابرات وعلى رأسها المخابرات التركية، وهو ما كشفه المصريون الذى تأكدوا من أن أى استجابة للإخوان ودعواتهم للتظاهر ستجر البلاد الى الخلف، وربما نعود لنقطة الصفر، وهو ما دفع الشعب المصرى إلى تجاهل الدعوات الإخوانية وهو ما ظهر أيضا فى تعليقات المصريين على الدعوات الإخوانية.
وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعى مقطع فيديو لمواطنين يؤيدون الرئيس عبدالفتاح السيسى، وإنجازاته والمشروعات القائمة من أجل نهضة حقيقية لمصر.
وأكد أحد المواطنين، أن من ينزل إلى الجمعة للتظاهر ضد الدولة إنسان مريض وخائن للوطن، وقالت إحدى المواطنات: «نريد الاستقرار لدولتنا وفى حاجة إلى بلد أمن وأمان الذى عاد إلينا بتولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة مصر»، وقال آخر: «نريد التقدم لبلدنا ولا نريد الرجوع خطوة إلى الوراء»، بينما أضاف آخر: «نحن وراء الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهو يعلم حقيقة من وراء تلك الدعوات»، وأضاف أحد المواطنين: «مش عايزين مظاهرات وخراب وما حدث فى سوريا وليبيا واليمن أكبر دليل على حجم التخريب».
من ناحية أخرى تجمع الآلاف فى بمنطقة مدينة نصر رافعين الأعلام المصرية ولافتات تحمل شعارات مؤيدة للسيسى، حيث قال عدد من المشاركين فى الاحتفال «جئت من المنصورة لدعم الرئيس ليواصل إنجازاته وهناك قوى أجنبية، مثل قطر وتركيا، تدعم الإخوان وتريد أن تخلق فوضى» فى مصر.
لم يكتف المصريين بتجاهل دعوات الإخوان للتظاهر بعد كشف كذبهم، بل إنهم أطلقوا عددا من الهاشتاجات لدعم مصر، حيث حقق هاشتاج «سقط الإخوان وبقيت مصر»، المركز الأول عبر التريندات المتداولة فى مصر على موقع التغريدات القصيرة «توتير»، كما تداول النشطاء هاشتاج «شكرا شعب وجيش وشرطة مصر»، بأكثر من 60 ألف تغريدة، كما حقق هاشتاج «تحيا مصر» 30 ألف تغريدة.
وتعتبر هذه الهاشتاجات أبلغ رد من المصريين على دعوات التخريب التى أطلقتها جماعة الإخوان الإرهابية، حيث خرج المصريون إلى ميادين مصر، فى مسيرات سلمية يحملون الأعلام، للتأكيد على حب المصريين للرئيس السيسى ودعم الشعب لمؤسسات الدولة والجيش والشرطة.
كما لفت انتباه الإخوان الإرهابية الرسالة التى وجهتها عاملات مصنع سجاد المحلة التابع لشركة مصر للغزل والنسيج هى رسائل نارية لعناصر جماعة الإخوان الإرهابية المحرضين على التظاهر، وأعلنّ رفضهن التام لمثل هذه الدعوات الهدامة، ووقوفهن خلف الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أنقذ مصر من أيادى الإخوان وعبر بها إلى بر الأمان وحقق إنجازات على أرض الواقع لم تشهدها مصر من قبل.
الخطة الأمنية
نجح الأمن المصرى فى إحباط الدعوات التى أطلقتها جماعة الإخوان الإرهابية، حيث كثف من تواجده فى الميادين الرئيسية خاصة ميدانى التحرير والجيزة والتى حاولت الجماعة احتلالها وتنفيذ أعمال عنف بها عن طريق استفزاز الأمن، إلا أن الخطة الأمنية أحبطت هذا المخطط، كما كذّب المصريون الشائعات التى أطلقتها الجماعة بأن الأمن يقوم بالقبض على الأفراد من منطقة وسط البلد، حيث أشار المصريون فى فيديوهات حية إلى التواجد الأمنى فى الشوارع لحفظ الأمن.
وجاءت الخطة الأمنية المحكمة بعد أن تم نشر التسريب الصوتى للقيادى الإخوانى الإرهابى الهارب إلى تركيا وهو يتحدث مع أحد أفراد الجماعة الإرهابية فى مصر ويطلب منه الصبر، ويعده بتنفيذ عملية إرهابية قوية تزلزل الحكومة المصرية، مطالبا إياه بالتنبيه على أعضاء الجماعة بالابتعاد على الأديرة والكنائس، وهو ما دفع الأمن إلى تشديد الرقابة الأمنية على الأماكن الدينية، علاوة على التواجد فى الشارع لتأمين المسيرات المؤيدة للرئيس عبدالفتاح السيسى خوفا من اندساس أحد أعضاء الجماعة للقيام بعمل إرهابى ضد المتظاهرين المؤيدين للنظام.
وجاءت الخطة الأمنية بالتواجد المكثف فى الميادين الرئيسية، خاصة ميدانى التحرير والجيزة، علاوة على التواجد فى عدد كبير من المناطق بمختلف المحافظات، حيث كانت التعليمات المباشرة بضرورة ضبط النفس وعدم الانسياق وراء أى محاولة لاستفزاز القوات، وهو ما كانت ستقوم به الجماعة لجر القوات الأمنية لمعركة يتم تصويرها وتسويقها على أنها اعتداء على المتظاهرين.
وأسهم التواجد الأمنى المكثف فى فشل الإخوان فى مظاهرات المطرية، كما فشلت الجماعة أيضا فى حشد أنصار لها فى محيط عدد من مساجد المطرية وعين شمس، وذلك بسبب التكثيف الأمنى، حيث ارتكزت قوات الأمن أمام الجوامع والشوارع والميادين الرئيسية فى المنطقة، ما دفعهم للتراجع عن التظاهر.
وأمام الفشل فى التظاهر حاولت بعض العناصر الإخوانية التظاهر فى أحد الشوارع الجانبية بمنطقة التعاون فى المطرية التى لا يوجد فيها قوات أمنية، إلا أن تكاتف الأهالى مع الأمن أسهم فى إفشال هذه التحركات.
لا شك أن الانجازات التى حققها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال السنوات الماضية أسهمت- بشكل كبير- فى عدم تصديق الشعب المصرى لأكاذيب وشائعات الأخوان، وهو ما اتضح عبر تجاهل المصريين لدعواتهم التخريبية، فقد أنجز السيسى (خلال الفترة الرئاسية الأولى الممتدة من 2014- حتى 2018) 11 ألف مشروع على أرض مصر، بتمويل يصل إلى 2 تريليون جنيه، ولعل أبرز هذه المشروعات كان مشروع قناة السويس الجديدة، والعاصمة الإدارية الجديدة، علاوة على 13 مدينة أخرى، وإقامة 100 ألف صوبة زراعية، وتربية مليون رأس ماشية، و40 ألف فدان من المزارع السمكية.