حماية للمحاصيل والحد من الخسائر..
"الزراعة" تستخدم التكنولوجيات الحديثة في الأبحاث العلمية لمكافحة أمراض النباتات
الأربعاء، 11 سبتمبر 2019 10:00 ص
تُشكّل الأمراض النباتية، سواء كانت فطرية أو بكتيرية أو فيروسية أو نيماتوديه، خطراً كبيراً ومتواصلاً، على الحاصلات الزراعية فى مصر، حيث تتسبب هذه الأمراض، فى خسائر كبيرة بالمحاصيل الزراعية، تقدّرها دراسات وتقارير بحوالى 25% إلى 60%، من الإنتاجية، كما تلتهم الآفات والحشرات الزراعية، الناجمة عن هذه الأمراض، حوالى 60% من المحاصيل، ولذلك كان ارتباط وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، بمركز البحوث الزراعية، ومعاهده وخبرائه ومعامله، هو ارتباط الروح بالجسد، لحماية الحاصلات الزراعية، من أخطار الأمراض النباتية، والحشرات والآفات الزراعية.
مركز البحوث الزراعية
خسائر الأمراض والآفات الزراعية
وقد رصدت دراسات وبحوث عديدة، فى مختلف دول العالم المعنية بالزراعة، آثار الأمراض النباتية والآفات الزراعية على الحاصلات، كما اهتمت كل دولة، بدراسة الأمراض والآفات المنتشرة بها، والتى تمثّل خطراً على الزراعات المحليّة، غير أن أهم الدراسات العالمية فى هذا المجال، هى ما نشرتها دورية" Nature Ecology and Evolution " ، أو"نيتشر إيكولوجي آند إيفولوشن"، وهى مجلة علمية شهرية، تغطي جميع جوانب البحوث في علم البيئة، والتى قالت إنه "على الرغم من محاولات العلم السيطرة على الآفات باستخدام المبيدات، إلاّ أن مسببات الأمراض أدت إلى تقليل الإنتاج الزراعي وقلة جودته، كما أدى ظهور العديد من الآفات والفطريات، التي تصيب النباتات وتدمر الحقول، إلى حدوث خسائر اقتصادية كبيرة، وصعوبة استقصاء المعلومات عن كل الآفات الزراعية، بسبب تنوُّعها الكبير، الذي يمتد ليشمل الفيروسات والبكتيريا والفطريات والنيماتودا والمفصليات، وتتضمن الحشرات والعنكبوتيات والقشريات وعديدات الأرجل، والرخويات وتنقسم إلى 7 طوائف، أهمها المحاريات، والنباتات الطفيلية، وقد رصدت الدراسة 137 من مسببات الأمراض والآفات، المرتبطة بخسائر في محاصيل القمح والأرز والذرة والبطاطس وفول الصويا، وقدرت الخسائر في تلك المحاصيل الاستراتيجية بدرجات متفاوتة، حيث يخسر المزارعون في المتوسط كل عام، حوالى 22.5% من محصول الذرة، و17.2% من البطاطس، و21.4% من فول الصويا، و21.5% من القمح، و30% من الأرز، وتشير النتائج إلى أن أعلى الخسائر، يرتبط بمناطق العجز الغذائي، ذات التجمعات السكانية سريعة النمو، وكثيراً ما تحدث تلك الخسائر، مع ظهور الآفات والأمراض.
آفات زراعية
رصد الآفات الزراعية ومسببات الأمراض
وأوضح الباحثون أن "الدراسة تسلط الضوء على الاختلافات في التأثيرات بين مسببات الأمراض، بهدف تقديم معلومات مهمة، لتحديد أولويات مكافحة الأمراض، التي تصيب المحاصيل، لتحسين استدامة النظم الإيكولوجية الزراعية، وهو ما يساعد في تقديم الخدمات للمجتمعات الزراعية"، وقد اعتمدت الدراسة على بيانات استقصائية من 989 سجلًّا زراعيًّا، حيث رُصدت الآفات الزراعية ومسببات الأمراض، اعتماداً على معلومات مأخوذة من 219، من خبراء صحة المحاصيل في 67 بلداً، تنتج المحاصيل الرئيسية في العالم، وكان أهم تلك البلدان الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والبرازيل وباراجواي والأرجنتين وغرب آسيا وشمال أفريقيا والصين والهند وجنوب شرق آسيا، وتنتج تلك البلدان حوالي 83% من الإنتاج العالمي للقمح، و94% من الأرز، و79% من الذرة، و69% من البطاطس، و95% من فول الصويا، على أساس متوسط إنتاج المحاصيل، خلال الأعوام من 2010 إلى 2014، وبالتالي تُمثل تلك البيانات، جزءا كبيرا من استراتيجيات المحاصيل الخمسة، على مستوى العالم، ويُقدر في المتوسط بـ84%، وعبر حساب المساحات المزروعة، وإنتاجية الفدان، توصل الباحثون إلى تقديرات الخسارة في المحاصيل الخمسة.
حماية الزراعات برشها بالمبيدات الزراعية
حماية الزراعات والمزارعين
وعن دور وزارة الزراعة، ومركز بحوثها ومعاهدها وخبرائها، فى حماية الزراعات، قال الحاج ممدوح حماده، رئيس الاتحاد التعاونى الزراعى المركزى، إن الآفات الزراعية والأمراض النباتية، تتسبب فى خسائر كبيرة للزراعات وللفلاحين والمزارعين، غير أن وزارة الزراعة، تقف بالمرصاد لهذه الآفات الزراعية والأمراض النباتية، عن طريق الإدارة المركزية لمكافحة الآفات الزراعية، ومعهد بحوث أمراض النباتات، والجولات المستمرة لقيادات ومسئولى الزراعة، فى المحافظات والمراكز والقرى، لمتابعة أحوال المحاصيل الزراعية، أولاً بأول، ومدى احتياجها للمكافحة من عدمه، وكذلك تقدير الإصابات الخاصة بالزراعات.
المبيدات الزراعية شر لابد منه لحماية الزراعات
استخدام أحدث التقنيات التكنولوجية
من ناحيته، ينظم معهد بحوث أمراض بحوث النباتات، التابع لمركز البحوث الزراعية، دورة تدريبية حول استخدام أحدث التقنيات التكنولوجية وأجهزه الـ PCR، في الأبحاث العلمية لأمراض النباتات، بمقر معهد البحوث، خلال الفتره من 22 وحتى 26 سبتمبر الجاري، تحت وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، والدكتور محمد سليمان، رئيس مركز البحوث الزراعية، وقال الدكتور أشرف خليل، مدير المعهد إن الدورة ستتناول عدداً من المحاور على رأسها، أهميه استخدام البيولوجيا الجزيئية في مجال أمراض النباتات، وطرق استخدام الأجهزة والاحتياطات الواجب مراعاتها، وكذلك طرق استخلاص الحامض النووي، وتطبيقات تقنية الـ PCR في مجال أمراض النباتات، إلى جانب مقدمة في مجال المعلوماتية الحيوية، Bioinformatics وأشار مدير المعهد إلى أن الفئات المستهدفة من التدريب، هم شباب الباحثين بالمعهد والمحطات البحثية المختلفة، علي مستوي الجمهورية، وذلك للارتقاء بمستواهم في عمليات الفحص والتشخيص السريع، للأمراض النباتية المختلفة، سواء كانت أمراضاً فطرية أوبكتيرية اوفيروسية أونيماتودية.