بعد خسارة إخوان تونس بجولة الانتخابات الرئاسية الأولى.. مخططات إرهابية تتصدر المشهد
السبت، 05 أكتوبر 2019 02:00 ص
ظهرت نتائج الجولة الأولى بالانتخابات الرئاسية في تونس، الأمر الذى أدى لارتباك حسابات حركة النهضة الإخوانية، فالصدمة قاسية بعد أن انحسرت نتائج الفوز النهائية بين كلًا من المرشح المستقل قيس سعيد ومنافسه السجين نبيل القروي، زعيم حزب قلب تونس، ليصبح الوصول إلى قصر قرطاج أمرا بالغ الصعوبة للحركة التى عولت كثيرا على نفوذهم فى تونس.
وقد أعلنت وزارة الداخلية التونسية، أن وحداتها الأمنية نجحت في إحباط مخطط إرهابي كان يستهدف العملية الانتخابية التي تجري بالبلاد في الفترة الحالية، موضحة فى بيان أن القوات الأمنية المختصة في جرائم الإرهاب والجرائم المنظمة التي تمس سلامة التراب الوطني، ألقت القبض على عنصر إرهابي مطلوب لدى السلطات، بعد نصب كمين له في محافظة المهدية (وسط شرق)، مشيرة إلى أنه كان يستعد في هذه الفترة إلى تنفيذ عملية إرهابية بواسطة عبوة ناسفة يتم التحكم فيها عن بعد، وتم حجز معدات إلكترونية أعدّت للغرض.
وزارة الداخلية التونسية، لم تفصح عن هوية هذا العنصر، لكنها أكدت أنه تواصل مع عديد العناصر الإرهابية بالخارج وبايع التنظيم الإرهابي "داعش"، يأتى فى وقت يقترب فيه إجراء الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة في 13 أكتوبر الجارى، فيما لا يزال وضع القروي داخل الحبس مثيرا للجدل السياسي، ولكن حركة النهضة الإخوانية، لن ترضخ بسهولة لرغبة الشعب الذى أطاح بهم، وقد أكد حاتم المليكي، المتحدث باسم المرشح للرئاسة التونسية نبيل القروي، إن حركة النهضة تسعى إلى تلويث المناخ الانتخابي، وتطبيق مبدأ التداول السلمي للسلطة، كما أن الحركة تستفيد من وجود القروي في السجن، في إطار جهودها لإقصائه عن المشهد الانتخابي وتقليل فرص فوزه.
أما الناطقة الرسمية باسم حزب قلب تونس، سميرة الشواش، فقد أكدت أن الحزب يمتلك برنامجا سياسيا واقتصاديا شاملا، ولذلك تتم محاربته، مشيرة إلى أن هدف الحزب تأسيسُ حكومة من دون حركة النهضة وحزب تحيا تونس، وتأتى هذه التصريحات عقب توجيه المرشح للرئاسة التونسية نبيل القروي رسالة من سجنه، انتقد فيها زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، مؤكدا فيها أن حزبه يرفض التحالف مع النهضة، لأسباب عدة، أهمها الشبهات التي طالت الحركة بشأن جرائم خطيرة بحق الوطن والمواطنين، من بينها التورط باغتيال الناشطين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، إضافة إلى التواطؤ فيما وصفه البيان بالتغرير بشباب تونس وتسفيرهم إلى سوريا، فأصبحت تونس تصنّف ضمن البلدان المصدّرة للإرهاب.
وتعمل حركة النهضة الإخوانية على استغلال الديمقراطية ومؤسسات الدولة في محاولة تمرير قانون إقصائي مخالف للدستور، للتفرد بالحكم، بحسب القروى الذى أكد أيضا أن "النهضة"، لجأت مع حلفائها في الحكومة إلى الجناح القضائي من خلال التنظيم السرّي لإيقافه، والإبقاء عليه مسجونا رغم تمكنه من تخطي الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية، كما أن حصيلة حكمها النهضة للبلاد مدّة 8 سنوات أضرّت بالشعب.
الحركة الإخوانية التى لن تقبل بالتداول السلمي، قد اتهمتها الهيئة الدفاعية عن الناشطين بلعيد والبراهمي، حيث قدمت قبل عام أدلة على تورط الحركة من خلال جهازها السري في اغتيالهما، كذلك قدمت الهيئة أدلة على تورط هذا الجهاز في تسريب أسرار الدولة والتخطيط لعمليات اغتيال أخرى أو لأعمال شغب في البلاد.
ويتضح فى تونس الآن خريطة التحالفات، بعد رسالة القروى، في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، فمع إعلان النهضة دعمها المرشح الآخر قيس سعيّد، يمكن القول إن تيار الإسلام السياسي بشكل عام يقف إلى جانب المرشح المحافظ، فيما التيار الليبرالي يدعم القروي.
وحذر زعيم حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي من تكرار سيناريو نجاح قيس سعيد في الانتخابات البرلمانية، بل حذر أيضا من نجاح حزب قلب تونس في الانتخابات ذاتها، مما قد يقلب الطاولة على رأس حركة الغنوشي، وفي إطار سعيه لاستمالة الناخبين، تبرأ الغنوشي من إخفاقات الحكومة السابقة، متناسيا في الوقت نفسه مشاركة النهضة فيها، موجها سهام الاتهام في تدهور أوضاع تونس إلى حزب نداء تونس، الذي كان أيضا شريكا للنهضة قبل انقلابها عليه ودعم الانشقاقات في صفوفه.
وكعادة الإخوان المسلمين فى كل بلاد يعيشون فيها يستخدمون الشعارات الدينية كقول حق يراد به باطل، لذا لجأ الغنوشي إلى استدعاء الشعارات الدينية في محاولة لكسب تأييد الناخبين، إذ شدد على أن إقامة "مؤسسة وطنية للزكاة" من أجل مقاومة الفقر، وسد الإخلالات بالبنية الاجتماعية وفق تعبيره، إلا أن نائب الغنوشي، علي العريض، جاء بحديث يناقض تماما كلام زعيم الحركة، إذ حمل الحركة جزءا من المسؤولية خلال فترة حكمها في ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.