تامر الشهاوي المتناقض.. يطالب بإعلام حر ثم يتوعد ويهدد فاضحي "نومه في العسل"
السبت، 24 أغسطس 2019 12:43 مطلال رسلان
مصيبة كبرى أن يحيد نائب البرلمان عن طريق الشعب، أو يضل مكان المهمة التي اختاره الصندوق من أجلها، يكتشف الناس فجأة أن رهانهم كان خاسرا وأن الوعود التي ملأت آذانهم لم تكن إلا شو للوصول إلى كرسي البرلمان.
يبدو أن أهل دائرة مدينة نصر خسروا رهانهم على النائب تامر الشهاوي، عشرات الشكاوى اليومية عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك فقط، وأضعافها في أدراج مكتبه، وغيرها عبر الأحياء، كلها راحت في مهب الريح، أثناء انشغال الشهاوي في اللف على برامج التوك شو أو صياغة بياناته عبر السوشيال ميديا.
منذ لحظة جلوسه على كرسي البرلمان التزم الشهاوي الصمت تحت القبة، لم يقدم طلبا واحدا لمشكلة تخص أهالي دائرته أو الصالح العام، وفر نائب مدينة نصر مجهوده إلى خناقات وحلقات برامج التوك شو، وصفحة أنشأها على فيس بوك لاستعراض بياناته رغم أنها عجت بآلاف الشكاوى.
تناقض تام ومثال صارخ لضياع أدوات العمل البرلماني، نحن أمام وضع غريب، نائب برلماني لم يقدم طلب إحاطة أو واحد منذ دخوله المجلس، وأرشيفه امتلأ بعشرات الحلقات في البرامج وصفحته بالبيانات الرنانة.
أحد مصائب الشهاوي التي تحدث بها عبر صفحته، وكشفت عن وجهه الحقيقي، عندما هاجم وسائل الإعلام واتهمها بالسطحية وسيطرة قوى ظلامية على عقول الناس بمعلومات مغلوطة، على حد وصفه، تلك القنوات التي هو ضيف دائم عليها وأروقتها شاهدة على ساعات انتظاره، والمحتوى الإعلامي الذي اختار هو بنفسه أن يكون طرفا فيه.
قال الشهاوي «بعد مرور سنوات تبين أننا نسير في اتجاه خاطئ»، ونسى أنه نفسه كان الاتجاه الخاطئ عندما ترك عمله البرلماني ومهمته التي اختاره شعب مدينة نصر من أجلها وجرى وراء الشو الإعلامي، تصويب المسار من وجهة نظر الشهاوي تبدأ بترك التنظير والاهتمام بالمحتوى والمشكلات، ربما هذه هي النتيجة الأجدر به اتباعها لحل مشاكل دائرته، وإنهاء فترة صمته في البرلمان.
لم يكن حديث الشهاوي عن تصحيح مسار الإعلام إلا كشفا عن واقعه هو، أراد بجمل مصاغة بعناية أن يصنع جدلا آخر كعادته لكن انقلب السحر عليه، ترك الناس في مدينة نصر أحاديث الشهاوي عن نظرياته الإعلامية وانهالوا عليه بعشرات الشكاوى والاستغاثات من تراكم القمامة، وعدم وجود أعمدة الإنارة فى عدد كبير من شوارع الدائرة، وعدم توافر الخدمات والأرصفة المتهالكة والأسواق المهملة، بالطبع تركها الشهاوي كلها وراح يتحدث عن مؤامرات إعلامية.
ملأ الشهاوي صفحاته على السوشيال ميديا بالحديث عن حرية الإعلام، ورمى بيانات هنا وهناك تعبر عن موقفه من فتح الباب لكل من يريد الحديث، ولكن الأمر كان مختلفا عندما كشفت وسائل إعلام وكتاب نومه في العسل بدائرته راح يهدد وتوعد أمام الناس الذين شهدوا عبر صفحته كلامه المعسول عن حرية الإعلام.
من الواضح أن كلمات الشهاوي عن حرية الإعلام لم تكن من باب الإصلاح، بل كانت للشو الإعلامي ليس أكثر بدليل موقفه من وسائل الإعلام التي كشفت الكوارث في دائرته التي غض هو الطرف عنها، كان من الأحرى للنائب الصامت أن يقوم بدوره ويحفظ أمانته في البرلمان ويسعى لحل مشاكل الناس، بدلا من سعيه لإثارة جدل لا طائل منه سوى مصلحة شخصية لتلميع صورته.