الاقتصاد العالمى مهدد بالانهيار.. وهذا ما سيحدث للصين وأمريكا وأوروبا
السبت، 21 سبتمبر 2019 06:00 ص
شهد الاقتصاد العالمى تذبذبات حادة جراء الحرب التجارية الكبرى بين أقوى اقتصاديين فى العالم الولايات المتحدة الأمريكية والصين، الأمر الذى آثر سلبا على الأسواق العالمية.
بداية، خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي إلى 3,2 %، محذرا من أن التوتّرات التجارية قد تزيد من تباطؤ النشاط، وقد أعلنت مديرة صندوق النقد الدولي المنتهية ولايتها كريستين لاغارد أن النمو العالمي "هش" و"مهدد" بشكل خاص بسبب التوترات التجارية، وذلك فى مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس.
و"لاغارد" التي سترأس البنك المركزي الأوروبي بدءا من نوفمبر المقبل، حضت قادة الدول على الحوار لمحاولة حل أوجه عدم اليقين التي تحيط بالعالم، في إشارة منها إلى الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، التي تؤثر على التبادلات التجارية حول العالم، وكذلك إلى بريكست الذي يجعل مستقبل أوروبا قاتما، مؤكدة أنه سواء أكان الأمر متعلقا بالعلاقات التجارية، ببريكست، أو بالتهديدات التكنولوجية، فهذه مشاكل من صنع الإنسان ويمكن للإنسان أن يحلها.
فى سياق متصل، حذر محللون من أن النمو الاقتصادي في الصين قد يهبط عن الحد الأدنى لهدف بكين لعام 2019، البالغ 6 % في الربع الثالث من العام أو في العام المقبل، وذلك بالرغم من تفاؤل خبراء الاقتصاد بالحكومة، الذين توقعوا أن يساهم التحفيز في تجنب تباطؤ أكثر حدة، ويرجح خبراء الاقتصاد مزيدا من التباطؤ للنمو الاقتصادي الصيني في الربع الحالي مقارنة مع الفترة بين أبريل ويونيو، التي سجل فيها النمو أضعف وتيرة في نحو 30 عاما عند 6.2 %
وجراء الحرب التجارية بين الصين وأمريكا، تدهور النشاط الاقتصادي لدى بكين في أغسطس، حيث سجل نمو الإنتاج الصناعي أقل مستوياته في 17 عاما ونصف العام، بعدما أثرت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين سلبا على ثقة الشركات والاستثمارات والاستهلاك المحلي، فيما قال تشاو بنغ شينغ الخبير الاقتصادي في إ"يه.إن.زد"، إنهناك احتمالا بنزول نمو الناتج المحلي الإجمالي عن 6 % في الربع الثالث، لكننا نتوقع أن يشهد سبتمبر قفزة في استثمارات الأصول الثابتة، إذ سيتم تأكيد الكثير من المشروعات بمناسبة الذكرى السبعين، لتظهر في الإحصاءات بنهاية الربع. لذلك نبقي على توقعاتنا بمعدل نمو 6.1 % للربع الثالث".
هذا ويتوقع بنك "يو.بي.إس" تباطؤ النمو الاقتصادي الصيني، إلى 5.5 % في عام 2020، مقارنة مع 6 % في العام الحالي، فيما قال الخبير الاقتصادي المعني بالصين في "يو.بي.إس"، تاو وانغ، إن النمو سيشهد مزيدا من التباطؤ في الربع الأخير من 2019 والربع الأول من 2020، بفعل تأثير زيادة الرسوم الجمركية الأمريكية.
وتوقع رئيس إدارة التوقعات الاقتصادية بمركز المعلومات الحكومي، تشانغ يو شيان، أن يسجل النمو في الربع الثالث 6.1 %، قبل أن يتعافى بعض الشيء في الربع الأخير إلى 6.2 %"، مضيفا أن هذه المجموعة من السياسات تشمل سياسات مالية ونقدية وهيكلية، وسيظهر أثرها قطعا في الربع الرابع، وإلا فستكون هذه السياسات غير مجدية، كما اعتبر أن هذا سيضمن نمو الاقتصاد بين 6.2 و6.3 % في العام الحالي، بما يتفق مع الهدف الذي حددته الحكومة.
من جانبها، قالت كبيرة الخبراء الاقتصاديين في المركز الصيني للتبادلات الاقتصادية الدولية، تشين ون لينغ، إنها تتوقع أن يسجل النمو نحو 6.2 % للعام الحالي، ونحو 6 % للعام المقبل، أما الخبير الاقتصادي في المركز الصيني للتبادلات الاقتصادية الدولية، تشانغ يان شينغ، فقال إنه لا يستطيع استبعاد احتمال انخفاض النمو الفصلي عن 6 % مستقبلا، لكنه لم يحدد إطارا زمنيا.
فى سياق متصل، كشف تقرير لوكالة "بلومبيرغ" الأمريكية عن إجراءات اقتصادية اتخذتها بكين، وألقت بظلالها على العالم أجمع، وذلك من خلال لجوئها إلى الذهب، وتخزينه، وذلك مع تصاعد الحرب التجارية المستعرة أصلا بين الولايات المتحدة والصين، فمنذ ديسمبر الماضي، تضيف الصين كميات هائلة من المعدن النفيس إلى احتياطياتها، مما أثر بشكل ملحوظ على أسعار الذهب، ليرتفع 18 % منذ بداية العام، فيما نقلت "بلومبيرغ" عن بنك الشعب الصيني، أن بكين أضافت أكثر من 94 طنا من الذهب إلى احتياطياتها منذ ديسمبر الماضي، مما قد يبرر ارتفاع سعر الذهب منذ نهاية العام الماضي.
من جهة أخرى، تباطأ نمو الوظائف في الولايات المتحدة بأكثر مما كان متوقعا في أغسطس الماضي، مع تراجع التوظيف في قطاع التجزئة للشهر السابع على التوالي، فيما يرى خبراء أن مكاسب زيادات الأجور تدعم إنفاق المستهلكين وتُبقي على نمو الاقتصاد الأميركي بشكل معتدل، وسط تهديدات متزايدة من التوترات التجارية، كما أظهر التقرير الشهري للوظائف الذي نشرته وزارة العمل الأميركية، الجمعة، انتعاشا في أسبوع العمل، إذ زاد المصنعون ساعات العمل للعمال بعد خفضها في يوليو.
الحكومة الأمريكية قالت، إن الوظائف في القطاعات غير الزراعية زادت 130 ألف وظيفة، خلال الشهر الماضي. ووفر الاقتصاد الأمريكي وظائف أقل بمعدل 20 ألفا في يونيو ويوليو، مقارنة مع التقديرات السابقة، وقد بلغ متوسط نمو الوظائف 156 ألفا، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، لكنه ما يزال أعلى من حوالي 100 ألف وظيفة مطلوبة شهريا لمواكبة نمو السكان في سن العمل، فيما لم يسجل معدل البطالة تغيرا يذكر عند 3.7 % للشهر الثالث على التوالي مع دخول المزيد من الأشخاص إلى سوق العمل.
فى سياق متصل، أظهرت بيانات من الاتحاد الأوروبي،أن نمو منطقة اليورو تراجع بمقدار النصف في الربع الثاني من العام الجاري مع انكماش اقتصاد ألمانيا وتباطؤ التجارة، فيما ذكر مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي (يوروستات) أن الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو زاد 0.2 % في الربع الثاني، بعد نموه 0.4 بالمئة في الأشهر الثلاثة الأولى من 2019، وتماثل البيانات التقديرات السابقة ليوروستات وتوقعات السوق، وتؤكد الآفاق التشاؤمية للتكتل الذي يضم 19 دولة، والذي يواجه تهديدا مزدوجا من الضبابية المحيطة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والحروب التجارية العالمية.