في مصانع بير السلم.. المنظفات المغشوشة شبح يداهم «الصحة العامة»

محاولات عديدة يجريها الطامعين في جني أكبر قدر من الأموال، حتى وإن كانت على حساب صحة الأشخاص، فلا يعني أصحاب الضمائر الميتة إلا جمع المال، وهوما تحاول وزارة الداخلية منعه مع الوقت، في إطار سعيها لحماية حياة المصريين، فقد ضبطت مباحث تموين محافظة القليوبية، خلال الأيام الماضية، ما يفوق الـ 10 أطنان من المنظفات الصناعية جاهزة ومعدة للبيع، بمصنع غير مرخص في مدينة الخانكة، إلا أنها لا تطابق مطابقة المواصفات القياسية.

وهي ليست الأولى الضبطية، حيث تتكرر بصفة شبه شهرية على مستوى المحافظات، فقد ضبطت أيضًا الإدارة العامة للتجارة الداخلية في البحيرة، شهر مايو الماضي، 3 مصانع منظفات صناعية بدون ترخيص، تعمل في مجال إنتاج سلعًا غير مطابقة للمواصفات القياسية، في مقدمتها الصابون السائل ومنظفات صناعية أخرى.

تعتمد مصانع المنظفات غير المرخصة «بير السلم»، على خلط المواد الكيميائية والسائلة لصنع منظفات مغشوشة، وترويجها في المحلات والأسواق، بالمخالفة للقرار الوزاري رقم 113 لسنة 1994، الذي نص على حظر تداول السلع مجهولة المصدر أو غير المصحوبة بالمستندات، وحظر عرضها للبيع أو حيازتها بقصد الاتجار، وكل من يخالف أحكام هذا القرار يعاقب بالحبس لمدة لا تقل عن 6 أشهر، وبغرامة لا تقل عن 500 جنيه أو بإحدى العقوبتين، وتضبط الكميات موضوع المخالفة، ويحكم بمصادرتها وإعدامها.

مصانع المنظفات في بير السلم

وتتسبب المنظفات الصناعية المُصنعة في مصانع «بير السلم»، في مشكلات صحية خطيرة لمستخدميها، يأتي في في مقدمتها الإصابة بضيق التنفس، والتهابات بالعين، وحكة في اليدين «حساسية»، وصولًا لأمراض جلدية خطيرة، بسبب اعتماد تلك المنظفات على مواد كيميائية مغشوشة.

دفعت الخطورة التي تسببها المنظفات الصناعية المصنعة في مصانع «بير السلم»، النائب طارق متولي، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، لتقديم طلب إحاطة إلى رئيس مجلس الوزراء، بشأن انتشار المصانع غير المرخصة لتصنيع المنظفات السائلة في محافظات مصر.

وفي هذا السياق، أكد النائب طارق متولي، أن غالبية المصنعين للمنظفات الصناعية المغشوشة، يعتمدون على استخدام موادَ كيميائية محظورة، لتحقيق ربح كبير، خاصة في ظل ما تشهده هذه الصناعة من سهولة في التصنيع، ورخص ثمن المواد المستخدمة، موضحا أن غالبية المصنعين يضيفون كميات هائلة من مادة السليكات والصودا الكاوية، وجميعهم مواد تضر بصحة الإنسان، معتمدين على كثرة استخدام الأسر المصرية على المنظفات الصناعية داخل البيوت، مشيرا إلى أن المصنعين لا يعون بالقدر الكافي مدى خطورة المواد الكميائية التي يستخدمونها، وتأثيرها السلبي على حياة المواطنين.

منظفات بير السلم

من ناحيته، أكد الدكتور محمود عمرو، مؤسس المركز القومي للسموم، أن مصانع المنظفات التي تعمل دون ترخيص تستخدم مواد خام معظمها مستورد، لكنها تلجأ إلى استيراد الأنواع الأقل جودة، مما يتسبب في أن يخرج منتجها النهائي غير مطابق للمواصفات بنسبة 100%، وهو ما يسهله عملية غياب التفتيش الدوري والرقابة عليها.

وأوضح مؤسس المركز القومي للسموم، أن خطورة المنظفات الصناعية الغير مرخصة، تكمن في عدم وجود مادة كيميائية بها شوائب وبدرجة نقاء أقل، مما يتسبب في تراكم ملوثات مزمنة على الأفراد والبيئة، كما أنها مواد تحتوي على معادن ثقيلة تسبب الفشل الكبدي والكُلوي وتؤثر على المخ والتنفس.

وتابع: المصانع التي تعمل بدون ترخيص، تعمل في أماكن تصنيع غير نظيفة ولا مؤهلة كما أنها لا تُطابق الاشتراطات البيئة المحيطة والبيئة الصناعية، مما يُعرض المحيطين بالمصنع والعاملين فيه إلى مخاطر صحية خطيرة، فضلا عن استخدام تلك المصانع لمواد خام، ممثلة في مواد كيميائية وزيوت، رخيصة، ولا يوجد حساب للكشف عن التركيب الكيميائي لها، والذي يكون غالبا غير مُطابق للاشتراطات ومواصفات التصنيع نهائيا.