كشف حساب نائب الـ«مورنينج تيكست».. تامر الشهاوي حضر في 4 سنوات 61 جلسة من أصل 244 (صور)

الأحد، 15 سبتمبر 2019 08:48 م
كشف حساب نائب الـ«مورنينج تيكست».. تامر الشهاوي حضر في 4 سنوات 61 جلسة من أصل 244 (صور)
تامر الشهاوى
مصطفى الجمل

 
يمني المرء نفسه أن يستيقظ كل يوم على رسالة من قريب أو صديق أو حبيب، تتضمن مشاعر محبة أو شوق أو دعوة تفتح نهاراً يستطيع أن ينجز فيه ما عليه من مهام أو أن يقضي يوماً هادئاً سالماً يستمتع فيه بما يطيب له من ملذات ومسليات الحياة.
 
يحالف الحظ كثيرون في أن يتلقوا رسالة كتلك، ويتخلى عن كثيرين أيضاً، فيصحو التعساء على رسالة من بنك يطالبهم بسداد ما عليهم من ديون، أو شركة حشرات ألمانية تدعوهم للتعاقد معها لحمايتهم من النمل والصراصير أثناء غفوتهم، ويدخل ضمن هؤلاء التعساء في مصر، فئة الصحفيين وبالأخص صحفيي ملفي السياسة والبرلمان، الذين يصحون على رسائل من بعض النواب الذين تمكن الفراغ منهم فراحوا يصيغون تحركاتهم وسكناتهم وزياراتهم السياسية والعائلية في بيانات صحفية، ويرسلونها للصحفيين المسئولين عن الملف في كافة الصحف المصرية، لعل بعضهم يكون مصاباً بنفس الفراغ والإفلاس المهني، فينشر تلك البيانات التي لا تسمن ولا تغني من جوع دون مراجعة أو تدقيق. 
 
النائب تامر الشهاوي، واحد من هؤلاء النواب الذين تكالبت عليهم أمراض الفراغً والإفلاس الفكري والشهواتية، وبدلاً من أن يسير على درب رفقائه في إرسال كل صباح ومساء بيانات صحفية بجولات أو انتقادات أو إشادات بأي موضوع أو قضية، راح يمطر هواتف الصحفيين وحساباتهم على موقع التواصل الاجتماعي «واتس آب» برسائل ما أن تفتحها حتى تجد لينك لمنشور من صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، فتتوقف لحقظة وتفرك عينيك لعلك تستوعب الأمر، ما معنى أن النائب تامر الشهاوي يرسل لي من حسابه على «واتس آب»، رابط حساب تامر الشهاوي على «فيسبوك»؟!
 
لا يمل الرجل ولا يكل من إرسال هذه الرسائل كل صباح، حتى ولو لم يتلق الرد من هؤلاء الصحفيين، في البداية ظن الصحفيون أنه ربما تمكن الفقر من الرجل كما تمكن الفراغ منه، ويعجز عن توظيف مكتب معاون أو مستشار إعلامي يكتب له بياناته الصحفية، فيعتمد على أن يطالع الصحفيين صفحته للاستفادة مما يكتبه من بيانات أو اقتراحات أو طلبات إحاطة، إلا أن كل هذا ليس إلا ظن و ليس هناك أكبر من ذلك إثم، فالرجل لا يكتب إلا هراء، ولا يرسل إلا حديثاً هاوياً، ينم عن سوء فهمه لطبيعة مواقع التواصل الاجتماعي، واستخداماته المثلي، فضلاً عن إداركه لطبيعة عمله، وما على كاهله من مسئوليات كفيلة بأن تضيع له وقته، وتقضي على فراغه، فقط إن شمر ساعده وانتوى العمل. 
 
WhatsApp Image 2019-09-15 at 8.34.13 PM
 
 
 
WhatsApp Image 2019-09-15 at 8.34.12 PM (1)
 
بسبب هذه الرسائل، استحق النائب تامر الشهاوي لقب نائب الـ«مورنينج تيكست»، وخلال الأشهر الأخيرة ركزت هذه الرسائل على رؤية الرجل في الإعلام وتقصير المسئولين عن هذا الملف في حق مصر، وكيف أن الرجل يرى قصوراً يحتاج علاجاً عاجلاً في الخطاب الإعلامي، وقبل أن نخوض فيما يملكه الرجل من مؤهلات تعينه على التحدث في ملف، يخشى شيوخه وأعلامه التحدث فيه دون تحضير واستذكار وتوثيق وتدقيق، قررنا أن نبحث في مسيرة الرجل البرلمانية، وما قدمه خلال دور الانعقاد الماضية.
 
في دور الانعقاد الأول، تغيب النائب في 31 جلسة من أصل 57، وفي دور الانعقاد الثاني تغيب عن 43 جلسة من أصل 64، وفي دور الانعقاد الثالث تغيب عن 55 جلسة من أصل 66، وتأخر في 9 جلسات من أصل 11 جلسة حضرهم، أي أن النائب لم يحضر جلستين في ميعادهما سوى مرتين، وفي دور الانعقاد الرابع تغيب في 54 جلسة من أصل 57 جلسة، وتأخر في جلسة من الثلاث جلسات التي حضرها.
 
WhatsApp Image 2019-09-15 at 8.34.11 PM
 
وبقدر الحضور كان النشاط، ففي أربعة أدوار من الانعقاد، قدم النائب 3 مقترحات فقط، الأول مشروع بقانون لحماية الحيوان، ومع كل تقديرنا لهذه القضية المهمة، إلا أن الحياة دائماً ما ترتب طبقاً للحاجات والأولويات، فمن المؤكد أن مشاكل مدينة نصر التي يمثلها النائب لم تنته كلها ولا يتبقى إلا مشاكل الحيوان، أما الاقتراح الثاني فكان أكثر غرابة، وخصوصاً أنه كان يتعلق بأزمة واقعة في دائرة البساتين التي لا ينوب عنها ولا يمثلها، أما الاقتراح الثالث فكان بخصوص قانون ملاحقة الجرائم الإلكترونية.
 
لم يقدم النائب خلال جلسات البرلمان منذ حلف اليمين اقتراحاً واحداً يخدم المصلحة العامة أو حتى الخاصة بأهالي دائرته، لكنه تفرغ مؤخراً فقط لمهاجمة الإعلام، وعندما هبت بعض المواقع والجرائد لمكاشفته وإطلاعه على كشف حسابه وسؤاله عن طبيعة عمله ودوره داخل البرلمان، غضب وثار وأخرج من تحت الأرض وكلاء ومحامين يقدمون صباحاً ومساء بلاغات ضد كل من تسول له نفسه أن يذكر اسمه، أو يعرض شيئاً من تقصيره في أداء مهمته، التي أوكلت له من أهالي دائرته.
 
 
WhatsApp Image 2019-09-15 at 8.34.12 PM
 
حتى هذه اللحظة، لا أحد يعرف ما الذي أغضب النائب من الإعلام، هل لأن الصحفيين يتجاهلون الـ«تيكست مورنينج» ولا يرفعون من مشاهدات منشوراته، أو ربما لأنهم لا يتكاسلون في الضغط على «اللايك» والـ«شير»، وإن كان الأمر في نفس ابن يعقوب، فما الذي أغضبه ثانية عندما مارس الإعلام حريته في النقد واستخدم أدواته المهنية في إطلاع الرأي العام على ما قدمه النائب تحت قبة البرلمان.
 
يريد «الشهاوي» إعلاماً تم تفصيله على مقاسه، يهتم بفراغه ويتجاهل سوئاته، ولا يطاله بما له وما عليه، يريد إعلاماً يقدر قيمة الـ«تيكست مورنينج»، يريد صحفيون لا يبخلون عليه بالـ«اللايك» و الـ«شير».
 
WhatsApp Image 2019-09-15 at 8.34.11 PM (1)

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة