صحة المواطن على قائمة أولوياتنا.. وحملة «مائة مليون صحة» فحصت 60 مليون مواطن.. وبدأنا تنفيذ أولى مراحل التغطية الصحية الشاملة للمصريين
جهودنا فى مكافحة الهجرة غير الشرعية أثمرت عن توقف شبه تام لتدفقاتها انطلاقا من السواحل المصرية منذ سبتمبر 2016
المشروعات القومية الكبرى فى الإنتاج الحيوانى والاستزراع السمكى والصوب الزراعية جزء من خطة متكاملة لتحقيق معدلات أعلى من الاكتفاء الذاتى وسد فجوة الغذاء
لا تخلو زيارات الرئيس السيسى الخارجية من الحديث عن التطورات الإيجابية التى تشهدها مصر، وكذلك طرح الفرص الاستثمارية التى توفرها الدولة للمستثمرين الأجانب، وخلال تواجده فى نيويورك، أقامت غرفة التجارة الأمريكية مأدبة العشاء على شرف الرئيس بحضور النائب الأول لرئيس الغرفة التجارية الأمريكية ورئيس مجلس الأعمال الأمريكى المصرى، وعدد كبير رؤساء وقيادات كبرى الشركات الأمريكية.
وأكد الرئيس السيسى أن برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى تم تنفيذه بالتعاون مع صندوق النقد الدولى، تم إعداده وفقًا للمتطلبات المصرية الوطنية، وأن التنفيذ الناجح للبرنامج والنتائج الإيجابية التى فاقت المتوقع، تعود لعزيمة وقوة إرادة الشعب المصرى العظيم، وليس فقط للإرادة السياسية أو كفاءة البرنامج ذاته، كما أكد استمرار مصر فى مسار الإصلاح الشامل، بهدف تحقيق التنمية المستدامة، وتحسين مستوى المعيشة وجودة الحياة للمواطنين المصريين.
وخلال اللقاء دار حوار مفتوح بين الرئيس وأعضاء غرفة التجارة الأمريكية ورؤساء وقيادات كبرى الشركات الأمريكية، أشاد خلاله الرئيس بالعلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، وبحرص الجانبين على تعزيزها باستمرار، مؤكدًا حرصه على التواصل المباشر مع مجتمع الأعمال الأمريكى، لتعزيز الحوار الصريح والمباشر حول الفرص والتحديات التى يشهدها العمل المشترك بين الجانبين، وكذا التعرف على المشكلات والمعوقات التى تواجه المستثمرين والعمل على حلها، معربًا عن تقديره للدور الذى تقوم به غرفة التجارة الأمريكية ومجلس الأعمال الأمريكى المصرى فى دعم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والولايات المتحدة.
وأعرب الرئيس عن تطلع مصر لمزيد من مساهمة الشركات الأمريكية فى عملية التنمية فى مصر، والمشاركة فى المشروعات الكبرى الجارى تنفيذها فى جميع أنحاء مصر، للاستفادة من الفرص الكبيرة التى يوفرها الاقتصاد المصرى.
وأشاد رؤساء وقيادات كبرى الشركات الأمريكية بالطفرة التى حدثت فى مصر على الصعيد التنموى، والتغلب خلال السنوات القليلة الماضية على عدد كبير من التحديات التى كانت تواجه الاقتصاد المصرى، وثمنوا فى هذا الإطار الدور الذى قام به الرئيس لتعزيز الاستقرار والتنمية فى مصر، وأكدوا أن الاستقرار فى مصر نقطة ارتكاز لاستقرار منطقة الشرق الأوسط بأسرها، كما أشاد رؤساء الشركات الأمريكية بالإجراءات التى تم اتخاذها لتحسين بيئة الاستثمار وتشجيعه، فضلًا عن المشروعات التنموية الكبرى الجارى تنفيذها، مؤكدين حرصهم على مواصلة العمل على تعزيز الاستثمارات الأمريكية فى مصر فى مختلف المجالات.
ويحرص الرئيس السيسى على الالتقاء بشكل دورى مع أعضاء غرفة التجارة الأمريكية، سواء خلال زياراته إلى الولايات المتحدة أو بالقاهرة، إيمانًا بأهمية التواصل المباشر مع ممثلى القطاع الخاص الأمريكى لإطلاعهم عن قرب على التطورات الجارية فى مصر، ولا سيما على صعيد الاقتصاد، والذى شهد تغيرات إيجابية فى إطار إجراءات الإصلاح الاقتصادى التى تتخذها الحكومة.
وكان الرئيس السيسى أكد فى لقاء سابق مع الغرفة أهمية العلاقات الاقتصادية باعتبارها ركيزة مهمة للعلاقات الاستراتيجية التى تربط بين البلدين، وتطلع مصر لتعزيزها، مشيرًا إلى أهمية الدفع قدمًا بجهود إبرام اتفاقية تجارة حرة بين البلدين بالنظر إلى ما ستحققه من زيادة ملحوظة فى التبادل التجارى.
كما أشار إلى أهمية دور القطاع الخاص فى دعم التعاون الاقتصادى من خلال زيادة الاستثمارات ونقل المعرفة والخبرات وتعزيز التبادل التجارى بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.
كما التقى الرئيس مع شو دونيو، مدير عام منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «فاو»، حيث أشاد الرئيس السيسى بعلاقات التعاون الوثيقة بين مصر ومنظمة الفاو فى مجالات أمن وسلامة الغذاء والتنمية الزراعية، مؤكدًا حرص مصر على تطوير هذه العلاقات ودفعها قدمًا فى كل المجالات التى من شأنها تحقيق التنمية الزراعية، لا سيما فى ضوء الأهمية التى توليها مصر للارتقاء بالقطاع الزراعى كأحد المقومات الرئيسية لتحقيق النمو الاقتصادى، وذلك ضمن المنظومة الأشمل لتحقيق التنمية المستدامة وفق «رؤية مصر 2030».
من جانبه قال مدير عام منظمة الفاو، إن أجهزة المنظمة ومكتبها الإقليمى فى القاهرة يتابعون النشاط الضخم الذى تشهده مصر حاليًا فى مجال الزراعة والغذاء والتنمية الريفية، والمشروعات القومية الكبرى التى تقوم بها مصر حاليًا فى مجالات الإنتاج الحيوانى والاستزراع السمكى واستصلاح مليون ونصف المليون فدان، والصوب الزراعية، والمشروعات المتنوعة للاستثمار الزراعى والريفى، وأشار الرئيس السيسى إلى أن تلك المشروعات تأتى فى إطار الخطة المتكاملة التى تنفذها الدولة لتنمية القطاع الزراعى بصورة مستدامة، بهدف العمل على تحقيق معدلات أعلى من الاكتفاء الذاتى للمحاصيل الاستراتيجية، وسد فجوة الغذاء، وخلق فرص عمل جديدة للشباب، وذلك بالتعاون والتنسيق بين كل الوزارات والهيئات ذات الصلة.
وأكد مدير عام الفاو الالتزام الكامل بدعم المشروعات الجديدة فى مصر بما يتلاءم مع الأولويات المصرية، لا سيما فيما يتعلق باستقدام وتطبيق التكنولوجيات الزراعية الحديثة، والعمل على تحسين ورفع الإنتاجية، والاستخدام الأمثل للأراضى الزراعية، وإصلاح نظم الرى لترشيد استخدام المياه.
الاجتماع رفيع المستوى حول الرعاية الصحية الشاملة
وشارك الرئيس السيسى فى الاجتماع رفيع المستوى حول الرعاية الصحية الشاملة، الذى عقد الاثنين الماضى فى مبنى الأمم المتحدة، وأكد الرئيس فى كلمته أن جهود توفير الرعاية الصحية الشاملة لن تكتمل إلا بتحقيق النفاذ إلى الدواء وتكنولوجيا الصحة، وبناء مشاركات وتحالفات بين الحكومات والشركات والمؤسسات الدولية لضمان توفير الدواء الآمن والفعال للجميع، وتعزيز أطر التعاون الدولى فى مواجهة الطوارئ والأزمات الصحية. وأوضح فى هذا الصدد تقديره لرؤية منظمة الصحة العالمية الخمسية القادمة (2019-2023) التى ترتكز على مد مظلة الرعاية الصحية للجميع دون استثناء.
وقال الرئيس السيسى: إن مصر وضعت خلال السنوات الأخيرة صحة المواطن على قائمة أولوياتها، حيث قمنا بتدشين حملة «مائة مليون صحة» المعنية بالكشف عن المصابين بالالتهاب الكبدى الوبائى «فيروس سى» والأمراض غير السارية، والتى نجحت حتى الآن فى فحص ما يقرب من 60 مليون مواطن فى أقل من عام، فضلًا عن صرف العلاج بالمجان من خلال مراكز العلاج الحكومية على مستوى الجمهورية لأكثر من مليون مواطن ممن تم اكتشاف إصابتهم بمرض «فيروس سى»، وهى كلها الجهود التى نالت إشادة منظمة الصحة العالمية من خلال تقرير فريق التحقق التابع لها والذى قدمه لى مدير المنظمة خلال لقائنا بالقاهرة نهاية شهر أغسطس الماضى.
وتابع الرئيس: «يسعدنى مشاركتكم اليوم لمناقشة قضية توفير الرعاية الصحية الشاملة، فى الوقت الذى مازال نصف سكان العالم يعانون عدم الحصول على الخدمات الصحية الأساسية والملائمة، بما يؤثر على جهودنا الجماعية لتحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بضمان حياة صحية، لا سيما الهدف الفرعى الخاص بتحقيق الرعاية الصحية الشاملة. ومن ثم، يتعين على جميع الحكومات وشركاء التنمية العمل على إيجاد حلول سريعة ووافية لتعزيز الرعاية الصحية الأولية باعتبارها حقًا رئيسيًا من حقوق الإنسان لتوفير حياة كريمة.
وأضاف: بدأنا بالفعل فى تنفيذ أولى مراحل برنامج التغطية الصحية الشاملة لجميع المواطنين المصريين، وتعددت مبادراتنا فى هذا الصدد لتتضمن مبادرة «إنهاء قوائم الانتظار الخاصة بالعمليات الجراحية الحرجة» والتى شملت حوالى 250 ألف مريض، فضلًا عن حملات لتسليط الضوء على المشكلات الصحية التى تواجهها المرأة والطفل فى مصر، لا سيما من خلال مبادرتى «دعم صحة المرأة المصرية» و «اكتشاف وعلاج ضعف وفقدان السمع لدى الأطفال حديثى الولادة»، إلى جانب حملة «الكشف عن أمراض السمنة والأنيميا والتقزم بالمدارس».
وقال الرئيس: لم يقتصر التزامنا بموضوعات الصحة على المستوى الوطنى فحسب، بل امتد إلى قارتنا الأفريقية ضمن أولويات رئاستنا للاتحاد الأفريقى، حيث نسعى حاليًا لتعميم مبادرة «مائة مليون صحة» على الدول الأفريقية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وذلك فى إطار أجندة الاتحاد الأفريقى للتنمية 2063، موضحًا أن هذا الاجتماع فرصة جديدة لإعادة تأكيد الالتزام الدولى لتعزيز الرعاية الصحية الشاملة بشتى أنحاء الأرض، بناءً على مبدأ تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة بدلًا من الاعتماد على سياسة المنح والمعونات، والذى لن يتحقق سوى بتنسيق الجهود على المستوى الدولى. ويعد اعتماد الإعلان السياسى الصادر عن اجتماعنا اليوم نقطة فارقة فى الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الرعاية الصحية الشاملة لجميع الشعوب والمجتمعات.